سِرُهُ يَكمُن فى قدرَتِهِ أن يَتَكيَف مع كلِ جديد .....
وبأيةِ أحوال.
كم كان يَرُوقُهُ إبدَاعه فى تحويلِ المفروضِ الى مرغوب
هو يقوى أن يمضى وحيداً مهما كان طول المشوار
لا يُجزعهُ وَحشةُ دربهِ وخُلٌوِه من اى رفيق..
فقد أعتادَ على ذلك
أعتاد الامر حتى اصبحَ من رغباتهِ
عجباً .... عَودَ نفسه على رحيل الرفقاء
حتى صار اىُ رفيقٍ هو شخصٌ غيرَ مرحب بوجوده
درَبَ نَفسه على خُطَبِ التأبين
حتى ظنَ انهُ يقوى على سماع خُطبةِ تأبينِه..
ربتهُ الأحزان فاتقنت تربيتٌهٌ عن حق
كان يرى أنَ أهم مِيزاته
هى مُصَارحَتهِ لذَاته
كانت جُملَتِهُ دوماً
( انا لا يُشغلُنى أن أتصالح مع ذاتى بل ما يعنينى هو أن أصارحها )
والصلحُ سيأتى مع الايام
لكنه ابدا لم يأتى
أعتاد الأمر .... بل أحب الامر
وبكل يومٍ كانت دنياهُ تكبر وعالمهُ الخاص فى ضمورٍ مستمر
حتى امسى كمليكٍ لا يجدُ رعيه الا نفسه
كان يرى أنَ الأعمالَ بخواتيم نتائجها ...
وأنَ من ينتَقِدَهُ فى اسلوبهِ فعليه بقراءة سيرته
فهو بالإجمال شخصٌ ناجح
حقق نجاحاتٌ عده
كان دائمُ القولِ..
انا لا أسيئ الى أَحَدٍ ...
فقط أنا لا احتاجُ أحد .
وبقى على هذا الحال ....
حتى جاءت لحظة زَلزَلَتِه !!!!!
حين رأها ....
وكأن الاقدارساقتها اليه ....
شَعِرَ بخطبٍ ما قد حدثَ ...
احاسيسٌ قد تناسها من زمنٍ تذكرهافجأة..
أقبلت ...
وبكلمات الواثقةِ سألت
ما بِك ؟؟؟؟
لما كُلِ هذا الغرور؟؟؟؟
شعِرَ للحظه انه يريد ان يصرخ بوجهها أنا لست كذلك أنا .....
لكنه كان درب نفسه جيدا على المناورة والاستفزاز ....
فاردف قائلا ...
تسألينى لما الغرور ؟؟؟؟
حسنا ...اعتقد بأن .
الكِبرُ على أهل الكِبرِ تصدُق ..
اطلق تلك الجملة السخيفة آملاً أن لا تقوى الصمود بعدها
وتأثر الرحيل ..
لكن العجيب بالامر هو اعادتها للجملة ثانية وكأنها لم تسمع منه اجابه بعد ...
ما بك ؟؟؟
لما الغرور ؟؟؟
لما تُصبِغ على نَفسِكَ أمراً بعيداً عنك كل البعدِ ؟؟؟
ما يعترى نفسك ؟؟
لما انت حزين هكذا؟؟؟؟
ومع نهاية أحرف جملتها
كانت دفاعته قد انهارت
سواتره التى بناها فى اعوام سقطت فى لحظة امام برائتها
اسطورته فرت من عند مقامها ..
شعر انه قد اشتاق الى الامس بل الى كل الامسيات
السابقة ليومه المعتم ..
احس انه يرغب فى ان يجيب عليها
فقال ..
يا صغيرتى انا حقا اصبغ نفسى بما انا لست باهله
لكنى افعله حتى لا اعتاد على احد ثانية..
اضنانى الفراق صغيرتى ... وتعبت منه
أكأبنى جديد الاحزان الدائم ...
نعم امضى بدربى وحيدا ... اتدرى لما ؟؟؟
لانى مللت رحيل الرفاق ..
يقينا اعبث بوجه الاحبة ..
لانى وصدقا اخاف منهم
وانت خير مثالٍ لذلك ...
اخافك حقا ..
اخاف تعود الحديث اليك
اخاف تعود النظر اليك
اخاف تعود قلبى عليك
اخاف ان تسكنى روحك
اخاف حتى الاقتراب منك ...
اخاف كل هذا لانى اخاف يوما احبك ...
فتأتين يوما وتمضى بعيدة
وارجع اخرى لدربى وحيد
قالت : وإن قلت أنا لن اغيب ؟؟؟
لحظتها سأهتف كالمجنون : يقيناً أُحبُكِ
واردفت وتصالح ذاتك ؟؟؟؟
بل الدنيا اصالحها على نفسى من أجلك
اصالح عمرى ثانية من اجلك
احب أيامى من أجلك
حسنا : أحبكَ أنت وأنا لن اغيب
إذن فانا .....أحبكِ جداً وحتما لن اضيع ..
فقط لا تغيبى .............