الماده العضويه ماذا نعرف عنها
الكربون العضوي هو اساس الماده العضويه وهو يمثل 60 % من وزن الماده العضويه الطبيعيه في التربه ويقدر ان وزن الكربون العضوي الموجود حتي عمق 1 متر من سطح الارض داخل التربه التي تزرع باستمرار يكون اعلي من وزن الكربون العضوي الموجود في النباتات المنزرعه في نفس التربه فوق سطحها .
وتتاثر كميه الكربون العضوي داخل التربه بطريقتين : تإثير بالزياده نتيجه لعمليات الاضافه لمخلفات النباتات المنزرعه او نتيجه لاضافه الاسمده العضويه ، وتأثير بالنقص نتيجه لعمليات تحلل الماده العضويه التدريجي داخل التربه بواسطه الكائنات الدقيقه ، وتستغرق المكونات المختلفه للماده العضويه اوقات مختلفه في التحلل فبعضها سريع التحلل يمكن ان يتحلل بشكل كامل خلال الموسم الزراعي والبعض الاخر قد يستغرق تحلله سنوات طوال قد تصل الي الف عام (وذلك كما اثبتت ابحاث الكربون المشع ) ، وتتحلل الماده العضويه في البدايه الي احماض الهيوميك ثم الي حامض الفولفيك ثم الي مواد بسيطه تتحلل في النهايه الي ثاني اكسيد الكربون وماء بالاضافه الي العناصر المعدنيه التي كانت تحتويها الماده العضويه ،وترتبط احماض الهيوميك والفولفيك كيميائيا مع حبيبات التربه وكذلك مع العناصر السماديه المضافه للتربه ومع جزيئات الماء ، لذلك فإن أحماض الهيوميك والفولفيك هي الجزء المفيد في الماده العضويه فهي تزيد قدره التربه علي تخزين العناصر الغذائيه بها بواسطه ( حامض الهيوميك ) ثم انطلاقها ببطء حتي يمتصها النبات اثناء مراحل النمو بواسطه ( حامض الفولفيك ) ، كما تزيد احماض الهيوميك والفولفيك قدره التربه علي الاحتفاظ بالماء فترتفع نسبه الرطوبه في التربه حول الجذور وتحميها من الجفاف في الفتره بين الريه ولاخري .ويلاحظ ان ان اضافه الماده العضويه في التربه سنويا يزيد من قدره التربه التخزينيه ولكن يبطيء من سرعه إطلاق العناصر علي المدي القريب حيث تكون في البدايه كميه حامض الهيوميك (مسؤل عن التخزين ) اكبر من كميه حامض الفولفيك ( مسؤل عن اطلاق العناصر ) ولكن مع الوقت يتحلل حامض الهيوميك مكونا تركيزات كبيره من حامض الفولفيك تؤدي للاسراع في انطلاق العناصر ، لذلك يلاحظ عند اضافه كميه كبيره من الاسمده العضويه ( غير كامله التحلل ) للتربه يمكن ان تؤدي في البدايه الي موت البادرات او اصفرار اوراق النبات نتيجه لتكون كميات كبيره من حامض الهيوميك تؤدي للامساك بكل العناصر الغذائيه الموجود بالتربه ومنعها من الوصول للنبات ،ومع الوقت يتحلل حامض الهيوميك الي فولفيك مؤديا الي الامداد الجديد بالعناصر العذائيه للنبات . وفي حاله اضافه كميات زائده من السماد العضوي للخضر نستهلك كميات اعلي من الاسمده المعدنيه وتكون النتيجه في المحصول اقل من المتوقع ،ومن الممكن ظهور نقص العناصر الصغري بالرغم من إضافتها بمعدلات مناسبه وذلك نتيجه لان الموسم الزراعي للخضر قصير نسبيا علي عكس الفاكهه ومن الطريف ان تاثير الاضافه الزائده للسماد العضوي تكون سيئه للمحصول الذي يزرع بعد الاضافه مباشره ،وتكون ممتازه للمحصول التالي بعد ذلك وهو ما يلاحظ في المحاصيل المنزرعه مثلا بعد محصول البطاطس فإنها تكون اوفر حظا من البطاطس حيث يهتم المزارع بضافه كميات كبيره من السماد العضوي للبطاطس وقد يكون السماد غير متحلل فتكون النتيجه سلبيه بالنسبه لمحصول البطاطس بالرغم من استهلاك كميات كبيره من الاسمده المعدنيه والعانصر الصغري وبالتالي يحدث ارتفاع كبير في تكلفه الزراعه لا يواكبها ارتفاع بنفس القدر في الانتاجيه .
و الكثير منا لاحظ كذلك إنه عندما يستعمل أي كميات من سماد عضوي قديم كان مخزن عنده من العام السابق فإنه يحصل علي نتائج فعاله بشكل افضل من السماد العضوي الجديد وهذا طبعا بسبب ان السماد القديم قد تحلل بشكل افضل واصبح يحتوي كميات مناسبه من حامض الفولفيك بالنسبه الي حامض الهيوميك ،وهذا يؤدي بنا للتفكير في انه عند توافر الامكانيات المناسبه فإنه من الافضل تخزين السماد العضوي لمده عام او اكثر قبل غستخدامه في التسميد لزياده تحلله وزياده كفاءته وتتحلل الماده العضويه بشكل اسرع كلما كانت اكثر نعومه ، فتتضاعف سرعه التحلل كلما نقص متوسط قطر الحبيبات للنصف ولذك من المفيد تنعيم السماد العضوي الي اقصي درجه ممكنه قبل استعماله لان ذلك يزيد كثيرا من سرعه تحلله ويؤدي بالتالي الي الاستفاده السريعه منه .
مواضيع مشابهة: