يهربُ الشيطانُ دائما ً من القدر , رغم أنّه ُ يعلم ُ قدَرَهُ . و مع هذا فهو يُعاكس مجرى الأقدار ِ كلها آملاً في تغيير المصيّر .
تذكر أنك من أردت السباحة عكس التيار , فتقاذفتك أمواج بحري الهائج , و حطت بك على شاطىء ثلجيّ , بارد كقلبك , و متجمدٌ كضميركِ .
لا أزال أتنقل بين الأمواج , أتحدث ُ إلى النوارس , و أعدُ قطرات الماء في البحر ,
و حتى انتهي من عدّ مداد البحر كلّهِ .
أكون قد توقفت على نفس ذاك الشاطئ , حاملةً حرارة شوقي التي ربتها بشغفٍ وولّهٍ أمواج البحر ,
لتذيب الجليدَ فيك َ
و تتحصل على قطرات ِ الحياةِ من جديد , او دموع من حنين , او ما يتأتى من بعض عرقِ الجبين .
من تظنني أيها المتلاعب بالأقدار؟
حتى لو كنتَ مُجردَ صَخرةٍ صماءَ لاتجيبني .
إن أمواجي الهائجة قادرة على حت و تعرية جبال من الصخور , و لكن أرجو ألا يَكونَ الأوان قد ّ فات ...
ربما عندها فقط قد تجد نفسكَ و قد تآكلت َ , و اتخذتَ شكل َ مائدةِ الشيطان .
هل علمت بمن تتلاعب الأن ؟
أفقْ من غفلتكَ ..........
أنت أيها المتمردُ غارق في بحري ...
والرجل أستاذهُ الشيطان ُ , أما أنا فإمرأة ٌ و ما الشيطان ُ إلا تلميذ ٌ غِرٌ عندي .
وردة دمشقية
مواضيع مشابهة: