مسارات
05-01-2008, 08:14 PM
منذ أن وطأت قدماي تلك الأرض ، أدركت أنني بأرضٍ عربية ذات طابع مميز و جميل ، رغم أن الوجوه التي شاهدتها لا تدلّ على أنها عربية الهوى ، أدركت في ذلك الوقت أنني أجلس وحيداً لا أملك سوى محفظتي و قلمي و عدة أوراق اختارت لنفسها لوناً غريباً كذلك اللون الذي يطوق أرض بلادنا العربية .. هناك بعيداً خلف الشمس.
جلست أحدق بالمارين و التقط أنفاسي التي أيقنت أنها في آخر العمر ، أنظر إليهم بغرابة لم أجد نفسي يوماً عليها، أيقنت حينها أن الشعور الذي ينتابني في تلك اللحظة هو شعور بالحنين و العشق لأرضٍ عشقتها عن دون بقاع الدنيا ، أيقنت أنني بأمس الحاجة لأن أتكلم العربية ، لأن أصرخ و أقول أنا عربي .. أنا عربي .
جلست على كرسي الإنتظار ، أنتظر ذلك القطار الذي سيعبر من نقطة لا أعرف هل كانت نقطة بداية أم نهاية و إلى أي الطرق ستأخذني ـ بالرغم من أنني كنت سأتجه إلى جزيرة لا تنتمي لمكان و لا تحيطها و لو قطرةُ ماءٍ واحدة ، أمسكت قلمي و بدأت بالكتابة ، دون أدنى معرفة و دون علم مني ، باغتني القلم و كتب بمنتصف الورقة الأولى .. مكانك ليس هنا ، و لن تستطيع العوم .. مكانك في أقصى الشرق البعيد.
لم أفهم تلك الكلمات و أدركت أنني أعيش في حلمٍ بعيد ، و أنني لا أملك في هذه اللحظة شيئاً من مشاعري ، فهي هناك بعيداً معها ، تجلس بمحاذاتها و تناجي جبالها و سهولها و أنهارها ..
على غفلة ؛ صاح صوت من بعيد و قال سأغني لكِ يا صغيرتي أغنية لفيروز لتنامي ، و لتذكري دوماً أنك عربية ، لا و لن تخجلي لكونك عربية يا حبيبتي ، فما نحن إلا كتلك الأشعة التي تطلقها الشمس في كلّ صباح ، و كضوء القمر في المساء .
صحوت من غفوتي ألتمس زجاجة الماء التي أحملها ، و أنظر بلهفة المشتاق من حولي ، أبحث عن مصدر ذلك الصوت ، فما وجدت إلا بضع ذراتٍ من تراب كنت قد وضعتها في إبريق شاي قديم تطرزه بضع كلمات :
'عربي ؛
وتعويذة الجحيم
والصلاة ؛
و مقصورة الحريم
و دمٌ يسدل الستارة..'
أيقنت حينها أن ذلك الصوت ما هو إلا إنطباعٌ و إنعكاسٌ لما في قلبي وجوفي من حنينٍ لأرضي العربية ، ما هو إلا شوقٌ كبير لن يتصوره إلا الخارج من بيته بحثاً عن تراب!!
سأبقى كذلك لأنني لا أعرف العوم ..
جلست أحدق بالمارين و التقط أنفاسي التي أيقنت أنها في آخر العمر ، أنظر إليهم بغرابة لم أجد نفسي يوماً عليها، أيقنت حينها أن الشعور الذي ينتابني في تلك اللحظة هو شعور بالحنين و العشق لأرضٍ عشقتها عن دون بقاع الدنيا ، أيقنت أنني بأمس الحاجة لأن أتكلم العربية ، لأن أصرخ و أقول أنا عربي .. أنا عربي .
جلست على كرسي الإنتظار ، أنتظر ذلك القطار الذي سيعبر من نقطة لا أعرف هل كانت نقطة بداية أم نهاية و إلى أي الطرق ستأخذني ـ بالرغم من أنني كنت سأتجه إلى جزيرة لا تنتمي لمكان و لا تحيطها و لو قطرةُ ماءٍ واحدة ، أمسكت قلمي و بدأت بالكتابة ، دون أدنى معرفة و دون علم مني ، باغتني القلم و كتب بمنتصف الورقة الأولى .. مكانك ليس هنا ، و لن تستطيع العوم .. مكانك في أقصى الشرق البعيد.
لم أفهم تلك الكلمات و أدركت أنني أعيش في حلمٍ بعيد ، و أنني لا أملك في هذه اللحظة شيئاً من مشاعري ، فهي هناك بعيداً معها ، تجلس بمحاذاتها و تناجي جبالها و سهولها و أنهارها ..
على غفلة ؛ صاح صوت من بعيد و قال سأغني لكِ يا صغيرتي أغنية لفيروز لتنامي ، و لتذكري دوماً أنك عربية ، لا و لن تخجلي لكونك عربية يا حبيبتي ، فما نحن إلا كتلك الأشعة التي تطلقها الشمس في كلّ صباح ، و كضوء القمر في المساء .
صحوت من غفوتي ألتمس زجاجة الماء التي أحملها ، و أنظر بلهفة المشتاق من حولي ، أبحث عن مصدر ذلك الصوت ، فما وجدت إلا بضع ذراتٍ من تراب كنت قد وضعتها في إبريق شاي قديم تطرزه بضع كلمات :
'عربي ؛
وتعويذة الجحيم
والصلاة ؛
و مقصورة الحريم
و دمٌ يسدل الستارة..'
أيقنت حينها أن ذلك الصوت ما هو إلا إنطباعٌ و إنعكاسٌ لما في قلبي وجوفي من حنينٍ لأرضي العربية ، ما هو إلا شوقٌ كبير لن يتصوره إلا الخارج من بيته بحثاً عن تراب!!
سأبقى كذلك لأنني لا أعرف العوم ..