السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شعرت أنه من الأمانة أني لا أكتب هذه القصة على الخاص وذلك للفائدة للجميع
بدأت القصة عندما كنت في الصف الأول الإعدادي ، عندما خرجت من المدرسة مررنا أنا وأصدقائي على محل لبيع النباتات الزينة وسبحان الله بهرني ما رأيت من صنع الخالق عز وجل ، وبدأت في الحديث مع المهندس الزراعي المسئول و استهوتني النباتات الصبارية بأنواعها الجميلة وعدم تطلبها لرعاية فائقة فبدأت بجمع الأنواع حتى كان في شرفتنا ما يشبه المشتل وكان أقاربي حينما يزوروننا يرغبون في رؤية هذا المشتل ، مما كان يدفعني للتباهي بمشتلي ، وقد أنفقت كثيرا عليه حتى إنني اضطررت للاقتراض لإشباع رغبتي ، ومع الوقت بدأت أشعر بقيمة المال الذي أنفقه وخاصة عندما وصلت لمرحلة الثانوية ، وانقطعت هذه الهواية في فترة الكلية نظرا لأن كليتي كانت في القاهرة وكنت أسافر وأبيت فيها وقلبي رويدا رويدا ينسى هذه الهواية الجميلة ، لكني بين نارين نار الغربة ونار النفقة على نباتاتي ، وحينما انتهيت من دراستي عدت لأرى مشتلي وقد تحول لأطلال لم أصدم لأن هذا الحال كان على مرأى مني على المدى البعيد ، وفكرت في إعادة الهواية ولكن الطلب الملح هو تجهيز نفسي للزواج وما يشبه ذلك من غراء الحياة ، وعندما شاهدت قدرا برنامج للأستاذ عمرو خالد عن زراعة الأسطح تهللت فرحا لأن هوايتي من الممكن أن تعود على بالنفع ومن ثم سأشبع رغبتي ، المهم كانت معلوماتي بدائية ( بذرة ، تربة ، ماء ، زبل دجاج غير متحلل ) وبدأت للعودة للمهندس الزراعي وكانت قد تكونت معه صداقه حميمة وبدأ معي خطوة بخطوة هذا المشروع وهو زراعة الأسطح .
الانطلاق والعقبات
تعلم جيدا أنه مهما تلقيت من دراسة فلابد من التطبيق العملي ، بصراحة عانيت من فشل على مدى أربع سنوات ( موعد غير مناسب ، آفات ، موت ، فساد ، فئران ، عصافير ، عناصر غير كاملة وبالتالي طعم غير جميل ....الخ) لكني لم أيأس ، عرفت الزراعة بدون تربة لكنها لم تستهويني ، لأنني بكل بساطة اعتبرت زراعة الأسطح مرحلة انتقالية لقطعة أرض زراعة كانت إحدى أحلامي من صغري ، وكان هناك شيئا ما يراودني وهو أني لم أقتنع بشيء اسمه الكيماوي أو المبيدات أو الهرمونات لني من قراءاتي علمت أن كل هذه الأشياء ضارة بالإنسان وعلمت أيضا أن جدي وأبوه وجده كانوا بصحة قوية وبنيان قوي وشيخوخة متأخرة نظرا للأكل السليم ، لكن لم أدري ما السبيل ، وكان فتح خير علينا فتح قناة الزراعة وعلمت أن فيها برنامج يسمى الزراعة العضوية فكنت أهرب من عملي لأتابعه وتابعته بنهم ، لكن كانت الصدمة عندما قابلت أحد المهندسين الزراعيين وأخبرني أنه يعمل في شركة مصرية كبيرة للزراعة الأورجانيك وأنهم لا يستخدمون المبيدات الضارة ولكن ....يستخدمون الأسمدة الكيميائية ، تعجبت من إصراري على المتابعة ، وفي يوم سمعت كلمة في برنامج الزراعة العضوية وهي الزراعة البيوديناميك . لم أكذب خبر وذهبت على النت لأبحث عن هذه الزراعة كنوع من الفضول .
البحث قدرا
كان الأمر غريبا لا يوجد شيء على النت باللغة العربية يسمى الزراعة البيوديناميك ، ظللت أحاول وأحاول وأغير في هجاء الكلمة دون جدوى . فبحثت باللغة الإنجليزية وكانت النتائج ، كنت قبلها طلبت من أحد أقاربي يملك مركز معلومات أن يبحث لي عن هذه الزراعة وجزاه الله خيرا مدني بكتيب وبعض المعلومات فبدأت ألخص هذا النوع من الزراعة وأترجم وأضع كل فقرة في ملف ثم جمعت هذه الملفات وبدأت بالتطبيق العملي للزراعة .
في الحقيقة لم أطبق كل عناصر الزراعة البيوديناميك ، كل ما طبقته هو الكومبوست البيوديناميكي ، الملش مع الابتكار ، كومبوست الدود ، السماد السائل ، وأنتظر هذه الأيام تخمر محتوى القرون ، وكانت النتائج غريبة ومذهلة ، فقد تفتتت التربة الطينية القاسية بسرعة ، وزاد عدد دود الأرض في التربة ، وكان المحصول كثير عن العادي و الطعم أكثر من رائع ، ومقاومة الآفات سهلة حتى أني اعتبرت حشرة المن من الأصدقاء من فرط سهولة مقاومته ، والكثير الذي أعتبر أني سأكتشفه من خلال هذه الزراعة ، وفوجئت بعدها أن عملت بحث ، نعم تصور أني طوال هذه الفترة لم أنتبه أني عملت بحث وكان همي الأول هو معرفة هذا النوع من الزراعة وكنت أتابع المنتديات الزراعية وخاصة هذا المنتدى الكريم ولكني لم أريد الاشتراك في أي منتدى الا بعمل كبير يعود بالنفع على الجميع .
أنا متأكد من أن من سيطبق هذا النوع من الزراعة سوف يكتشف الكثير ويفيد الجميع بالدرر المكنونة التي تنتظر الغواصين ليكتشفوها
أنا مجرد هاوي ومتأكد أنها ليست عقبة في تحقيق حتى المعجزات ، فالبداية كانت بالترجمة مع أني تربية رياضية ولغتي الأجنبية ليست قوية ، ولكن إذا تبنى الجميع ولو حتى ببحث مشترك ترجمة أحد الأبحاث القوية لفعلنا المعجزات ولحققنا لم يحققه الغرب لوثوقي الشديد بتوفيق الله لنا و بقوة سواعدنا وعزمنا
هذه هي القصة باختصار شديد جدا
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا اله إلا أنت