انتهى عبد الهادى من عمله فى المساء
كل يوم هو صوره طبق الاصل من قبله حياته رتيبه
ليس لديه وقت للتملل او الشكوى
امتلك ورشته بعد عراك مع الجوع والحرمان
وتزوج وانجب ابنتين من ابنه عمه التى رضت به زوجا وحبيبا
الساعه تجاوزت التاسعه بقليل
واخر باص سيقله الى امبابه بقى له دقائق معدوده
اسرع فى خطواطه ليلحق به ولكنه فشل
ذهب حيث الميكروباص
وجده فارغا الا من راكبين
يوم طويل حتى يمتلئ
وضع رأسه المنهك على المسند وراح فى سبات عميق
احلامه قليله نادرا ما غادرت عمله ومستقبله
امه دائمه الشكوى من زوجته
وزوجته دائمه الشكوى من ظلف العيش
الايراد والرزق قليل وبالكاد يكفيه ..فكلما اقتصد مبلغ من المال مرضت امه وذهب المبلغ.
افاق من نومه على زغد فى جنبه ..الأجره
مد يده فى جيبه وتحسس النقود .واخذ منها قطعتين من الفضه واعطاهم للسائق
ثم عاد الى سباته من جديد متمنيا ان تتغير احلامه
ومره اخرى زغد فى جنبه .ولكن بحرفيه مؤلمه
فتح عينه.وجد وجها كئيبا ينظر اليه بتمعن
اغلق عينه ..لعله كابوس
عاوده الزغد وتلك المره فى وجهه
فتح عينه على اتساعها..نفس الوجه الكئيب
انت مش سامع يا روح امك..هكذا بادره ذو الوجه الكئيب
حكومه ..ذلك هو اسلوب الحكومه ..او امن الدوله
انه الكمين على الطريق
تململ فى جلسته ونظر حوله فوجد الركاب مصطفين فى طابور على الارض
نهره المخبر وطلب منه النزول
هز قدمه وهبط الى الارض ..ليس حلم ولا كابوس
واصطف خلف زملائه الركاب
طلب منهم المخبر اخراج ما فى جيوبهم وابراز تحقيق الشخصيه وشهاده الجيش
كان الطريق شبه متوقف
وتفرق كل مخبر الى سياره يفتشها ويفتش اصحابها
وكان حظهم مع ذلك المخبر ذو الوجه الكئيب
كل واحد يبرز محتويات جيوبه فى يده
كان التفتيش مهينا وقاسى الى ابعد حدود
لم ينبس احد بكلمه
وفعلوا ما امروا به ..يقولون ان لديهم نظره .وبالنظره يخرجون المجرم ولا اعرف كيف
الكل خائف ومرتجف حتى ان احدهم همس ..ليله طين
وصل الى الشاب الذى امامى .كان يرتدى بذله ويمسك بيده شنطه جلد صغيره
سأله هل انت محامى .اجابه بأستهانه حاجه زى كده
ثار عليه من رده وسبه بأمه ..فرد عليه المحامى انت راجل سافل
وانفتحت طاقه من جهنم وخرج منها كل انواع السباب ثم مد يده وصفعه بقوه على وجهه
وهرع بعض المخبريين على صوته والتفوا حولنا
وكان يوم طين
جاء شخص يبدوا انه الضابط وسأل فى ايه
فأخبره المخبر عامل فيها محامى
نظر نحوى الضابط .فوجد هيئتى لا تنم على الفعل ثم اشار المخبر نحوه
استشهد بى المحامى وقال اسأله هو من سب امى وصفعنى .مره اخرى نظر الضابط نحوى ثم قال نسألهم فى المكتب..خذوهم للبوكس
وللقصه بقيه تشيب لها النفوس
امن دوله
مواضيع مشابهة: