(كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) سورة الفجر الآية17
كن فيكون
يجلس في تلك الزاوية من قارعة الطريق , يراقب من يمسك أمّه بيديه , و من يطلب من أبيه ان يحمله . و منهم من يلعب و من يقفز و من يبكي في صدر أمه . لكن لا احد يراقبه غيره من الاعلى .
اختار الله والديه دون سواه , فما ذنبه و هل يتمه مما صنعت يداه , أم ان حاله تعكس أحوال الذل في عالم قد ابتلاه , غاب الحنان و حل الخوف و التردد و التأسف و ما دناه .
يتيمة
يربيها لأنها تقربه و لو من بعيد , الثوب لايستر جسدها الهزيل . و ابنته لاتلبس إلا الحرير و التول و الدانتيل الطويل .
يتيم
حان وقت الإفطار و لايزال ذاك البائع يبيع من الدجاج المحمر , و سيخ اللحم المقمر , و خلائط الطعام المقطر و المسمر . يأتيه صوت من بعيد ابتعد يا ابن ..........نريد ان نسترذق , فكف عن التملق و اعتق .
يتيم في ذمة مؤمن
مؤمن صالح , لصلاته قائم , و لكرامته صائن , و دافع للزكاة و لصدقاته , و لكن . اولاد اخيه بعضهم صانع , و بعضهم بائع , و بعضهم جائع , و بنات اخيه وقفنا على باب جامع .
نظرة إلى يتيم
نظيف حتى الكياسة , و وجهة أنعم من ماسة , و عطره غلب أنفاسه . لقد نظر إليه و قد نظف لباسه , عله علق عليه من ذاك اليتيم كناسه .
الكل من اولاد ادم ينظر , و يكف طرفه و يكف يديه . و يدوس في كرامتهم بكلتا رجليه , و يضرب عنفوانهم بأبغض مالديه .
الكل يأكل حتى يملأ البطن , و يؤلف لبطنه زيادة بكذا رطل , على اليمين و اليسار , لايجد المري للمعدة عقل , و لا لاستيعاب الأمعاء الغليظة إلا الوحل . و لايتفطن لحظة بأنه صار هرقل , و من عذاب شديد و تقلب و شواء بالنار مهلا على مهل .
بعضنا يعطي و يبسط , و بعضنا يمسك و يقسط , و بعضنا ينظر للكيس و يتحسر فيربط .
لكن هل نعطي اليتيم حقه نعم..................... و بنفس الوقت لا
أمّ اليتامى
لاتذرفي الدمع يا أمي ندامة
فالله معنا وقد كانت علامة
لاترجعي للماضي فإني أراه
يعود إلينا في بعث القيامة
رحل الريحان من دارنا و
ترك أوراقه تعطر مكانه
ألبستنا في العز ثوبا كان
الحرير فيه يغطي عظامه
و تمر أيامي بصمت اليتامى
رحل الصديق أنهى زمانه
روحي تتوه و تطلب رضوخا
لأمر ربي يكفيني مهانه
لله درك يا أمي السلامة
حفظتنا للدنيا يا أم اليتامى