قرأت قصتك بشغف و لهف شديدين فلقد ذكرتني بقصة مشابهة احب ان أشارككم بها .
كان يوم من ايام اول الربيع اطفأ كل منا المدافىء التي تعمل على المازوت و صعد إلى سطح المنزل ليمتع نفسه بأشعة الشمس الدافئة و ليحس بدفء الربيع و قدومه .
لم تطأ قدمي بعد أول خطواتي على حديقة سطحنا ( هي جميلة جدا) حتى بدا أبي يصرخ فيّ الا أتحرك من مكاني .
لقد كانت جالسة تمام فوق مدخنة الغرفة ( الحمد لله انه لايوجد نار و لا دخان ) و تلك المدخن كانت قصيرة و ليست عالية و نادرا ما نستخدمها . حاولنا ابعادها لكنها كانت ترتجف من البرد ربما . ما إن اقتربنا منها حتى سقطت داخل المدخنة (( يا ريت مدخنة استراتيجية كل قطرها يمكن 25 سم , بوري يعني )) سقطت .........و سقط قلب بابا معها و بدأ يلومني أنا
حاول أن ينزل لها شيئا لكي تتعلق به لكنها على مايبدو لم تقدر
قامت الدنيا و قعدت فوق رؤوسنا
بدأنا نرتجف نحن من الخوف
بعد ساعة كاملة قرر بابا مايلي :
نزل للأسفل إلى مكان الغرفة في الطابق الثاني من منزلنا و حدد مكان مسار المدخنة و فتح مكان وصل المدخنة بالمدفأة لكنها يبدو نزلت لأسفل من هذا
كانت محصورة بين سقف الطابق العلوي و السفلي و اخراجها يتطلب تكسير الحائط من الأسفل من الجهة القريبة من أرضية الطابق الثاني .
تم التكسير بحذر شديد خوفا من أن تموت تحت الأنقاض
فتحت حفرة كبيرة بالجدار
استطعنا رؤيتها أخيرا
و بما انها صغيرة جدا . قالوا لحضرتي ان أمسكها لأن يداي صغيرتان و على القد يعني
ما إن أمسكت بها حتى بدأت بالتعلق مرة اخرى إلى أعلى الحفرة ............فالمدخنة
صار البيت مقسوما لفريقين
فريق يراقب من الأسفل
و فريق يراقب من السطح من فوق
أيضا نزلت و حاولت امساكها و لكنها هنا أحسست انها من شدة خوفها صعدت بسرعة
تصوروا بين ثانية و أخرى خرجت من نفس البوري الضيق و من بين نفق الجدار و السقف
لقد خرجت أخيرا
حمد بابا الله و شكره كثيرا على خروجها و أذكر ان عيناه كانتا تدمعان ( هو رقيق جدا )
اما أمي فبدأت تندب حظها كيف ستنظف الأنقاض و ما خلفته عملية تكسير الجدار و تخريب لمنظر الغرفة
تم تصليح مكان الحفر بالجدار لكن لايزال المكان ظاهرا من الأسفل يذكرني أن في هذا المكان كانت ستموت تلك الروح البريئة .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته