انحسر تيار الزمن خلف شاطىء الذكريات , و مضى خريفُ العمر ِ , يُلملمُ أشلاءَ الشباب ِ, و يُمزقُ صَفحاتِ الطُفولةِ و يرميها , لترحل مع رحيل ِ الأحبة .
إنعزلتَ في هذا العالم لتبحث عن ذاتك , تجردت من ألقابك و مكانتك الإجتماعية .
توشحت ثوبا ًمستورداً من الواقع و مغزولا بخيوط من الصخر و بماركة الخيال المعاصر التي
ماركة الخيال المعاصر , مؤلفة من كلمتين أولهما يشير لإسم المصمم و الثانية لبلد المنشأ ( الأنا...........نية )
إذا
أخلدْ إلى النوم ِ الأن كما خلدت ْ هي لنوم ٍ عميق
لم تنتهِ الحياةُ لكن توقفَ شريطُكُ الذي تعودتَ أنْ تسمعهُ حتى باتَ جُزءاً لايتجزأ من رُوحكَ و من تطلعاتِكَ نحو عالمٍ هو من صنعك.
هل تعلم إنكَ أنتَ ........أنتَ من صنعتهُ ؟
إنك أيضا ً تركضُ الأنَ و تتسابقُ مع كبرياءِ المُلوكِ , و قسوةِ الرِجال ِ , و مَرارة ِ الألم ِ . لكي تَهدِمَ أركانَ عالم ٍ لم يعدْ لكَ وحدكَ .فهو يحوي أرواحَ من عشقوا عالمك الخاص و أدمن كل منهم أبجدية حروفك, و ألحان قيثارتِكَ , و شذى زهورك , و توقيع اسمك أنت .
أيها البشري.................
لم تؤثر بي برودة أعصابك , و ردات فعل العجزة و الطاعنيين بالدهر .
لاتحاول الإبتعاد كثيرا ً , أعلم انك ستعود قريبا أيها المتمرد المعجون بالصمت و اللامرئية
أخلع بالله عليك طاقية الإخفاء
أرمي خاتم أربيلا بمكانٍ آخرَ و أغمض عينيك
و أبدا لايحقق رغباتك أيها البشري.
فقط هي من تستطيع أن ترميه
و أربيلا أميرة الأحلام لاترمي خاتمها هذا أيها البشري
لأنها لبسته بزمن المستحيل
عد مرة ثانية و تجرد من ألقابك و مكانتك
و ادخل عالمك الذي هدمته بحجة بناء الدنيا
البناء أيها البشري هو بالأساس مرصوص كناطحات السحاب
لأني استطيع أن أجمع كل زئبق الدنيا و أشربه كما أشرب الماء
استيقظت من حلمها , و شعرت بظمأ شديد
و تذكرت أن مرضها هو من عوّدََها سميّة الزئبق
تذكرت أن الدواء َالكيماوي يجري بعروقها مدمراً عمراً بطوله بحجة البقاء
أيها البشري..................
تجرد أيضا من كل ألقابك و أحلامك
فأرابيلا خالدة بالأحلام فقط
و هي تعلم أن البقاء له وحده
فقط لعلمها إنها بالنهاية من تراب
أرابيلا أبت الإنعزال و التستر
هي موجودة و إن ماتت بكل زمان و مكان
الحلم استيقظ و لم تفق من سباتك الطويل
إبقى في عالم الأحلام
وردة دمشقية