المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعرابي والواحة ..... الجزء التاني



mohamed adel el-baz
11-10-2008, 12:45 AM
السلام عليكم جميعا اهل زراعة نت ........ اهل الخير

وددت ان اشارككم الفرحة بعيد ميلاد زراعة نت من خلال الجزء التاني نكتب فيها احداث عام مضى

اتمنى ان اكون وفقت بالكتابة

رابط الجزء الاول http://f.zira3a.net/showthread.php?t=5672


فلنبدا على بركته


الاعرابي والواحة ........... الجزء التاني



حجر تلو الاخر ....ونخلة بجانب الاخرى
قطار من الاحداث يمر براس صاحبنا ( الاعرابي)وهو جالس على ربوة عالية تطل على البحر من ناحية ومن الاخرى تطل على الواحة بعد ان امتدت اليها يد العمران فبدات برسم لوحة فنية في غاية الروعة والجمال آخذة بناصيتها الي مشارف البحر فاصبحت الواحة في غاية السحر والجمال تتباهى بجمالها الخلائق,ولم لا فهي العروس البهية التي طالما سهر عليها ..رواها بعرق جبينه وانتهلت من بئر يفيض حبا وحنانا فباتت تفوح من ارجائها حبا

اخذ الاعرابي شهيقا عميقا فاعطى لقطار الاحداث الوقود اللازم لحركته طارقا ابواب محطاته

صوت خافت بدا صداه يتردد بداخله وبدا يعلو رويدا رويدا
-اسمع ان هناك من يتردد على واحتك الغناء لشرائها هذا ما يكرره الاخرون ويفعلونه بواحاتهم فان مثل هذه الصفقات تدر ارباحا لايمكن رفضها الا تفكر بذلك ...الا تفكر بذلك ....الا تفكر بذلك

تمدد الاعرابي على الربوة اخذا نفسا عميقا من هواء الواحة العليل واطلق سراح بصره باتجاه السماء المليئة بالنجوم المتلألئة كانها مصابيح اصرت على انارة طريق الرحلة

توقف قطار الاحداث برهة من الزمن في تلك المحطة
بدا صوت اعرابي الحضر يتردد من جديد بداخل كيان صاحبنا فأخذ بتذكر تلك المحطة منذ البداية
الموقف بين الاعرابي واعرابي الحضر)

وبعد ان تركه اعرابي الحضر تاركا بداخله حيرة كبيرة اتجه صاحبنا مسرعا نحو خيمته ملجما بكلام صديقه وباتت الافكار ترواده فارهقته
فخلد لنوم عميق

في صبيحة اليوم التالي اوعز للمؤذن بان ينادي لامر عظيم ,اعلن عليهم ما يحمله بين صدره من حديث صاحبه,سكوت رهيب وصمت عجيب حل بالجمع من المفاجاة فلم يستطع احد منهم التكلم من وقع ما سمع وما هي الا لحظات حتى انتشر الخبر في كافة ارجاء الواحة
كانتشار النار في الهشيم وبات حديث الصغير قبل الكبير
اسدل الليل سدوله , السماء مليئة بالنجوم والبدر كامل ..ابى ان يتركها اسيرة للظلام,وبينما صاحبنا يخطو خطواته المتفقدةلارجاء واحته
فاذا به يسمع حديثا خفيا قطع عليه سكون الليل ,اقترب اكثر من الخيمة الصادر منها الصوت,كانت مجموعة من الاعراب يتحاورون ويتناقشون في ذلك الامر الجلل
فقال الاول : لا لن اسمح له بذلك لست وحيدا بل انا واهل المنطقة الشرقية متفقون على ذلك
وقال الثاني: وانا واهل المنطقة الغربية معك يارجل
اما الثالث: فقال مهلا يا رجل الرجل له كل الحق سواء كان يريد الابقاء عليها ام يبيعها فهو صاحبها وما كنا نحن الا مرارا كرام استضافنا هو بجود كرمه ففضلنا البقاء في الواحة لما وجدناه فيها من خير كثير
فسارع الرابع بالرد:لكن لاتنسى ياصديقي انه ليس هو بمفرده من تعب في عمارة الواحة
اما الخامس* فكان اكبرهم سنا واكثرهم حكمة:الموقف جد صعب وليس سهلا بالمرة(ضاقت عيناه ولاح فيهما بريق غريب)ولكني اثق فيما سوف يؤول اليه قراره

بدا القمر بالرجوع الي ماواه تاركا مكانه لشمس يوما اخر معلنة مولد نهار يوم جديد...... نهار يوم مشهود
اما صاحبنا فقد ادار دفة خطواته متجها الي خيمته وقد اضحت الفكرة اوضح في ذهنه وآل الي نوم عميق

افاق صاحبنا على صوت ضجيج فهم مسرعا ليتحسس مصدر الصوت واسترق البصر من بين جنبات خيمته ...جحظت عيناه من هول ما راى

جمع مهيب .....وحشد رهيب ....الوف مؤلفة في صفوف مرتبة يعلنون اعتراضهم على الفكرة...فكرة اعرابي الحضر
رفعوا الاعلام والصائحف وقالوها ورددوها باعلى صوت
لا...لا لن نبيع ....لا ..لا لن نبيع ..لا ...لا..لن نبيع
تردد صوتهم في ارجاء الواحة بل تعداها ليصل للواحات المجاورة من قوته فقد كان الحب وقوده ......الحب هو الذي حرك تلك الالوف المؤلفة فقد ابى ورفض ان يظل من ساكني الاعماق اراد ان يطفو على السطح ليسطر باروع الحروف دستورا ومنهاجا جديد لتلك الواحة
لا ليس لتلك الواحة بل للواحات جميعا دستورا عنوانه الحب وقوامه المودة والترابط
كان الخوف من المستقبل من ان يتبدل الحال الي المحال هو ما يقلقهم
اما صاحبنا فقد بدا يلملم شتات نفسه المتبعثرة واستجمع رابطة جأشه وخرج على الجمع تحمل شفتاه ابتسامة هادئة فزادت حدة الصوت اكثر .... بدات تهز ارجاء الواحة بكل قوة ظل ينظر في صمت الي الحشد حاملا تلك الابتسامة وبدا الصوت يخفت تدريجيا
بدا يهدأ رويدا رويدا موسعا متيحا الفرصة له حتى يبدا الحديث

صمت رهيب وهو صمت الانتظار عمل على تمدد الثواني فاصبحت كالدهر
شق صوت صاحبنا الصمت وارجع الثواني لحجمها الطبيعي وقال
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني ...... احبابي .... يا من صرتم اهلي وعشيرتي
لم القلق فلن نبيع ..... نعم لن نبيع لن نفرط في واحتنا فالامر كان مجرد سؤال عفوي مبني على نظرية (لو)

تعالت الصيحات والاهات وتلاحمت الاجساد وانفرطت الدموع من الفرحة

اما صاحبنا اعرابي الحضر فقد ظل يتابع الموقف من خيمته التي اتخذها سكنا على مشارف الواحة تمكنه من رؤية جمالها الخلاب والساحر وعندما يحل الليل يركب ناقته متجها الي مركز الواحة التي ينتشر بها خيام عدة
الخيام عديدة ومتنوعة كان اغلبها يناقش امور حرفتهم الاساسية ....الزراعة اما باقي الخيام فيختص بما يمزيهم عن باقي اجناس الارض
الادب العربي فترى الواحد منهم وقد اطلق العنان لخياله فيتصدح بابلغ الاشعار واعذب الكلام

بدا قطار الاحداث في مواصلة رحلة المسير بسرعة اكبر

فصل وراء الاخر هكذا تتعاقب فصول السنة الاربعة على الواحة
ويحل الخريف ومن بعده الشتاء ضيفا على الواحة كان الشتاء كفيلا بما يحمل معه من رياح واعاصير ان يمسح الواحة من على خارطة الوجود الا انه رفض وابى ان يتخذ من المخرب دورا بل اتخذ من الابداع عنوانا لزيارته فبعد كل ريح او عاصفة تهب على الواحة
اذا بحسنها وجمالها يزيد بهاءا
كان الشتاء يمر مرور الكرام كسحابة صيف عابر

وتتواصل الرحلة................

افراح وليال ملاح كثيرا ما شهد عليه ليل الواحة....ترى الكل مرتديا ثوب الفرحة من القلب كان اليوم يومه الكل يهنأ الكل يشارك

كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي
هذا الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين عن النعمان بن بشير‏‏ رضي الله عنهما

نعم في الفرح او الحزن او حتى المرض ترى الكل يتحرك كأن الحدث حدثه عنده في نفسه فهذا ليس بغريب فقد ابدرها بذور الحب وسقاها
ماءا من حنان فجنى الثمار مودة وتآلف

ها قد شارفت رحلة القطار على الانتهاء
اخذ صاحبنا يتمطع بعد جلسته الطويلة على تلك الربوة تذكر خلالها احداث عام مضى
وبدا الفجر يشقق والخيط الاسود بدا يتبدل بالابيض والشمس تدق الابواب مستاذنة بالدخول لاعلان ميلاد يوم جديد

نظر صاحبنا مليا تجاه الواحة نحو عروسه واخذ يحدثها قائلا
ها قد كبرتي وصرتي على قدر كبير من المعرفة والتطور وصرتي مزارا لكل مار في قفار الصحراء وكل من كان بانحاء الارض العربية
فقد ان الاوان لميلاد اخ جديد وادار راسه ناحية البحر فطار بصره الي ما وراء البحر

الي بلاد فارس ...الي بلاد العجم




الخامس : الاستاذ والاب الفاضل جمال امين


ما كتب الا تصور من الخيال لاحداث عام جرت



في امان الله

aouniat
11-10-2008, 08:17 PM
السلام عليكم أخي الحبيب محمد

لا أدري كيف أعلق على ما كتبت..

لقد أذهلتني بأسلوبك الرائع و وصفك الدقيق لأحداث جرت في زراعة نت..

القصة أيضا فيها شيئ من الفكاهة بطريقة الوصف و الكلام..

الجميل فيك أنك تكتب بإخلاص و تتكلم و بعفوية يا صديقي..

أغبطك على هذا..

إنتظر مني ردا في يوم من الأيام إن شاء الله..

وفقك الله و أعانك على قضاء حوائجك..

في أمان الله..

مريم يوسف
12-10-2008, 11:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نظرية الجزئين فى موضوع و قصه كهذه كانت مستبعده قليلا ، لكن ارى انك تفوقت على نفسك بالجزء الثانى خاصة بطريقة السرد و التشبيهات .




لقد أذهلتني بأسلوبك الرائع و وصفك الدقيق لأحداث جرت في زراعة نت..



بالفعل الوصف الدقيق لاحداث جرت فى زراعه نت من افراح ( اعياد ميلاد و مواليد و زيجات و ... ) و حتى فى المرض و غيرها كانت موفقه .
حتى وصفك لاعرابى الحضر ( استاذ جمال ابا زيد ) بانه اتخذ من مشارف الواحه مكانا له موفق ، فارى الآن انه يراقب و يمتنع او يقلل من الادلاء بمشاركاته و ردوده التى عهدناها ؟!!
فى امان الله

aouniat
13-10-2008, 03:49 AM
جمال أبازيد (monstera) = أعرابي الحضر

تشبيه جميل :rolleyes:

mohamed adel el-baz
14-10-2008, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



له الحمد والشكر ان منني الله صديق بل اخ مثلك

صديقي بل اخي عوني لم الذهول كتبت مجرد ما احس به وما اراه في موقعنا وارى انه ظاهر لكل مار

زائر وحتى وان كانت المرة الاولى فاااااااااااااه لو تعلم مكانة زراعة نت عندي بل عند كل مرتاديه

واخير

جزاك الله كل الخير والثواب

واعانك على ما تحمل على عاتقك وان كنت اراه بوزن الجبال

في امان الله

mohamed adel el-baz
15-10-2008, 12:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مريم يوسف

الضلع الثالث للادب في زراعة نت كما قالها الحكيم جمال امين او الفراشة كذلك اراكي

الخفيفة الرحال( فمواضيعك خفيفة ) المبهرة في الوانها ( مضمونها)

مرورك زادني شرفا ونورا

لا اخفيك سرا

ارى ان ايصال فكرة معينة من خلال حبكة ادبية افضل من التحدث مباشرة هي وجهة نظر تحتمل

الصواب او الخطا

من هذا المنطلق

وقع الاختيار على القصة للكتابة في مثل هذا الحدث الجلل

فلك كل التحية على العروج كما تقولين

في امان الله

mohamed adel el-baz
15-10-2008, 12:02 AM
مشهد
اما اعرابي الحضر فاتخذ من مشارف الواحة سكنا له يتابع منه جمالها

سؤال

الى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