وحيدة في غرفةِ التعذيب
وحيدة و الألمُ يَعتصرُ قلبَها
تُفكرُ بهِ و تفكيرُها هو هو
عنيدٌ ......عنيد
توقفَ الدَمُ في السيروم ِ
و لم يعدْ يدخلُ في الوريد
فقطراتُهُ بالكيس الشفافِ باتتْ مَعدودة
و استبدالهُ لايحتاجُ لرأي سديد
وحيدة مع نافذةٍ واحدةٍ و رؤية ضبابية
تنظرُ إلى العالم القابع ِ خلفَ جدار ِ الصمت
تمرُ ثواني اليوم
كما السنوات في القرن ِ المنصرم
وحيدة بين جدران ٍ عددها أربعة
و سقفٍ مستعار يفصلها عن السماء
سقف من الأسمنتِ و الحديد
هاقد بدلت ذاكَ الكيسَ الشفافَ بآخر
مملوءٍ بسائل ٍأصفرَ اللون ِ ليغذيها
فقد باتت كنخلةٍ
لم يبقَ فيها غيرُ الجَريد
ثواني و تعود وحيدة
وحيدة بغرفة التعذيب
تنتظرُ أن يَرسمَ لها كلمة
أو يقولَ لها صباحكُ سُكر
أو يتمنى لها كل العمر المديد
تنتظر أن ينهي اجتماعهُ مع الدنيا
فهي آخر همّه ِ
و أولُه في عالم ٍ آخر
و هذا العالم لديه مجيدٌ مجيد
انتحرت ثواني الإنتظار غيظا ً
و بكتْ دقائقُ مللها طوالَ الليل ِو النهار
و الساعاتُ تمر و تمر
و ينتهي اليَومُ
لكنَ الإنتظارَ يَزيدُ و يزيد
و هي لاتزالُ وحيدة
وحيدة في غرفةِ التَعذيب
يَسبقها الشوقُ لَهُ
مصحوباً بالمقتْ و التنهيد
حبيبي ....
سأغيبُ طويلا ً
فلاتمقت غيابي
لا تمقت انتظاري لكَ
فحُبُكَ يَسري فيّ
في كل ِ شريان ٍ في كل وريد
سأغيبُ طويلاً
فقدْ مللتُ الإنتظارَ ....
انتهى هذا اليَومُ
و غدا ً صباحُ يوم ٍ جَديد
وردة دمشقية
مواضيع مشابهة: