ضاقت الدنيا , فتوجهت له و إليه أناجيه و من لي سواه .شرفة الأمس
غلقت كل الأبواب ,
ركضت لاهثة أبحث عنها
فتحت بابها أخيرا لأشعر من اطلالتها ان المدى لايزال بعيد
ألبستُ أطرافها و زواياها شتول الورد الدمشقي , و تعربشت على جدارها الأسمنتي ياسمينتي البيضاء خافية بعطرها كل رائحة نتنة تعكر صفو و رونق الحياة .
وقفت قليلاً كي استجمعَ قوتي , بالأحرى ما امتلكته من طاقة ...هي بقايا زجاج مكسور و اطلال لن تصمد طويلا امام دعس عجلة الزمن لها مراراً و تكراراً
و لكن و بالرغم من كل هذا , بانت شرفتي , كأي جسر ٍ يصلني إلى أبعد نقطة في الأفق
لطالما تأملت فيه و نظرت نحوه , ابحث عن إجابة لركام ذكريات ممزقة في كتاب فقد عنوانه و صاحبه
بحثت كثيرا عن أشلاء حروفي , فبعضها ضاعت نقاطه و اخرى فقدت حياة الكلمات . أردت جمعها لأجدد دفق الحنين في جسد الذكريات
أردت ضمها إلى قلبي و جعلها بعضاً مني لتسقي ما مات فيّ من رغبة
كل محاولتي كانت فاشلة
مع هذا كله لا تزال بقية حروفي تُسكرني و تروي ظمأ الأيام عندما أسكب من مائها دموعاً أغسل بها وجه الحياة الذي خلق ليكون جميلاً
لم اهذي بعد
او ربما دخلت فيه ..........هذيان و هذيان..............هذيان
لا أزال واقفة عند شرفة الأمس
هذيان الأمس ترك أثراً مؤلما فصرت احترق و استمتع بألم النار . و لذتها أن الاّه تخرج دون أحرفها , مخلفة ندبة كبيرة في جسد التاريخ نفسه
أردت نطقها ......اّه وآه ............
صمت الصراخ.........
و كأي كابوس..... تلعثمت .........ففقد الصراخ قيمة الشكوى
ماذا بقي مني ؟
لن يسمع الصمت احد
انا .... بضع صور ...........كانت تشبهني ....نثرتها فوق مقبرة آخر العقلاء
لاأزال واقفة عند شرفة الأمس
قد يحالفني الحظ بعد طول عناء , فألتقط لمعان غربة جديدة , تدفعني لتسليم أفكاري المقنعة بالضباب الكثيف عند أقرب محطة في هذا الأفق الواسع
الرحيل جائز الأن
فالضباب لن ينقشع عن تلك الأفكار إلا بضوء منك يا شمسنا ....و انت انتهى عمرك الضوئي لأن الكوكب بات كوكباً أسود
امسيتي على هذه الشرفة كصباحي.....أمسية منفى و اغتراب و لذلك
الرحيل جائز
سأترك شرفتي
سأغلق بابها و للأبد
أخشى كثيراً ألا أدرك ما رأيته من خلال الأمس
أخشى أن أصحو على ظلمة البحر و شبح امواجه تتخبط باحثة عن شاطئ الموت
مات الأمس ..........و نويت الرحيل
وردة دمشقية
مواضيع مشابهة: