صديقي
أودعك و قد لا أقوى على الوداع
فكل كلمة رسمتها أمامي باتت كلماتي التي أرددها دون ان أشعر بأنها ليست كلماتي أنا
و كل قصة و قصيدة رويتها و أغنية أنشدتها حفظتها عن ظهر قلب .
نحن ضحكنا معنا
و كرهنا معاً.........كرهنا .........كرهنا معاً
و تحاورنا بأمور عدة معاً
كل حديث أذعناه سويا ً يا صديقي أجعله في طي الذكريات
و إن شئت اجعله نسيا ً منسيا
صديقي
إن اخبرتك أن روحي كانت تتجرد من هذا الجسد الفاني لكي تحمي روحك أثناء مرضك فهذا
ليس بكذب
إن اخبرتك أنك تتجسد بصورتك دائما في واقعي و أنت لست أمامي فهذا أيضا
ٍليس بكذب
أشعر بما ستقوله ُ قبل ان تبوح به
لأنك مرآتي التي تعكس صورتي بهذه الدنيا
, و إن كانت الصورة معكوسة في المرآة فذلك لأن الأقدار تعاكس واقعين لنا و لا يمكن ان يكون واقع واحد .
صديقي
قبل أن أقول لك كلماتي الأخيرة
علمت أنني فقدت أشياء لايمكن ان تعود إلى ماكانت عليه
فالجوهرة دائما جميلة , مبهجة , تسّرُ الناظرين ,
لكنها كثير من المرات تُكسر , و يجب أن يكون السبب قوياً لكي يتم تفتيتها
فهي ليست كما الزجاج المزيف الذي لا يعود كما كان بعد كسره .
مع هذا
الجوهرة يا صديقي يمكن أن تعود كما كانت إذا ما تناولتها يد فنان ماهر .
صديقي و كم تمنيت ألاتكون صديقي
سامحني لأني أكتب نعي ما ساقته تلك السنوات لنا
أكتب نعيها لك , دون ان أقوى حتى على تركيز النقاط على الحروف
النقاط على الحروف....... و التي كانت واضحة من أول سنة لنا معاً
سامحني لأني أريد ان ألا اكون ....
و سامحني لأن الحزن بات سلطاني
و دائما كنت أهرب منه من خلالك , لكنه يتغلب علي بنهاية المطاف
و مع ذلك أستطيع ان أرى جمال ما بقي من عالمي من خلال أطفالنا
فالطفولة كانت و لا تزال تذكرني بميلاد الإنسان على الفطرة
تذكرني أنني لم أختر من أكون
و تذكرني انه كما الحب لا دين له
فالصداقة حتما لا تعترف بالأديان
و لكن تعترف بواقع و حاضر و ماضي
و لا أريد أن أعرف ما سيكونُ مستقبلاً , لأنه لا يحق لي أن أعرف .
صديقي . ......لاتقل بعد الرحيل أنك وحيد
فالله معك
كن مع الله ....... و الله معك
أتمنى أن تكون تلك السنوات قد أثمرت بيننا بمعنى خالد....أو رسالة روحية , أو إمتحان للإرادة و صلابة الموقف
لا أحد في هذا العالم يُقدرك مثلي , و لأني أقدرك حق قدرك
أعطيك حريتك بعيدا ً عن واقعي و عالمي
صديقي........
صديقي .......
كم تمنيت لو لم تكن يوماً صديقي
ورد دمشقية
مواضيع مشابهة: