محمد عبد السلام
18-08-2008, 07:42 AM
http://matsu.files.wordpress.com/2006/05/Bird-in-tree.jpg
طار ثم طار وارتفع عالياً كأنما يريد أن يبلغ السحاب أو يتخطاه الى السماء ....ارتفع حتى خارت قواه ..عندها فرد جناحيه سابحاً فى الهواء ...رفع رأسه ليري إلى أين بلغ ... فجأة رأي أعلاه طائر رخ عملاق فاغراً فاه كأنما أراد أن يبتلعه...أخذته الدهشة ٌقبل أن يتبين أنه مجرد سحابة عابرة .. أحس بالبرد يخترق ريشه ويتسلل الى جلده ويكاد يدق عظامه دقاً...انزلق فى الهواء عائداً الى عشه ليكمل مشروعه العظيم الذى سيغير وجه الدنيا ... اندفع داخل وكره بسرعة والريح تصفر جوار أذنه فى سيمفونية غريبة كأنها تحتفل معه ..وجد وليفته كما تركها جالسة مطمئنة مغمضة عينيها تواصل حضن بيضها ... لماذا يحس دائماً كأنما الزمن يتوقف عندها...أنزوى فى ركن قصي وبدأ يكتب ....
بيان رقم (1) لبني البشر
بأسم جميع الطيور بالعالم لقد تركنا لكم الأرض آلافاً من السنين تحكمونها فماذا كانت النتيجة ؟ دمرتم أرضها ..ثقبتم سماءها ..جرفتم تربتها .. استنزفتم ثرواتها ...تسببتم فى انقراض ألاف الكائنات ...كفى انتهى وقت حكمكم..حان الوقت لنتولى الأمر عنكم...و......قاطعته وليفته هل جننت يا عزيزي !! نحن مجرد طيور تطيرها مجرد ريح خفيفة ولا تستطيع أسراب منا أن تطأ الأرض أذا لاح شبح سنور واحد ...أرى أنك تحلم أحلاما ستتسبب فى هلاكك قريباً جداً ...أترك ما لديك وطر وأت لنا ببضع قشات جديدة يبدو أن البرد سيشتد.. ودمدمت بصوت منخفض لم يسمعه (الطيور تحكم العالم يالها من نكته !!!) عرف أنه كان يتحدث بصوت عال .. اغتاظ من كلامها فاحمرت عيناه وانتفش ريشه ... أنه يخطط لحكم العالم وهى تطلب منه إحضار بضع قشات ... لولا بقية من صبر لضربها بمنقاره على أم رأسها فأطار بقية عقلها الصغير ..لكنه هدأ نفسه فهو صاحب قضية وسيقابل مثلها الكثيرين فركب عجلة المنطق وأقنع نفسه بأنها مجرد أنثى جاهلة ورثت داء الإناث المستحكم الخنوع والقنوط . خاطبها قائلاً : يا أيتها الكامنه فى عشها التى لا ترى أبعد من طرف منقارها نحن أقوى من الأنسان وأكثر عدداً . نحن موجودون فى كل ألأماكن فى الجبال والسهول والغابات وحتى فى بيوت بنى البشر . معظمنا يطير والأنسان يدب في الأرض .. سمعنا ونظرنا أقوى ونحن الأذكى ...تاريخياً نحن قبله فى هذه الدنيا ..أى باختصار يا عزيزتى نحن الأفضل ....احس براحة نفسية بعد هذه الخطبة العصماء ...والتفت الى وليفته وجدها مغمضة عينيها.. حسبها نائمة ...لكنها فاجأته قائلة ... أنت تحلم ياعزيزى نحن لا نستطيع أن نسيطر على ذبابة فكيف نحكم العالم ؟؟؟ أعرف قدراتك حتى تريح وتستريح . أحس بالضيق واليأس فجأة... وأعترف فى قرارة نفسه فى أن هذا القول به شئ من الحقيقة لكنه لا زال مؤمناً بأن الطريقة الوحيدة أمام العالم فى أن تحكمه الطيور . تأمل عشه قبل أن يغادره للأبد فى رحلته لحكم العالم ... بضع قشات فى غصن شجرة سدر عجوز ممتلئ بحبات من الثمار الجافة التى لم تترك فيها الحشرات الا هيكلها الخارجى ..