مخاطر المواد البلاستيكية على صحة الإنسان
========================
يصنع البلاستيك من مواد أولية تدعى البوليمرات و لهذه البوليمرات أنواع عديدة منها البولي ايثيلين و البولي بروبيلين و بولي كلوريد فينول و غيرها و يضاف إلى هذه المواد مواد كيماوية أخرى لأهداف كثيرة منها كالملونات التي تعطي العبوات البلاستيكية الألوان المختلفة و مادة (( الباي اسيفينول – أ )) التي تعطي البلاستيك الشفافية و الصلابة و الملدنات التي تعطي البلاستيك الليونة ، و الطراوة ، و قابلية الانثناء و هناك مواد أخرى لإزالة الشحنات الكهربائية الساكنة عن سطح البلاستيك ، و مواد مزيتة ، و مضادات أكسدة ، و غيرها لكن مالخطر من البلاستيك ؟
أشار العديد من الأطباء إلى أن استخدام أكواب و أكياس البلاستيك أمر ضار و يسبب السرطان و هذا صحيح و ذلك نتيجة لرحيل العديد من المركبات الموجودة في البلاستيك إلى الأغذية و خصوصا الأغذية الحمضية والساخنة و التي تحتوي على دهون لكن ما أريد الإشارة إليه هنا هو إن بعض المركبات التي تدخل في صناعة البلاستيك لها أضرار أخرى لم يتم التحدث عنها بشكل كبير ، و سآخذ على سبيل المثال مادة (( الباي اسيفينول- أ )) التي تدخل في صناعة البلاستيك كما ذكرت في الأعلى و يطلق عليها اختصارا اسم (( BPA)) ، وهي مادة أثارت النقاش العلمي بشكل كبير بين من يؤكد أنها ضارة و بين من ينفي ذلك و في الحقيقة فقد أجريت 115 تجربة على حيوانات التجارب أكدت 97 تجربة منها إنها ذات آثار جانبية خطيرة فقد اكتشف الباحثون أن مادة (( البي اسيفينول – أ )) خدعت خلايا الجسم و قلدت مفعول هرمون الاستروجين مما أدى إلى ظهور الأمور التالية :
زيادة تشكيل الدهون و ترسبها في الجسم بالتالي تؤدي إلى السمنة .
نضوج جنسي مبكر .
تصرفات جنسية غريبة ضمن الجنس الواحد .
خلل في وظيفة المبايض و انقسام غير طبيعي للبويضات في المبيض مما يؤدي إلى حدوث خلل في الصيغة الصبغية للجنين ولادة أجنة مشوهة تعاني من تخلف عقلي .
التأثير على الجهاز العصبي و إتلاف خلاياه .
زيادة في حجم البروستات لدى الذكور و انخفاض في تشكيل الحيوانات المنوية .
والمثير في الموضوع أن شرب القهوة أو الشاي الحار في كاس بلاستيك يحتوي على هذه المادة يضاعف تعرضك لهذه المادة بـ (( 55 )) مرة ، و أشارت بعض الدراسات إلى أن الكميات البسيطة لهذه المادة يضر أكثر مما تسببه الكميات الكبيرة منها على الجسم .
أثبتت الدراسات الحديثة أنه من الممكن أن تنشأ أمراضاً عديدة عن طريق المواد الداخلة في صناعة المنتجات البلاستيكية والتي تذوب في الأطعمة المحفوظة بداخلها..
الخلفية العلمية :
هناك العديد من أنواع المواد البلاستيكية التي تستخدم لصنع هذه المنتجات ومنها:
LDPE البولي إيثلين منخفض الكثافة
HDPE البولي إيثلين مرتفع الكثافة
PET البولي إيثلين ترفنليت
PVC البولي فينيل كلورايد وهي من أخطر الأنواع على الصحة. التي تشتمل على 4% من مواد بترولية خام وتشكل 25% من مواد التعبئة على الأقل فهي تدخل في صناعة أكياس النايلون والتي تستخدم في تعبئة بعض الأطعمة مثل الفول المدمس وغيرها.. وهذه المادة يمكن أن تتفاعل أو تذوب في الأطعمة المحفوظة بهذه الأكياس فتسبب العديد من الأمراض منها: سرطان الكبد، وتآكل العظام، واضطراب الدورة الدموية.
ينبغي عدم استخدام أكياس النايلون في تعبئة الأطعمة الساخنة، لأنه عند تصنيعها لابد أن يحدث لها نضج كافٍ وذلك لتكوين التركيب الشبكي لها إلا أنه في بعض الأحيان لا تعطى الوقت الكافي لكي تنضج وبناء عليه يحدث أن يتخلل المسافات الموجودة بين الجزيئات الكبيرة بعض الأطعمة وتتلون بلون الطعام أو الشراب فتصبح هذه الأواني بيئة صالحة للبكتيريا والجراثيم مما يصبح مصدراً لتعرض الإنسان للإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض.
و من ناحية أخرى :
حذرت الدكتورة سحر العقبي رئيس قسم علوم الأطعمة والاغذية بالمركز القومي للبحوث بمصر من استخدام اكياس البلاستيك والنايلون وعلب البلاستيك في نقل أو حفظ الطعام مثل الخبز أو الفول أو الكشري أو حمص الشام خاصة إذا ماكان بداخل الكيس ساخناً وأوضحت الدكتورة بحسب ما ورد بمجلة العلم أن خطورة البلاستيك ترجع إلى المواد الكيماوية التي تدخل في تركيبه والتي تتعامل مع المادة الغذائية التي بداخلها وهو ما يهدد بحدوث الأورام السرطانية مع تكرار استخدام الأكياس البلاستيكية بصورة يومية .
نسبة مواد التعبئة في الدول المتقدمة مثل ألمانيا من الزجاج ما يمثل 28% ويليه الورق الكرتون بنسبة 27% ومواد التعبئة الأخرى 23% أما البلاستيك والنايلون فيمثل النسبة الأقل في الاستخدام وكذلك في النمسا يستخدم الورق في التغليف وحمل الخبز بنسبة 52% اما الزجاج فيستخدم بنسبة 23% والمعادن بنسبة 10% والخشب 6% ونسبة 2% من النسيج و9% المخلفات من النايلون وغيرها.. لذا نجد ان معظم الدول المتقدمة عادة تستخدم الورق والزجاج للتعبئة والبعد عن البلاستيك الضار بالصحة والبيئة.