الأخوة الأعزاء،
أقدم التقرير التالى لمشاكل الزراعة من وجهة نظر مستثمر لعلها تنير الطريق لمن يرغب فى خوض هذه (المغامرة) :
1. الأرض: أكثر من 90% من الأراضى المحرر عنها عقود ملكية مع الدولة فى مصر بها مشاكل فى الورق، هذا الرقم نابع من خبرتى الشخصية خلال 12 سنة من بيع و شراء الأراضى لنفسى و لأصدقائى، لم أصادف خلال هذه الفترة أرض بورق سليم تماما، دائما هناك شىء ناقص من أمثال:
a. توكيلات متعدده (عند التنازل تدفع 1000 جنيه عن كل توكيل للفدان الواحد، فلو كان معك فى الأرض توكيلين مثلا ستدفع 2000 جنيه عن كل فدان عندالتنازل فى هيئة التعمير).
b. التوكيل منتهى الصلاحيه و يلزمه شهادة سريان لأنه صادر منذ أكثر من سنتين.
c. التوكيل بإسم متوفى و بالتالى أصبح لاغيا و الورثه يبيعون الأرض على حالتها و وضعها.
d. التوكيل ليس به تسلسل أى أنك تأخذ توكيلا من توكيل آخر بدون ذكر تسلسل الملكية. مثال: (أ) صاحب أرض باعها ل (ب) بتوكيل ثم قام (ب) ببيعها لك، المفروض عند تحرير التوكيل لك أن يذكر (ب) أنه وكيلا عن (أ) بصفته الثابته بالتوكيل، لكن فى كثير من الأحيان تجد أن (ب) قد باع لك بنفسه الأرض و ليس بصفته و كيلا عن (أ) فيصبح التوكيل باطلا لأنه فى واقع الأمر (ب) لا يملك الأرض وأسمه ليس بعقد الملكيه و لكنه وكيلا فقط عن (أ).
e. التوكيل (مضروب) أى مزور و قد صادفتها بنفسى منذ حوالى 5 سنوات، حيث قام أحد المحتالين (بضرب) توكيل لأرض واحد مسافر بره و ذلك بمساعدة بعض أقارب صاحب الأرض.
f. الأرض بدون توكيلات و لكن بها ورثه و بعضهم خارج البلاد أو غير موافق على البيع أو طامع فى أن يبيع نصيبه بمبلغ أكبر من باقى الورثه أو يريد (سمسره) خاصه به بدون علم الآخرين و إلا لن تتم البيعه.
g. العقد سليم و كل شىء تمام و صاحب الأرض موجود و بعد التعاقد و الشراء تجد أن الأرض لا يوجد بها موافقات الجهات المعنيه (الجيش –الآثار – الرى – المحاجر) و بالتالى لن تستطيع أن تستلم عقدك، و لكى تقوم بإستخراج هذه الموافقات سيكلفك الأمر 6 أشهر تأخير و مصاريف قد تتعدى ال 20000 جنيه، أضف الى ذلك أن التوكيل الذى أخذته من البائع لم تذكر فيه التعامل مع هذه الجهات وبالتالى لا يحق لك تقديم الطلبات و اذا رجعت له لتعديل التوكيل بعد أن قبض فلوسه قد يساومك على مبلغ جديد!!
h. العقد سليم و بعد الشراء تجد أن صاحب الأرض قد أخذ قرضا بضمانها و عليك أنت أن تسدده.
2. كل ما ذكرته من مشاكل و ما أسعفتنى به الذاكره هو فى أراضى التمليك و ليس وضع اليد، فأراضى وضع اليد (مصيبه أخرى) و لها من المشاكل أضعاف ما للأراضى التمليك.
3. أسعار الأراضى:
a. الفدان التمليك مياة أرتوازى عذبه و صالحه للإستخدام يتراوح ما بين 50000 الى 100000 جنيه و يزيد.
b. الفدان التمليك مياة بحارى يبدأ من 120000 و يصل الى 250000 جنيه.
c. لن أتكلم عن أسعار وضع اليد لأنى أعتبره مضيعه للفلوس من وجهة نظرى.
d. لن أتكلم عن الأراضى التى تروى بمياه مالحه تتعدى 1000 جزء فى المليون لأن هذا سيضاعف من مشكلة الزراعة حيث أنه سيقلل من الإنتاجيه بسبب الملوحه مع ثبات المصاريف مما يؤدى الى تفاقم المشكلة.
4. العماله:
a. العماله المؤقته: يأتى العمال الساعه التاسعه و ينهون أعمالهم فى الواحده أو الثانيه ظهرا مع ساعه راحه خلال اليوم و جودة العمل لاتتعدى 40% و الأجور وصلت الى 80 جنيه لليوميه و أكثر.
b. العمالة المستديمه: أندر من الذهب و العامل (المحترم) يخطفه أصحاب المزارع من بعضهم و المرتب الشهرى يصل الى 1200 جنيه و أكثر، و اذاتكلمت مع أحدهم أو عاتبته على خطأ تجد الرد جاهز (سوى لى حسابى، أنا ماشى) وبالطبع هو يعرف أنك لن تستغنى عنه لحاجة العمل و لأن كل مدخراتك فى المزرعة و أنك تنتظر المحصول لتعوض به المصروفات و أن مغادرته فى هذا الوقت ستسبب لك خسارة كبيرة، فأنقلب الوضع و أصبحت أنت من تعمل عندهم و ليس العكس.
5. الأسمدة:
a. لو معك بطاقة حيازة تستطيع الشراء بالسعر الرسمى و لكن كلما ذهبت لن تجد ما تشتريه!!
b. لو ذهبت للتجار ستجد الأسعار قد تضاعفت و الأنواع بها الكثير من الغش التجارى فالسماد المكتوب عليه تركيز 33% مثلا لو حللته لوجدت التركيز 25% و هكذا.
c. و لو حاولت اللجوء للشركات العالمية ستجد الأسعار خرافيه فطن البوتاسيوم مثلا يصل ثمنه الى 8000 جنيه.
d. اذا فى كل الأحوال أنت خاسر، إما أن تقبل بأسمده لن تعطى للنبات ما يحتاجه لقلة التركيز أو أن تشترى المستورد و تدفع ضعف الثمن.
6. التقاوى و البذور و الشتلات:
a. كثير من التقاوى يأتى بها ممرضات مثل القمح المخلوط بتقاوى ال (زمير).
b. البذور المستوردة سببت كوارث لكثير من أصدقائنا مع أنها من شركات مفترض أن تكون (محترمه) آخرها كانت الكوسه حيث سببت خسائر ضخمه لمن زرعها فى منطقة وادى النطرون و من عدة سنوات كان الذره فى منطقة المنوفيه و كثيرا من الوقت نسمع عن تقاوى البطاطس المتعفنه.
c. الشتلات هى الأخرى لم تسلم من الغش و المشكله فى الشتله أنك لن تعرف المصيبه الا بعد مرور سنوات من الزراعة كأن يكون بها فيروس، أو أن تكون غير مطابقه للصنف كما يحدث كثيرا بالذات فى المانجو و الموالح أو أن يكون جذرها به إلتواء لا يظهر الا بعد عدة سنوات من المصاريف فتجد الشجرة (مقزمه).
7. الطاقة: مهمة جدا لإستخراج المياه فى حالة الرى الإرتوازى:
a. سولار: غالى جدا و التكلفه أربع أضعاف الكهرباء و غير موجود حاليا و يتعرض دائما لأزمات الإختفاء.
b. كهرباء: موفره و لكن تكاليف دخولها عشرات الألوف من الجنيهات.
8. الإدارة: لا يمكنك أن تدير مزرعة ب (الريموت كنترول)! فالمزرعة دائما تريد تواجد صاحبها بداخلها معظم الوقت:
a. فى حالة الأشجار: من مرة الى مرتين أسبوعيا خصوصا فى أيام التسميد، تزداد كلما أقتربنا من موعد الحصاد لتصل الى حد (البيات) عند جنى المحصول.
b. فى حالة الخضروات: من 3 الى 4 أيام أسبوعيا و بصفه مستمرة.
9. الأمن: المقصود بالأمن هنا عدة نقاط:
a. حدود المزرعة لابد و أن تكون مؤمنه فالشجار على الحدود مع الجيران كثيرا ما يؤدى الى حوادث مؤسفة.
b. حراسة المنشآت الداخليه و المخازن من السرقة و خصوصا الكيماوى.
c. حراسة المحصول من السرقة خصوصا اذا كنت تنوى بيعه بنفسك و ليس (كلاله) و تظهر هذه المشكلة بالذات مع المانجو.
d. حراسة الأرض ككل من واضعى اليد و محترفى (ضرب) الأوراق والمحاضر لإثبات الملكية الصورى ثم المساومة للتنازل مقابل دفع (المعلوم)
10. التسويق: بعد كل ما سبق من عقبات، يحين موعد جنى الثمار و تعويض المصروفات لتفاجىء بالآتى:
a. اذا بعت المحصول على الشجر أى (كلاله) يتم تقديره بما لايزيد عن 60% من ثمنه الحقيقى.
b. اذا أخترت أن تبيع المحصول بنفسك فى السوق تجد مصاريف الجنى و التحميل و النولون و عمولة الدلاله قد أكلت الكثير من ثمن كل نقله ناهيك عن الأسعار التى تسمعها عند البيع من التجار و التى تجعلك تفكر عند مقارنة ماتكسبة أنت بعد كل المصروفات و المجهود و حجم رأس المال المعطل بما يكسبه التاجر، فى بيع المزرعة و شراء محل فى السوق!
c. اذا أخترت أن تبيع المحصول بالطن تجد التاجر (يفرز)الشجر و يختار ما يعجبه و يترك الباقى أو يحاسبك عليه بسعر أقل، و اذا هبط السعرفى السوق يتوقف عن الجمع و لا يأبه بما قد يسببه ذلك من تلف للمحصول لأنه ببساطه لا يدفع ثمن الا ما قد جمعه و باعه بالفعل.
الحل؟؟؟؟!!!!!!
فى الحلقة القادمة.
مواضيع مشابهة: