سألت شمس الصباح إن كانت قد مرت بأشعتها الذهبية على مدينتك , فأخبرتني أن خيوطها لامست وجهينا معا , و كان الدفء يسري كأي مشرد يبحث عن الطريق فلايجد من يوصله لغايته .
بحثت عن تفاصيل وجهك في أغرب الأشياء و لامست اناملي أثارك المرمية في الشيء الوحيد المتبقي منك , و الذي يلف حول عنقي كطوق الياسمين .
يا لسخرية القدر , احببتك بعد أن تساقطت كل اوراق الخريف , مع هذا أرى نيسان قادما إلينا بأوراق جديدة و براعم تعلن قدوم الربيع .
لماذا تكون انت وحدك الشيء الجميل , فائق الروعة , المبهر , الذي يشعرني برغبة بالرقص كما ترقص البجعات على أنغام تشيكوفسيكي , لماذا يقتل هذا الصخب عندي برغبة أشد بالبكاء و البكاء .
لماذا تتوشحني عند محادثتك كل زهور العالم كمعطف برائحة الرغبة .
و لماذا تأسرني ببضع كلمات كخاتم في اصبع يدك الصغرى , ترميه عندما يقول لك وقتك ....كفى و كفى .
أطلت الغياب كثيرا , و لا شيء يؤنسني سوى هذه الشمس التي توسطت سماء مدينتي معلنة زوال الصباح ,
هي تزيد من حرارتها لتلهب حيرتي بان ألقاك , فمتى يموت ما نسميه واقعا و يحيا الخيال كأي واقع ملموس .
ربما ذات يوم , سنمشي على ذات الطريق و سيلتفت كلانا للأخر دون ان نعلم اننا من روح واحدة , ثم نتابع مع الوقفة و التأمل في تفاصيل الوجوه , و التي لن تكون بسبب الفضول . بل لأن الروح سافرت ذات يوم عبر موج عالي من البحر . و ألتم زبده ليشكل آلهتنا كما تشكلت لدى الأغريق أفروديت و فينوس لدى الرومان .
مثيولوجيا روحك تغريني بالاتحاد معها ليس بالبحر و لا على جبل اولمب و لا في الهواء او في الحرب . هي تغريني بأن أسير على طريق لا أعلم بعد كيف ستكون نهايته . و ربما سأختار هاديس كدليل لي يرشدني إلى الخلاص , فأكتشف بعدها أنه يقودني نحو الموت .
وردة دمشقية
مواضيع مشابهة: