المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاج الياباني في الفول والبقول



محمود يوسف
23-08-2008, 03:16 PM
[/code]



العلاج الياباني في الفول والبقول :

فى مجال اهتمام العالم بالفوائد الصحية والعلاجية لبعض الأغذية قدمت اليابان أول قائمة للمكونات الغذائية الطبيعية التي أثبتت الدراسات الحديثة تأثيرها البيولوجية الإيجابية على الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية . وكانت المفاجأة أن يأتي في مقدمة هذه القائمة مركبات تعرف باسم أوليجوسكاريد وهى تتواجد فى بعض الأغذية التي من أهمها : الفول والبقول الأخرى من الفاصوليا الجافة واللوبيا الجافة والعدس وحمص الشام والفول الحراتى والبسلة وفول الصويا وغيرها .
ومن بين الفوائد الصحية والعلاجية لمركبات أوليجوسكارايد البقول التى أكدتها أحدث دراسات اليابان والدول المتقدمة فى أمريكا وأوروبا تأثيراتها المانعة للإصابة بأورام القولون ومنع التعرض للإمساك وخفض الكولسترول وخفض ضغط الدم وخفض دهون الدم ( الترى جليسرايد ) ومنع الإصابة بحالات الإسهال المرضية وخفض تكوين المواد السامة فى الجسم وحماية وظائف الكبد .


ومركبات الأوليجوسكارايد عبارة عن كربوهيدرات غذائية تتواجد فى تركيب الفول والبقول ومن أمثلتها ما يعرف باسم رافينوز وستاشيوز وفيرباسكوز وآجوجوز وفايتيك وتانين والمواد المثبطة لإنزيم الهضم التريبسين وتتواجد هذه المركبات ضمن المكون الرئيسي للفول والبقول وهو الكربوهيدرات الذي تصل نسبته إلى حوالي 70% من وزنها ويكون أساسا على صورة نشا.
وفى الفول والبقول تتواجد الأوليجوسكارايد على صورة كيميائية طبيعية تعرف باسم ألفا جالاكتوسيديز وحيث إن الجهاز الهضمي لجسم الإنسان لا ينتج إنزيم ألفا جالاكتوسيديز الضروري لبدء تحليل وهضم هذه الصورة من المركبات فإن الجسم لا يستطيع هضمها بواسطة أحماض المعدة.


وكنتيجة لعدم هضم الجسم لمكونات أوليجوسكاريد البقول فأنها تتجه إلى الأمعاء الغليظة حيث تتعرض إلى عملية تخمر لاهوائي بفعل الميكروبات الطبيعية المتواجدة هناك وينتج عن هذا التخمر أحجام كبيرة من غازات : الميثان والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون مما يسبب حدوث انتفاخ معوي فى الجسم مع الشعور بعدم الراحة الذى قد يصاحبه بعض حالات من الإسهال .
ومن المثير للانتباه أن الدراسات الحديثة تؤكد أن هذه المظاهر المصاحبة لتناول البقول من الانتفاخ وتكوين الغازات لا تعتبر مشاكل صحية بل هى دلالة على تأثيراتها الوقائية التى حدثت داخل الجسم بفعل مكوناتها من الأوليجوسكارايد.


فإن حدوث الانتفاخ بعد تناول وجبة البقول يعتبر بمثابة ثمن بسيط يدفعه الجسم فى مقابل التأثيرات الصحية والعلاجية الكبيرة التى يحصل عليها من تناول البقول .
وتفسر الدراسات الحديثة فائدة أوليجوسكارايد الفول والبقول المضادة للأورام بما تحدثه من تحكم مفيد فى نوعية البكتيريا المتواجدة فى الجهاز الهضمي لجسم الإنسان وبخاصة التى تعيش فى الأمعاء الغليظة والقولون .


فى القولون تتواجد مجموعتان مهمتان من البكتريا التى تؤثر على الحالة الصحية للجسم وتعرف إحداهما باسم كلوستريديم وهى تقوم بإنتاج بعض المواد المحدثة للأورام وسموم مختلفة أما المجموعة الأخرى فيطلق عليها بيفيدوبكتيريا وهى ما تنتج المضاد الحيوى بيفيدين المثبط لنمو البكتيريا الضارة كلوستريديم المحدثة للأورام . وحيث إن مركبات أوليجوسكارايد الفول والبقول تنشط وتزيد من نمو مجموعة بيفيدوبكتيريا المنتجة فى الجسم للبيفيدين المضاد الحيوى للميكروبات المحدثة للأورام يعتبر الفول والبقول من أهم الأغذية الواقية من الإصابة ببعض الأورام.


ونظرا لأن هذا المضاد الحيوي بيفيدين له تأثير فعال ضد أنواع أخرى من البكتيريا المسببة لأمراض كثيرة مثل بكتيريا شيجيلا المسببة للدوسنتاريا وبكتريا سالمونيلا المسببة للتيفود وبكتيريا وغيرها تزداد أهمية الفول والبقول كأغذية صحية للجسم تحمى من أمراض كثيرة .


ومن الفوائد الصحية الأخرى لمكونات أوليجوسكارايد الفول والبقول خفضها لمستوى الكرليسترول وقد ترجع هذه الفائدة إلى تأثير هذه المكونات على زيادة أعداد البكتيريا المفيدة المتواجدة طبيعيا فى الجهاز الهضمي مثل بكتيريا اللبن العصوية المحبة للحموضة التي تقوم بتكسير الكوليسترول واستهلاكه فى عملياتها الحيوية كما تثبط امتصاصه من خلال جدار الأمعاء فينخفض تريزه فى الدم وتعمل أيضا مركبات أوليجوسكارايد الفول والبقول على منع تعرض الجسم للإصابة بالإمساك ويرجع ذلك أساسا لتأثيرها على زيادة أعداد بيفيدوبكتيريا فى الأمعاء التى بدورها تزيد من إنتاجها للأحماض الدهنية القصيرة كما تزيد من موجات التقلص اللاإرادي فى جدار الأمعاء وكلها تأثيرات تعمل معا على دفع محتويات الأمعاء للخارج مما يقى الجسم من التعرض لإمساك .


وهناك تأثيرات صحية مفيدة أخري اكتشفتها الدراسات اليابانية الحديثة لمركبات أوليجوسكارايد الفول والبقول منها أنها تعمل على زيادة امتصاص الجسم للكالسيوم الضروري لقوة العظام وللمغنسيوم الضروري لبناء العظام ولتنظيم درجة حرارة الجسم وللوقاية من التوتر والخوف .
كما أثبتت الدراسات اليابانية أن مركبات أوليجوسكارايد الفول والبقول منخفضة في الطاقة فلا تعطي سعرات حرارية عالية وأيضا تحمي الأسنان من التعرض للتسوس . لذلك بدأت اليابان فى إضافتها كمركبات طبيعية بديلة للسكر إل منتجات غذائية مختلفة لتصبح مواد غذائية صحية تحمى الجسم من أمراض كثيرة ولا يؤدى تناولها لإلى تسوس الأسنان وتحافظ على رشاقة الجسم.


وكنتيجة لاكتشاف هذه الفوائد الصحية المهمة لمركبات أوليجوسكارايد الفول والبقول ينصح حاليا بالمحافظة على وجودها وعدم التخلص منها أثناء الطبخ وهو عكس ما كان يوصى به فى الماضى لذلك يجب عدم نقع البقول فى الماء لمدة طويلة قبل الطبخ لان مكوناتها من الأوليجوسكارايد قابلة للذوبان فى الماء كما ينصح بعدم التخلص من ماء طبخ البقول لأنه يحتوى على تركيز عال من هذه المكونات الصحية.


ويلاحظ إن إنبات الفول والبقول يؤدى إلى تحلل كمية كبيرة مما تحتويه من مركبات أوليجوسكارايد الصحية فيقل بالتالي تواجدها فى الفول النابت مثلا ومنتجاته التى يدخل فى تركيبها.

mohamed1973
05-09-2008, 04:03 PM
:bravo:موضوع جيد ورائع
صدقت المقوله (إن خلص الفول أنا مش مسؤل):roll: