الملاحظ من أغلب الردود أن حب النباتات و بالتالى حب الزراعة دائما ما يبدأ منذ الصغر و بشكل تلقائى و نتيجة للظروف المحيطه بالإنسان فى بداية حياته و أنا هنا لست بإستثناءا!
فقد بدأ حبى للنباتات منذ (وعيت على الدنيا) و كان عند أهلى مزرعة بالقرب من القاهرة فى الريف المصرى و كنا نذهب اليها دائما مع جدتى كل صيف لنقضى من شهرين ل 3 أشهر و رغم أن الكهرباء فى هذا الوقت البعيد (أواخر الستينات و أوائل السبعينات من القرن الماضى) لم تكن قد دخلت بعد و رغم وجود الناموس ليلا و الإضطرار للإحتماء منه تحت خيمه يدعونها (ناموسية)، أقول رغم كل هذا إلا أنها كانت من أحلى أيام حياتى خصوصا فى الصباح الباكر عندما أستيقظ و أخرج لأشم رائحة الشجر مع الأرض مع الندى، أقسم لم أشم رائحه فى حياتى أطيب من هذه الرائحه، إلا رائحة زهور البرتقال فى الصباح الباكر فى مزرعتى حاليا و هى نفس البيئه مع وجود رائحة زهور البرتقال كإضافه لها.
أنا أعتبر أن أى صاحب مزرعة من قيراط ل 1000 فدان و أكثر هو فى نعمه لابد من أن يستغلها جيدا و أن يحمد الله عليها.
المهم إنتهت رحلاتى للمزرعة بوفاة جدتى عام 1976 و لم نعد نذهب الى هناك الا قليلا جدا نظرا لإنشغال والدى بأعماله و كنت أذهب من وقت لآخر مع عمى فأقضى اليوم و أعود فى المساء حتى توفى فى الثمانينات و كنت وقتها فى الجامعه، و أتخذ الورثه القرار بالبيع ليأخذ كل واحد نصيبه، و رأيتها، رأيت جنتى و هى تباع و أنا لا أستطيع فعل شىء فقد كنت فى الجامعه و لا أملك من النقود الخاصه ما يشترى حق المواصلات فقط إليها!!
ظل حب النباتات و الزراعة فى نفسى و أنهيت الجامعه و تزوجت و أنجبت و تدرجت فى عملى حتى عام 1999 عندما رأيت إعلانا وقتها عن مزارع للبيع بالصحراوى و كنت لا أعلم أى شىء عن مزارع الصحراء و كنت أعبر الطريق مره سنويا عند الذهاب الى الإسكندريه للمصيف، كان العرض وقتها 3 أفدنه ب 19500 جنيه بالتقسيط و كان مناسبا لإمكاناتى فذهبت الى الشركة و حجزت و أخذونا جميعا فى أوتوبيس لمعاينة الأرض و كانت بداية رجوع حبى للزراعة منذ هذا التاريخ و لم أنقطع عنها أبدا حتى أننى ضحيت بوظيفتى عام 2003 لأستمر فى المزارع.
telmissany64.blogspot.com