أي حياة هذه !!!...أندفع خارجاً من عشه ...ثائراً متنمراً ... لا يدرى ماذا يفعل ؟؟ قرر القيام بجولة ليرى كيف يحكم البشر العالم .....طار فى دوائر متداخلة بلا هدف حتى حط أخيراً أعلى شجرة فى حديقة عامة ...رأي شاب وفتاه يجلسان متلاصقين فى مقعد صغير وهما يتناجيان ... هكذا الحب ..أخذته الغيرة .. تذكر صورة ضبابية من وليفته .. متى تعرفا ببعضهما ... ولدهشته لا يذكر.. فهم ولدا سوية ووجدها بجانبه دائماً... ترى كيف حال بني البشر ...أقترب منهم قليلاً وحط تحت المقعد ليسمع ما يقولونه ....عزيزي كيف نتزوج اسرتى وأسرتك رافضتان...حتى ولو وافقوا كيف نبدأ حياتنا ؟ نحن لا نمتلك شيئأ... لم يفهم ما المشكلة ؟؟ استغرق فى التفكير ...لكنه طار فجأة عندما أحس بحركة أقدام قريبة منه...طار للأعلى ثم اقترب مرة أخرى حينما رأي أطفالاً يلعبون الكرة ... أراد أن يحط قريباً منهم ليرى لماذا يتقاذفون بهذا البالون المخطط . أما كان بالأحرى ان يلعب كل واحد منهم ببالون لوحده بدلاً من أن يتنازعوه بينهم !!! أنه لا يفهم لماذا ؟ ...فجأة توقف اللعب وتسارع الأطفال ولدهشته وجدهم مندفعين نحوه يقذفونه بالحجارة ... أخذته المفاجئة لكنه بالفطرة طار مبتعداً عنهم ... أحس بألم فظيع فى جانبه الأيسر رأي بضع ريشات من جناحه تتطاير وأحس باختلال توازنه ورأي نفسه يسقط منحدراً نحو الأرض... أه لا أستطيع الطيران ...زحف بصعوبة حتى أختبأ فى كومة قش قريبة ...رأي دوائر ملونة تزحف نحوه وتتقاطع مع خطوط بيضاء وغاب عن الوعي....وبعد كوابيس مريعة... حلم بأنه صار حاكم العالم المطلق ..قبل أن يختطفه نسر عملاق يقدمه عشاءا لصغاره ...أحس ببرودة الجو ووجد نفسه لا يزال مختبئاً فى كومة القش ...زحف طول الليل حتى وصل الى الشجرة أسفل عشه ..عندها رأى الطيران نعمة لا تضاهى ووليفته أجمل الجميلات وعشه أدفأ و أفخم من سرير الملك لكن كيف الوصول؟؟؟؟ باتت وليفته طول الليل خائفة تترقب وأيقنت بهلاك وليفها فهذه هى المرة الوحيدة التى يتغيب فيها عن العش ليلاً ....عند الفجر وجدته أسفل الشجرة غائباً عن الوعى فحملته بمنقارها الى العش وهو يهذى بيان رقم (1) يابني البشر نحن طيور كيف نحكم العالم ...نحن فقط مجرد طيور........
طار ثم طار وارتفع عالياً كأنما يريد أن يبلغ السحاب أو يتخطاه الى السماء ....ارتفع حتى خارت قواه ..عندها فرد جناحيه سابحاً فى الهواء ...رفع رأسه ليري إلى أين بلغ ... فجأة رأي أعلاه طائر رخ عملاق فاغراً فاه كأنما أراد أن يبتلعه...أخذته الدهشة ٌقبل أن يتبين أنه مجرد سحابة عابرة .. أحس بالبرد يخترق ريشه ويتسلل الى جلده ويكاد يدق عظامه دقاً...انزلق فى الهواء عائداً الى عشه ليكمل مشروعه العظيم الذى سيغير وجه الدنيا ... اندفع داخل وكره بسرعة والريح تصفر جوار أذنه فى سيمفونية غريبة كأنها تحتفل معه ..وجد وليفته كما تركها جالسة مطمئنة مغمضة عينيها تواصل حضن بيضها ... لماذا يحس دائماً كأنما الزمن يتوقف عندها...أنزوى فى ركن قصي وبدأ يكتب ....
