أن تمرَ لحظةٌ و ......لحظات ......من نهارٍ جميل ٍ ,
دونَ أن تُدرِكَ ذلك أو تَشعُرَ بِهِ , فهذا يَعني إنّكَ قادرٌ على النسيان .
أنْ تنفضَ عنكَ غُبارَ الذِكرياتِ , و تُزيلها مِن مَقصورةِ دِمَاغك ..فذاكَ هو النسيان .
و أن أتذكركَ في موقفٍ ما , و استرجعَ شريطَ الذِكرياتِ , و هو يَمُرُ أمامي
في ثانيةٍ مِنْ ثواني العُمرِ المَعدودة في أجلٍ و كتابٍ مُسمى , فمعناهُ
إنّي قدْ نسيتكُ لحظة ........و ما قبلَ ذلكَ .........كان النسيان .
كثيراً ماكانت تُشرق شمسُ الصباحِ , متوقعةً أن تُغازلها كلماتُكَ الثّرّيةِ بالمرح ِ ........
و هي تتراقصُ بأشعتِها الذَهبيّة على وجهٍ مثقلٍ بالنوم ِ حينا ً .
....و ببعض ٍ من هموم الحياة. .........و أنت حتى لاتعتبرها و لو بمجرد رتوش
ٍ أو ألوان من ليلةٍ مضتْ ........فهذا بأمّ عَينهِ نسيانٌ و نسيان .
تكتبُ و كتبتَ ........كتبتَ وجعَ القصيدة و إتكال اليأس ِ ......
رسمت لوجهٍ عنيدٍ لوحة ً ........
زُيّنَتْ بألوان ٍ من عند الجد ِ و الجدة ..
ثم راقبتَ نبراتِ الصوتِ الخافِتِ .....
الخائفِ من ماوراء البحار ِ و من خلفَ صفحات الفضاء .....
شدتكَ تنهيداتُ الكلام ِ و تلكَ البحة ُ الحنونُ ........
لمساتٌ لامرئية عزفت لحنا ً دافئاً في شتاءٍ مضى .......و يمضي .....
تسنكرُ لكل هذا و ذاك .........
في قرار الساعةِ صفر ......قرارٌ أنانيٌ ........أناني ......أناني
و هذا أيضاً مما لاشك َ فيهِ باتَ في طي النِسيان
ثم تحلقُ و تنوي أن تنفذَ عَبر حَاجزِ الزمن ِ إلى عالم أرابيلا و حكايات الخيال ......
يوضعُ بين يديكَ مِصباحُ علاء الدين ......
تفركهُ و تمسحُ عنهُ مابقي من أثارٍ .......
تتمنى أمنية ............يظهرُ لك الماردُ من أحقابِ عصرِ تشيكوفسكي ..
هل لاتزال واعيا ً إنه ظهرَ الأنَ.
هو يحملكُ .......أنت فوق ظهرِ مارد المصباح ...تُحلقُ معه
باتجاه قصرها .......فوقَ غيوم ٍ من السماء السابعة ......
تقفُ عند بابها لأيام ٍ و أيام و لاتملُ طول الإنتظار ......و أخيرا ً ......
تتخلى عن عرشها لأجلكَ فقط , تتخلى عن عنفوان الملوك و حكمة منيرفا .........كله
...........كله ...........لتسمعَ كلمة
كلمة واحدة يا صائغ الأفكار و الخواطر المستحيلة .
تتسللُ هاربا ً........معلنا ً الإنتصار
و تنسى ...........و تنسى ..........و تنسى .................
تقررُ أيضاً .......إن كل هذا خيالٌ و تجعله ُ الآخر في طي النسيان .
نسيان كل هذا لايتم إلا إذا كنت لست بشراً .......بل تمثال ٌ متحجرٌ لزيوس .......يقف مختالاً
.....فوق جبل أولمب....طالبا ً من أفيروديت و هيرا الرضوخَ و الإستسلام .
أخبرني بكلمة ........أم إنك نسيتَ حتى أحرف الكلمات .....و دخلتَ فيها .......حالة ُ الهَذيان .
( إننّا في الكتبِ نقتلُ الناسَ من ذاكرتنا عندما نكتبُ عنهم.......)
هذا ما قالتهُ السيدة ُأحلام مستغانمي .
و أنا أكتبُ عنكَ اللحظة ...اللحظة ....
فاعتبرْ نفسك َ قتيلاً ........و قدْ تعتبرُ نفسكَ شهيداً .
اعتذر مِنك يا أحلام ......أتمنى أن أقتنعَ بِما قُلتي .....و لكني لستُ أحلام
عندما أكتبُ عنكَ و لأجلكَ , فمن المستحيلِ أن يُمحى تاريخكُ من ذاكرتي .
اسمكَ يبقى.. كنقش ٍ أثري أقربُ ما يكون إلى الوتين .
كُلما زادَ قِدماً ......و مر عليهِ زمانٌ و زمان .........كلما زادَ قيمة ً و علا مكانة ً.
بحثتُ كثيرا ً عن مفرداتٍ تُسعفني من فقدان ِ الصبر و عدم الإكتراث ِو النكران ...
لم اجد غير جدي يواسني بكلماتِه
التي استنبطُ منها مكامنَ القوةِ و بريقاً من أمل .......كان يقول لي دائما ً:
سنبقى و حين يعودُ الربيعُ يعودُ شَذانا و أوراقنا .......إذا يذكرُ الورد ُفي مجلس ٍ مع الورد ِ تُسردُ
أخبارنا
الربيع .
وردة دمشقية
مواضيع مشابهة: