تتميزالأشجار عادة بطبيعة نمو خاصة تختلف باختلاف مراحل نمو الشجرة وليس من السهل تعريفالأشجار غير أنه يمكن وصفها بأنها أضخم أفراد المملكة النباتية وأكبرها حجماً – وقديبلغ بعض الأشجار وخصوصاً المخروطية ارتفاعاً كبيرا يقرب من المائة متر أو يزيد – كما أن أعمارها تختلف باختلاف الأنواع من بضع سنوات إلى آلاف السنين.
وتتميز الأشجار عن الشجيرات فى أن ارتفاعها عادة يزيد على أربعة أمتار ولها ساقواحدة وقمة محددة الشكل (التاج) .
وتستعملالأشجار كعنصر هام فى تنسيق الحدائق مفردة أو فى مجموعات منتظمة أو غير منتظمة لماتحوى من مختلف أنواع الجمال – مما يجعل فى يد المصمم مادة غنية يتلاعب بها كيف شاءوشاء له الخيال – كما أن الأشجار موضع جمال ثابت بالحدائق على مدار السنة وعلى مدىالأيام لا تحتاج إلى تغير أو تبديل بل هى باقية ما بقى بها الأجل حافظة لجمالهاتضفيه على الحديقة عاما بعد عام بألوان مختلفة من جمال الطفولة إلى روعة الشباب إلىجلال الشيخوخة – فهى دائما مصدر يشع منه الهدوء ويوحى بالسكينة والأطمئنان ،والأشجار فى المدينة تعمل على تقليل الضوضاء وتنقية الجو.
والأشجار المستخدمة للتظليل ببلادنا الشرقية الحارة لا يمكن تجاهل أهميتهاوضرورتها لحماية الإنسان والحيوان من شدة حرارة الشمس وبالأخص صيفاً كما أنها تلطفالجو بما تنتجه من بخار ماء – هذا فضلا عن حمايتها للمدن من الزوابع الرمليةوالرياح الشديدة المحملة بالأتربة عندما تزرع كحزام أخضر حول المدينة أو كمصدرللرياح فى الجهات التى تهب منها الرياح.
ونظراً لان الأشجار غنية فى صفاتها البنائية فهذا يجعلها ذات أهمية كبيرة فىأعمال التنسيق فهى تمنع الملل عن منظر نباتات قصيرة إذا زرعت الأشجار معها وتكسبالأشجار مهدلة الأفرع والأوراق الناظر إليها راحة فكرية وقد لوحظ فى تصميم وتنسيقحدائق كثيرة من المدارس المهتمة بالدراسات السيكولوجية والفكرية وتزرع حدائقها منالأشجار كل ما يوحى بالهدوء والتأمل ، وقد أصبحت الحاجة ماسة إلى البعد عن ضجيجالمدينة إلى أى مكان حيث يتوفر الهدوء والتأمل.
وقد أصبحت الحاجة ماسة إلى البعد عن الضجيج المدينة إلى أى مكان حيث يتوفرالهدوء ولا يتوفر ذلك إلا فى الحدائق العامة حيث تساعد الشجيرات والأشجار علىإمتصاص الضجيج.
وفضلا على ذلك فأشجار الزينة بوجه عام لها من المنافع الإقتصادية الكثيرة فىمختلف ميادين الزراعة والطب والصناعة ولذا فقيمتها نفسية ونفعها عميم.
ومن سوء الحظ أننا نتطلع دائماً ونختار أولا الأعشاب المزهرة للحديقة مهملينالنباتات الخشبية والأشجار والشجيرات والمتسلقات وهى الأكثر ضرورة والأكثر استدامةفى الحديقة – وقد يعزى ذلك إلى سرعة نمو أزهار الحوليات وقلة تكاليفها بالإضافة إلىلونها الزاهر- كذلك مدى حاجة هذه الأشجار للتقليم ونوعه والتشكيل ودرجته.