بيان رقم (1) لبني البشر
بأسم جميع الطيور بالعالم لقد تركنا لكم الأرض آلافاً من السنين تحكمونها فماذا كانت النتيجة ؟ دمرتم أرضها ..ثقبتم سماءها ..جرفتم تربتها .. استنزفتم ثرواتها ...تسببتم فى انقراض ألاف الكائنات ...كفى انتهى وقت حكمكم..حان الوقت لنتولى الأمر عنكم...و......قاطعته وليفته هل جننت يا عزيزي !! نحن مجرد طيور تطيرها مجرد ريح خفيفة ولا تستطيع أسراب منا أن تطأ الأرض أذا لاح شبح سنور واحد ...أرى أنك تحلم أحلاما ستتسبب فى هلاكك قريباً جداً ...أترك ما لديك وطر وأت لنا ببضع قشات جديدة يبدو أن البرد سيشتد.. ودمدمت بصوت منخفض لم يسمعه (الطيور تحكم العالم يالها من نكته !!!) عرف أنه كان يتحدث بصوت عال .. اغتاظ من كلامها فاحمرت عيناه وانتفش ريشه ... أنه يخطط لحكم العالم وهى تطلب منه إحضار بضع قشات ... لولا بقية من صبر لضربها بمنقاره على أم رأسها فأطار بقية عقلها الصغير ..لكنه هدأ نفسه فهو صاحب قضية وسيقابل مثلها الكثيرين فركب عجلة المنطق وأقنع نفسه بأنها مجرد أنثى جاهلة ورثت داء الإناث المستحكم الخنوع والقنوط . خاطبها قائلاً : يا أيتها الكامنه فى عشها التى لا ترى أبعد من طرف منقارها نحن أقوى من الأنسان وأكثر عدداً . نحن موجودون فى كل ألأماكن فى الجبال والسهول والغابات وحتى فى بيوت بنى البشر . معظمنا يطير والأنسان يدب في الأرض .. سمعنا ونظرنا أقوى ونحن الأذكى ...تاريخياً نحن قبله فى هذه الدنيا ..أى باختصار يا عزيزتى نحن الأفضل ....احس براحة نفسية بعد هذه الخطبة العصماء ...والتفت الى وليفته وجدها مغمضة عينيها.. حسبها نائمة ...لكنها فاجأته قائلة ... أنت تحلم ياعزيزى نحن لا نستطيع أن نسيطر على ذبابة فكيف نحكم العالم ؟؟؟ أعرف قدراتك حتى تريح وتستريح . أحس بالضيق واليأس فجأة... وأعترف فى قرارة نفسه فى أن هذا القول به شئ من الحقيقة لكنه لا زال مؤمناً بأن الطريقة الوحيدة أمام العالم فى أن تحكمه الطيور . تأمل عشه قبل أن يغادره للأبد فى رحلته لحكم العالم ... بضع قشات فى غصن شجرة سدر عجوز ممتلئ بحبات من الثمار الجافة التى لم تترك فيها الحشرات الا هيكلها الخارجى ..أي حياة هذه !!!...أندفع خارجاً من عشه ...ثائراً متنمراً ... لا يدرى ماذا يفعل ؟؟ قرر القيام بجولة ليرى كيف يحكم البشر العالم .....طار فى دوائر متداخلة بلا هدف حتى حط أخيراً أعلى شجرة فى حديقة عامة ...رأي شاب وفتاه يجلسان متلاصقين فى مقعد صغير وهما يتناجيان ... هكذا الحب ..أخذته الغيرة .. تذكر صورة ضبابية من وليفته .. متى تعرفا ببعضهما ... ولدهشته لا يذكر.. فهم ولدا سوية ووجدها بجانبه دائماً... ترى كيف حال بني البشر ...أقترب منهم قليلاً وحط تحت المقعد ليسمع ما يقولونه ....عزيزي كيف نتزوج اسرتى وأسرتك رافضتان...حتى ولو وافقوا كيف نبدأ حياتنا ؟ نحن لا نمتلك شيئأ... لم يفهم ما المشكلة ؟؟ استغرق فى التفكير ...لكنه طار فجأة عندما أحس بحركة أقدام قريبة منه...طار للأعلى ثم اقترب مرة أخرى حينما رأي أطفالاً يلعبون الكرة ... أراد أن يحط قريباً منهم ليرى لماذا يتقاذفون بهذا البالون المخطط . أما كان بالأحرى ان يلعب كل واحد منهم ببالون لوحده بدلاً من أن يتنازعوه بينهم !!! أنه لا يفهم لماذا ؟ ...فجأة توقف اللعب وتسارع الأطفال ولدهشته وجدهم مندفعين نحوه يقذفونه بالحجارة ... أخذته المفاجئة لكنه بالفطرة طار مبتعداً عنهم ... أحس بألم فظيع فى جانبه الأيسر رأي بضع ريشات من جناحه تتطاير وأحس باختلال توازنه ورأي نفسه يسقط منحدراً نحو الأرض... أه لا أستطيع الطيران ...زحف بصعوبة حتى أختبأ فى كومة قش قريبة ...رأي دوائر ملونة تزحف نحوه وتتقاطع مع خطوط بيضاء وغاب عن الوعي....وبعد كوابيس مريعة... حلم بأنه صار حاكم العالم المطلق ..قبل أن يختطفه نسر عملاق يقدمه عشاءا لصغاره ...أحس ببرودة الجو ووجد نفسه لا يزال مختبئاً فى كومة القش ...زحف طول الليل حتى وصل الى الشجرة أسفل عشه ..عندها رأى الطيران نعمة لا تضاهى ووليفته أجمل الجميلات وعشه أدفأ و أفخم من سرير الملك لكن كيف الوصول؟؟؟؟ باتت وليفته طول الليل خائفة تترقب وأيقنت بهلاك وليفها فهذه هى المرة الوحيدة التى يتغيب فيها عن العش ليلاً ....عند الفجر وجدته أسفل الشجرة غائباً عن الوعى فحملته بمنقارها الى العش وهو يهذى بيان رقم (1) يابني البشر نحن طيور كيف نحكم العالم ...نحن فقط مجرد طيور........