مريم يوسف
12-08-2008, 01:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
.........
كانت جالسه تلك الليله بالقرب من النافذه ... تنظر الى الطرقات من وراء الزجاج الذى تلطخ ببخار الدفئ المنبعث منها . نعم كانت دافئه رغم البروده التى شعرت بها تلك الليله ... بروده لم تكن ناتجه من الجو فحسب ، لا بل مما تشعر به داخلها
انها برودة الوحده القاسيه ، وكانت برودة تلك الليله مختلفه عن اى ليله عاشتها !
ورغم انها تعيش تلك الوحده الا انها لم تكن تأبه لذلك مطلقا ، بل كانت تنزعج عندما يقتحم عالمها الصغير جيوش مزاحمه تريد ان تعكر عليها صفو وحدتها . ولم يجرأ على اقتحام عالمها والاقتراب منها ومعرفتها عن قرب الا تلك القطه الهادئه التى لازمتها طوال سنوات حياتها منذ ان كانت هره لا تقوى على اطعام نفسها .
هى- صاحبتنا - تبلغ من العمر الآن الخامسه والاربعين خريفا ، لا بل ربيعا ... لا اعلم لماذا الاختلاف فهذه الايام او تلك تمر عليها وكانها اواخر الشتاء الشديدة البروده . رسمت تلك الايام نظرات محدده لعيونها تكاد لا تختلف كثيرا بمرور المواقف واختلافها وتجرأت اقلام الزمن لتخط على ذلك الوجه بعض الخطوط الخجوله بالقرب من عينيها المتعبتين معلنه عن مرور وقت لا بأس به من سجل حياتها ، وعلى الرغم من ذلك لم يحدث فى ذلك الوقت اى شئ يذكر بالمقارنه بحياة البشر وايضا ذلك لم يكن ليزعجها بتتاتا .
تلك الليله كانت مختلفه منذ بدايتها فمنذ ان غربت الشمس من سماء الدنيا تلونت الليله بالوان غريبه لم تكن تعهدها صاحبتنا التى طالما راقبت تلك اللحظه كل يوم على مر سنوات عديده من وراء نافذتها العتيقه ! التغيير – حتى فيما حولها – لم يكن يريحها كثيرا لذلك بدات نسمات القلق تدب بداخلها رويدا رويدا .
بعدها شعرت بغياب مؤنسة وحدتها ورفيقة دربها عن مكانها المعهود بجوار كرسيها وتلفتت يمينا ويسارا باحثه فى ارجاء المنزل الصغير عن الصغيره . واذا بها تجدها ملقاه بالقرب من باب المنزل وعلى وجهها تبدو علامات الاعياء الشديد !
وبمجرد ان نظرت اليها تيقنت صاحبتنا ان موعد فراقهما قد حان ، ولم تدم تلك اللحظه كثيرا حتى فضلت القطه الصغيره ترك رفيقتها تكمل دربها فى وحده تامه ، فالان تحققت الوحده بمعناها الحقيقى .
تركت صاحبتنا الوضع على ما هو واتجهت الى مكانها المعهود وراء النافذه العتيقه ولكن النظره تغيرت هذه المره ... كانت نظره عميقه وكانها بدات تفكر بشئ ما للمره الاولى ! وفجأه تحدرت من عينيها المتعبتين عبره لا تكاد ترى من صغرها سالت على ذلك الوجه شاقه طريقها عليه وكانها ناقة متعبه فى قفار الصحراء الملتهبه .
وصلت تلك العبره لنهاية طريقها وسقطت من على صفحة الوجه الحزين .. تلقت صاحبتنا العبره على احدى يديها ونظرة اليها ، وفجاه خرجت الدمعه الاخرى من العين ولم تدرى حينها اخرجت تلك الدمعه عتابا للعبره الاولى على سقوطها وفراقها فبالتاكيد الدمعتين كانتا رفيقتين ، ام انها سقطت معلنه عن ذلك الحزن الذى اجتاح قلبها على فراق تلك الرفيقه الهادئه التى ستعيش بعد رحيلها الوحده التى لم تابه بها من قبل .
على اى حال زادت بعد ذلك العبرات المتحدره من تلك العيون ولم تقوى على استقبالها على يديها فقط ... فالتقطت منديلا صغيرا كان بلون الثلج وتلقت فيه سيل الدمعات المتساقط منها وكانها تخفيها داخل ذلك المنديل !
وهنا شعرت صاحبتنا بالتعب الشديد فهمّت بالخلود الى نوم عميق معلنه بذلك نهاية تلك الليله البارده .
.............
.........
كانت جالسه تلك الليله بالقرب من النافذه ... تنظر الى الطرقات من وراء الزجاج الذى تلطخ ببخار الدفئ المنبعث منها . نعم كانت دافئه رغم البروده التى شعرت بها تلك الليله ... بروده لم تكن ناتجه من الجو فحسب ، لا بل مما تشعر به داخلها
انها برودة الوحده القاسيه ، وكانت برودة تلك الليله مختلفه عن اى ليله عاشتها !
ورغم انها تعيش تلك الوحده الا انها لم تكن تأبه لذلك مطلقا ، بل كانت تنزعج عندما يقتحم عالمها الصغير جيوش مزاحمه تريد ان تعكر عليها صفو وحدتها . ولم يجرأ على اقتحام عالمها والاقتراب منها ومعرفتها عن قرب الا تلك القطه الهادئه التى لازمتها طوال سنوات حياتها منذ ان كانت هره لا تقوى على اطعام نفسها .
هى- صاحبتنا - تبلغ من العمر الآن الخامسه والاربعين خريفا ، لا بل ربيعا ... لا اعلم لماذا الاختلاف فهذه الايام او تلك تمر عليها وكانها اواخر الشتاء الشديدة البروده . رسمت تلك الايام نظرات محدده لعيونها تكاد لا تختلف كثيرا بمرور المواقف واختلافها وتجرأت اقلام الزمن لتخط على ذلك الوجه بعض الخطوط الخجوله بالقرب من عينيها المتعبتين معلنه عن مرور وقت لا بأس به من سجل حياتها ، وعلى الرغم من ذلك لم يحدث فى ذلك الوقت اى شئ يذكر بالمقارنه بحياة البشر وايضا ذلك لم يكن ليزعجها بتتاتا .
تلك الليله كانت مختلفه منذ بدايتها فمنذ ان غربت الشمس من سماء الدنيا تلونت الليله بالوان غريبه لم تكن تعهدها صاحبتنا التى طالما راقبت تلك اللحظه كل يوم على مر سنوات عديده من وراء نافذتها العتيقه ! التغيير – حتى فيما حولها – لم يكن يريحها كثيرا لذلك بدات نسمات القلق تدب بداخلها رويدا رويدا .
بعدها شعرت بغياب مؤنسة وحدتها ورفيقة دربها عن مكانها المعهود بجوار كرسيها وتلفتت يمينا ويسارا باحثه فى ارجاء المنزل الصغير عن الصغيره . واذا بها تجدها ملقاه بالقرب من باب المنزل وعلى وجهها تبدو علامات الاعياء الشديد !
وبمجرد ان نظرت اليها تيقنت صاحبتنا ان موعد فراقهما قد حان ، ولم تدم تلك اللحظه كثيرا حتى فضلت القطه الصغيره ترك رفيقتها تكمل دربها فى وحده تامه ، فالان تحققت الوحده بمعناها الحقيقى .
تركت صاحبتنا الوضع على ما هو واتجهت الى مكانها المعهود وراء النافذه العتيقه ولكن النظره تغيرت هذه المره ... كانت نظره عميقه وكانها بدات تفكر بشئ ما للمره الاولى ! وفجأه تحدرت من عينيها المتعبتين عبره لا تكاد ترى من صغرها سالت على ذلك الوجه شاقه طريقها عليه وكانها ناقة متعبه فى قفار الصحراء الملتهبه .
وصلت تلك العبره لنهاية طريقها وسقطت من على صفحة الوجه الحزين .. تلقت صاحبتنا العبره على احدى يديها ونظرة اليها ، وفجاه خرجت الدمعه الاخرى من العين ولم تدرى حينها اخرجت تلك الدمعه عتابا للعبره الاولى على سقوطها وفراقها فبالتاكيد الدمعتين كانتا رفيقتين ، ام انها سقطت معلنه عن ذلك الحزن الذى اجتاح قلبها على فراق تلك الرفيقه الهادئه التى ستعيش بعد رحيلها الوحده التى لم تابه بها من قبل .
على اى حال زادت بعد ذلك العبرات المتحدره من تلك العيون ولم تقوى على استقبالها على يديها فقط ... فالتقطت منديلا صغيرا كان بلون الثلج وتلقت فيه سيل الدمعات المتساقط منها وكانها تخفيها داخل ذلك المنديل !
وهنا شعرت صاحبتنا بالتعب الشديد فهمّت بالخلود الى نوم عميق معلنه بذلك نهاية تلك الليله البارده .
.............