كذلك ملائمة النباتات لظروف البيئة التى ستزرع بها مثل نوع التربة ودرجة الحموضةومدى تحملها للظروف الجوية من حرارة وبرودة ورطوبة وجفاف ورياح ودرجة الظل وشدةالشمس وحيث تزرع الأشجار فى الحديقة أو على جانبى الشوارع وهى صغيرة لم يكتمل نموهابعد وتحتاج لعدة سنوات للوصول إلى الشكل النهائى الذى هو من أهم عوامل اختيارهاللغرض المستعملة له تتضح معرفة ذلك مقدما لزراعة هذه الأشجار فى المكان المناسبلحجمها وشكلها النهائى.
وتتلخص الأغراض التى تستغل من أجلها الأشجار فى الآتى :
1. تزيين الحدائق بعناصر الجمال الخضرى والزهرى.
2. حجب المناظر غير المرغوب فيها.
3. تظليل وتزيين الشوارع والطرق الزراعية والأماكن التى يراد تظليلها.
4. يستخرج منها الخشب والورق والفحم النباتى ومواد كثيرة نافعة كالمطاط وبعضالصباغ والزيوت وغيرها.
5. تقليل سرعة الهواء (مصدات للرياح).
6. زراعتها كأشجار مؤقتة.
وعند إختيار الأشجار لكل غرض من هذه الأغراض المذكورة يجب أن يتوافر فيها صفاتمعينة حتى تفى بالغرض المستعملة من أجله.
فمثلاً فى حالة الأشجار التى تستعمل فى تزيين الحديقة إما أن تكون أشجار مزهرةأو تزرع لتشكيلها بعمليات القص المختلفة أو قد تكون من الأشجار المنتظمة النموطبيعياً والتى تأخذ تقريباً الشكل المخروطى.
عند إختيار الأشجار المزهرة يراعى الآتى :
1. تختار أشجار تزهر فى مواسم متعاقبة بحيث لا يمر يوم من السنة إلا ويوجد نوع منهذه الأشجار مزهراً ولذلك تختار أشجار لتزهر فى الربيع وأخرى تزهر فى الصيف وثالثةلتزهر فى الخريف ورابعة لتزهر فى الشتاء.
2. إذا كانت الشجرة تعطى أزهارا ذات رائحة عطرية فيفضل أن يختار لها المنطقة التىتهب منها الرياح – حتى يمكن الإستمتاع بأريجها الطيب تماماً كما يتم عند زراعةالنباتات العشبية التى تعطى أزهار ذات رائحة عطرية.
3. يراعى عند زراعة الأشجار فى الممرات الخلفية البعيدة أن يتنافر لون أزهارها أماإذا زرعت الأشجار فى المناطق الأمامية من الحديقة فيفضل ألا يتنافر لون أزهارها.
4. يفضل اختيار الأشجار ذات الأزهار الكبيرة الواضحة لتزرع فى المناطق الخلفية منالحديقة أما المناطق الأمامية من الحديقة فتزرع بالأشجار ذات الأزهار الصغيرة.
أما الأشجار التى تختار لزراعتها فى الحديقة لتشكيلها فيراعى عند اختيارهاالاتى :
1. أن تكون مستديمة الخضرة داكنة منتظمة الشكل طول العام.
2. أن تكون غزيرة كثيفة الفروع الجانبية بحيث تبدو كتلة واحدة.
3. أن تكون ذات أوراق صغيرة حتى يسهل تشكليها.
أما الأشجار المخروطية فهى تختار إما لزراعتها فى الحدائق الهندسية أو الطبيعيةففى حالة زراعتها فى الحدائق الهندسية تختار لزراعتها لتحديد طريق داخل الحديقة أومدخل أو تزرع فرادى على المسطح الأخضر لتعطى التناظر المطلوب.
أما عند اختيارها لزراعتها فى الحديقة الطبيعية فيفضل أن تزرع فى مجاميع تماماًكما هو الحال فى الطبيعة – كما أنه إذا توافرت السفوح المنحدرة فى الأرض المنشأعليها الحديقة الطبيعية – يمكن زراعة مثل هذه الأنواع من الأشجار المخروطية فضلا عنذلك فأنه يجب مراعاة عدم خلط مثل هذه الأنواع المخروطية مع الأشجار المتساقطةالأوراق نظراً لتنافرها.
مواضيع مشابهة: