تجارب الزراعة العضوية فى الدول العربية
على الرغم من النمو المتسارع للزراعة العضوية في غالبية دول العالم وخاصة المتقدم منها إلا أن نمو الزراعة العضوية في الدول العربية مازال محدودا وهناك عددا من الدول العربية عرفت الزراعة العضوية مبكراً أهمها مصر، تونس، المغرب، المملكة العربية السعودية، ولبنان وغيرها.
فقد عرفتها مصر منذ عام 1977 على يد الدكتور إبراهيم أبو العيش والذي يعد أبو الزراعة العضوية في مصر حيث بادر بإنشاء مزرعة للزراعة البيوديناميكية (مبادرة سيكم) على مساحة 20 هكتار بمنطقة بلبيس بمحافظة الشرقية في مصر والتي زادت بعد ذلك ووصلت إلى 63 هكتار ثم أصبحت مبادرة سيكم الشهيرة الآن في مصر والتي نال عنها أبو العيش جائزة نوبل البديلة عام 2003.
أما المملكة العربية السعودية فاستعدت مؤخرا للتعاون مع ألمانيا لتوقيع اتفاقية بين المملكة وبين المؤسسة الألمانية للتعاون الفني في مجال الزراعة العضوية حيث تشمل الاتفاقية الضوابط والتشريعات والمواصفات القياسية للزراعة العضوية إضافة إلى تدريب الكوادر السعودية للقيام بالإشراف والمتابعة ويذكر أن السعودية مهيئة للاستفادة من تمتعها بمميزات نسبية في إنتاج التمور العضوية والتي تضعها في مقدمة اهتماماتها إضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى وتنظم المملكة من وقت لآخر لقاءات علمية وندوات لنشر مفهوم الزراعة العضوية وآخرها كان اللقاء العلمي عن "الزراعة العضوية في النخيل" هذا الشهر والذي استضافت له عدد من خبراء الزراعة العضوية من مصر وغيرها من الدول العربية.
الزراعة العضوية بالإمارات
وفي هذا الإطار فإن التجربة الإماراتية في الزراعة العضوية متواضعة، إلا أنها واعدة بسبب زيادة الوعي البيئي بهذا الاتجاه سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي فوزارة البيئة والمياه (وزارة الزراعة والثروة السمكية سابقاً) تبنت منذ عدة سنوات موضوع الزراعة العضوية كفلسفة زراعية جديدة تدعمها بكل الاتجاهات وتوفر لها سبل النجاح وتعقد ندوات ومؤتمرات علمية عالمية بهذا الخصوص لتوفير الفرص ونقل التجارب العالمية بالزراعة العضوية، أما على الصعيد الشعبي أو لنقل الفردي فإن منتجات الزراعة العضوية أخذت طريقها إلى موائدهم في وقت مبكر فالعديد من المواطنين المزارعين يتسابقون لتخصيص مساحات من مزارعهم لزراعة المنتجات العضوية بدون استمال المواد الكيماوية أو حتى الأسمدة وخلاف ذلك إيماناً منهم بأن هذا هو الحل الوحيد لغذاء صحي وآمن لخدمة الإنسان والبيئة, ولا ننسى بأن تبني هذا المفهوم من قبل المواطنين المزارعين له أسبابه ومبرراته ذلك بفضل الدعم الكبير الذي تلقاه الزراعة خصوصاً وحماية البيئة على وجه العموم بالإمارات من قبل القيادة العليا وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ريس الدولة حفظه الله ورعاه.
أما على الصعيد التجاري فإننا نجد أنفسنا محرجين لوجود عدد قليل من المزارع تنتج محاصيل عضوية مثل مزرعة الهير الشرقية بالعين التي تنتج على مدار السنة منتجات عضوية من خضار وفواكه وزهور ونباتات زينة على مدار السنة.
علماً بأن الجهود مستمرة وحثيثة بين دولة الإمارات والحكومة الألمانية لتوسيع التعاون في هذا الاتجاه لما فيه خدمة البلدين والشعبين الصديقين.
مواضيع مشابهة: