عندما شاهدت فيلم السفارة في العمارة للمرة الأولى قلت بنفسي: ما هذا ؟ !! .. القضية الفلسطينية يتكلم عنها إنسان مسلم ولكنه سكيّر وعربيد ؟؟ (هكذا كانت شخصية شريف - عادل إمام - في الفيلم).
صادفت أن شاهدت الفيلم مرتين بعد ذلك. ولكن هذه المرة تغيرت وجهة نظري حوله. لاحظت أن الفيلم فيه رسائل مبطنة خطيرة.
أول تلك الرسائل موجهة للمشاهد اليهودي والغربي (وإن كان معظمهم لا يجيدون العربية). الرسالة هي: حتى الإنسان الذي ليس له علاقة بالدين ولا بالتعصب, ليس هذا فقط, بل هو عربيد و سكير, هذا الإنسان يظن أن ما يجري في فلسطين هو ظلم. يعني الرسالة تقول أن الذي يجري في فلسطين هو ظلم و هذا الرأي يجمع عليه المتدينين و الغير متدينين - أي العالم العربي كله. وهذه الرسالة مهمة جدا برأيي لكي يعرف الجميع اننا لسنا راضين عن ما يجري في فلسطين وإن كنا لسنا جميعا نقاتل وندافع عن إخواننا الفلسطينيين.
الرسالة الثانية: أظن أنها موجهة إلى المصريين والحكومة المصرية و تسألها: إلى متى هذا السكوت و إلى متى سنبقى نتحجج بإتفاقية السلام ؟
الرسالة الثالثة: عندما يلتقي السفير الإسرائيلي بجاره شريف -عادل إمام- في المصعد يسأله هل شقتك للبيع ؟ يقول: نعم. ثم يسأله السفير كم مساحتها ؟ يقول: لا .. أنت تقيسها بالمساحة ولكن أنا أقيسها بالزمن.
رأيت في هذا الحاول رسالة مبطنة أخرى. إسرائيل تنظر إلى فلسطين بعين المساحة والفلسطينيون ينظرون إليها بعين الزمن. الفلسطينيون ترعرعوا في هذه الأرض و نشؤوا فيها وجذورهم متعلقة بهذه الأرض - ناهيكم عن البعد الديني للقضية. لذلك إنه ليس من السهل لإنسان عاش في هذه البقة من الأرض لمئات السنين أن يتخلى عنها بهذه السهولة.
سبحان .. أحيانا الإنسان يتسرع ويحكم على الأشياء من دون تروّي.
مواضيع مشابهة: