ethylene
06-10-2008, 10:17 PM
عندما يحزن العيد
أقبلتَ يا عيدُ والأحزانُ أحزانُ ..×.. وفي ضمير القوافي ثارَ بركانُ
أقبلتَ يا عيدُ، والرمضاءُ تلفحني ..×.. وقد شَكَت من غبار الدربِ أجفانُ
أقبلتَ يا عيدُ، هذي أرضُ حسرتنِا ..×.. تموجُ موجاً وأرضُ الأنس قيعانُ
أقبلتَ يا عيدُ، والظلماء كاشفة ..×.. عن رأسها، وفؤاد البدر حَيْرانُ
أقبلتَ يا عيدُ، أُجري اللحنَ في شفتي ..×.. رَطْبَاً، فيغبطني أهلٌ وإخوانُ
أزفُّ تهنئتي للناس أشعرهم ..×.. أني سعيدٌ وأنَّ القلبَ جَذْلانُ
وأرسل البسمةَ الخضراءَ تذكرةً ..×.. إلى نفوسِهمُ تزهو وتزدانُ
قالوا وقد وجّهوا نحوي حديثَهمو ..×.. هذا الذي وجُهُه للبِشْر عنوانُ
هذا الذي تصدر الآهاتُ عن دمه ..×.. شعراً رصيناً له وزنٌ وألحانُ
لا لن أعاتبهم، هم ينظرون إلى ..×.. وجهي، وفي خاطري للحزن كتمانُ
والله لو قرؤوا في النفس ما كتبتْ ..×.. يَدُ الجراح، وما صاغتْه أشجانُ
ولو رأو كيف بات الحزنُ متكئاً ..×.. على ذراعي، وفي عينيه نُكرانُ
لأغمضو أعيناً مبهورةً وبكوا ..×.. حالي، وقد نالني بؤسٌ وحرمانُ
أقبلتَ يا عيدُ، والأحزانُ نائمة ..×.. على فراشي، وطرف الشوق سهرانُ
من أين نفرح يا عيدَ الجراحِ وفي ..×.. قلوبنا من صنوف الهمّ ألوانُ ؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة ..×.. وللدُّمى مُقَلٌ ترنو وآذانُ؟
من أين ؟.. والمسجد الأقصى محطَّمةٌ ..×.. آمالَه، وفؤاد القدس ولهانُ؟
من أين نفرح يا عيَد الجراحِ، وفي ..×.. دروبنا جُدُرٌ قامتْ وكثبانُ ؟
من أين ؟.. والأمّة الغرّاء نائمة ..×.. على سرير الهوى، والليل نشوانُ؟
من أين ؟.. والذلُّ يبني ألفَ منتجعٍ ..×.. في أرض عزّتنا، والربحُ خَسْرَانُ؟
من أين نفرح والأحبابُ ما اقتربوا ..×.. منا، ولا أصبحوا فينا كما كانوا؟
يا من تسرَّبَ منهم في الفؤادِ هوىً ..×.. قامتْ له في زوايا النفس أركانُ
أصبحتُ في يوم عيدي والسؤال على ..×.. ثغري يئنُّ وفي الأحشاءِ نيرانُ
أين الأحبّةُ ؟.. لا غيمٌ ولا مطرٌ ..×.. ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ ؟
أين الأحبّةُ ؟.. لا نجوى معطرةٌ ..×.. بالذكريات، ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبّةُ ؟.. لا بدرٌ يلوح لنا ..×.. ولا نجومٌ بها الظلماءُ تزدانُ ؟
أين الأحبّةُ ؟.. لا بحرٌ ولا جزرٌ ..×.. تبدو، ولا سُفُنٌ تجري وشطآنُ ؟
أين الأحبّةُ ؟.. وارتدَّ السؤالُ إلى ..×.. صدري سهاماً لها في الطعن إمعانُ ؟
د. عبدالرحمن العشماوي ..
الباحة_ 11-12-1408 هـ .
ديوان : مراكب ذكرياتي ..
صـ 136 ــ .
أقبلتَ يا عيدُ والأحزانُ أحزانُ ..×.. وفي ضمير القوافي ثارَ بركانُ
أقبلتَ يا عيدُ، والرمضاءُ تلفحني ..×.. وقد شَكَت من غبار الدربِ أجفانُ
أقبلتَ يا عيدُ، هذي أرضُ حسرتنِا ..×.. تموجُ موجاً وأرضُ الأنس قيعانُ
أقبلتَ يا عيدُ، والظلماء كاشفة ..×.. عن رأسها، وفؤاد البدر حَيْرانُ
أقبلتَ يا عيدُ، أُجري اللحنَ في شفتي ..×.. رَطْبَاً، فيغبطني أهلٌ وإخوانُ
أزفُّ تهنئتي للناس أشعرهم ..×.. أني سعيدٌ وأنَّ القلبَ جَذْلانُ
وأرسل البسمةَ الخضراءَ تذكرةً ..×.. إلى نفوسِهمُ تزهو وتزدانُ
قالوا وقد وجّهوا نحوي حديثَهمو ..×.. هذا الذي وجُهُه للبِشْر عنوانُ
هذا الذي تصدر الآهاتُ عن دمه ..×.. شعراً رصيناً له وزنٌ وألحانُ
لا لن أعاتبهم، هم ينظرون إلى ..×.. وجهي، وفي خاطري للحزن كتمانُ
والله لو قرؤوا في النفس ما كتبتْ ..×.. يَدُ الجراح، وما صاغتْه أشجانُ
ولو رأو كيف بات الحزنُ متكئاً ..×.. على ذراعي، وفي عينيه نُكرانُ
لأغمضو أعيناً مبهورةً وبكوا ..×.. حالي، وقد نالني بؤسٌ وحرمانُ
أقبلتَ يا عيدُ، والأحزانُ نائمة ..×.. على فراشي، وطرف الشوق سهرانُ
من أين نفرح يا عيدَ الجراحِ وفي ..×.. قلوبنا من صنوف الهمّ ألوانُ ؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة ..×.. وللدُّمى مُقَلٌ ترنو وآذانُ؟
من أين ؟.. والمسجد الأقصى محطَّمةٌ ..×.. آمالَه، وفؤاد القدس ولهانُ؟
من أين نفرح يا عيَد الجراحِ، وفي ..×.. دروبنا جُدُرٌ قامتْ وكثبانُ ؟
من أين ؟.. والأمّة الغرّاء نائمة ..×.. على سرير الهوى، والليل نشوانُ؟
من أين ؟.. والذلُّ يبني ألفَ منتجعٍ ..×.. في أرض عزّتنا، والربحُ خَسْرَانُ؟
من أين نفرح والأحبابُ ما اقتربوا ..×.. منا، ولا أصبحوا فينا كما كانوا؟
يا من تسرَّبَ منهم في الفؤادِ هوىً ..×.. قامتْ له في زوايا النفس أركانُ
أصبحتُ في يوم عيدي والسؤال على ..×.. ثغري يئنُّ وفي الأحشاءِ نيرانُ
أين الأحبّةُ ؟.. لا غيمٌ ولا مطرٌ ..×.. ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ ؟
أين الأحبّةُ ؟.. لا نجوى معطرةٌ ..×.. بالذكريات، ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبّةُ ؟.. لا بدرٌ يلوح لنا ..×.. ولا نجومٌ بها الظلماءُ تزدانُ ؟
أين الأحبّةُ ؟.. لا بحرٌ ولا جزرٌ ..×.. تبدو، ولا سُفُنٌ تجري وشطآنُ ؟
أين الأحبّةُ ؟.. وارتدَّ السؤالُ إلى ..×.. صدري سهاماً لها في الطعن إمعانُ ؟
د. عبدالرحمن العشماوي ..
الباحة_ 11-12-1408 هـ .
ديوان : مراكب ذكرياتي ..
صـ 136 ــ .