سلمى المعبدى (تسبيح الورد)
22-08-2012, 12:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام أنتم والأمة الإسلامية بخير
يومى 27 ، 28 رمضان كنت فى أشد الشوق لزيارة الكعبة لدرجة أننى أقسم بالله وكأنى أشم رائحة مكة وجبالها وشوارعها وجوها
فتمنيت ودعوت الله عز وجل أن يرزقنى عمرة قبل إنقضاء رمضان وكان ذلك يوم 28
وكنت قد اعتمرت عن والدى رحمه الله فى الأسبوع الثانى من رمضان وأنا على يقين بأن الله لا ينقص من أجرى شىء
فطلبت من زوجى الذهاب لمكة وأفصحت له عن أمنيتى وأنا لا أدرىسيكتمل الشهر 30 يوم أم لا
فتوكلنا على الله وسافرنا بالسيارة وكانت المسافة بيننا وبين مكة أكثر من 12 ساعة ..... فأنا أعشق السفر ...ففى السفر أتعلم الكثير والكثير .. فى السفر التفكر والتدبر فى خلق الله من جبال وبحار وإبل وسماء وأرض وغيرهم
وكنت أشعر ببعض الألم فأخذت المسكنات وسافرنا ومن التعب نمت بالسيارة حتى وصلنا المدينة المنورة حيث الميقات والإحرام وكانت هذه خطتنا
كان المذياع بالسيارة يقرأ فى سورة البقرة وبالتحديد الآيات عن بنى إسرائيل وكنت نائمة وعقلى الباطن مع القرآن ولكنى كنت أحلم بكابوس وخناقة بينى وبين اسرائيل هههههه فأيقظنى زوجى وابنتى (بالعافية) من الكابوس ليخبرنى أننا فى جراج المسجد النبوى وأننا سنصلى الجمعة بالمسجد فكانت مفاجأة راائعة وياليت كل المفاجآت بعد الكوابيس بهذه الروعة فاستيقظت بتعب شديد من خناقتى مع اسرائيل هههههه فلذلك لم استطع أن أشكر زوجى بحماس على المفاجأة ودخلت مع ابنتى المسجد النبوى بفضل الله وكان زاحم جدا وكنت أبحث عن مكان لنا مخاطبة النساء ( إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ) حتى رزقنا الله بمكان مريح وكانت بجوارى امرأة هندية مصرة على تضييق المكان علىّ رغم إتساعه ( سبحان الله ) وأثناء الخطبة أخرجت منديل فأشارت إلى ّامرأة على جانبى الآخر فأعطيت لها منديل وأخرجت للمرأة الهندية آخر دون أن تطلب فأخذته منى ثم شعرت بعدها بأن المكان إتسع قليلا هههههههه ( سبحان الله ) صدق صاحب المسجد صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا)
وخرجنا بعد الصلاة براحة فى صدرى لا مثيل لها وحينها شكرت زوجى بحماس على مفاجأته الرائعة لى وذهبنا للميقات وأحرمنا وتوجهنا لحبيبة قلبى وغذاء روحى مكة الغالية
وفى الطريق شاهدنا حادثة فى الصحراء سيارة محطمة وبجوارها رجل ملقى على الأرض ومغطى جميع جسده وبجانبه رجل آخر يقف بجوار سيارة أخرى .. تأثرت كثيرا مما شاهدته ودعوت الله له وتفكرت فيما حدث من حكمة الله فى أن يموت هذا الرجل فى آخر يوم فى رمضان وبهذه الطريقة وستر الله عليه بالغطاء وتساءلت أين أهله وهل كان محرم أم لا وهل وهل ...... ؟
وفى الطريق أخذنا نتحدث ونتفكر فما أعظم خلق الجبال وما أجملها وأروعها بألوانها وثباتها وشموخها ما أعظم وما أبدع صنع الله ..... وقرب وقت المغرب وزاد خوفى وقلقى أتكون هذه آخر ليلة فى رمضان ؟ فزاد ابتهالى ودعائى وفتح لى ربى فى الدعاء ما لم يخطر لى ببال من خيرى الدنيا والآخرة لى ولوالدى ولجميع المسلمين
وفى الطريق أمطرت السماء علينا فأخذت أبتهل أكثر فى الدعاء والدموع تجرى من عينى كالمطر حتى أذّن المغرب علينا فأفطرنا وأخذنا نستمع للقرآن ونردد معه حتى جاءت المفاجأة الأخرى وهى إعلان المذياع بأن غدا هو المتمم لشهر رمضان المبارك فصرخت ( الحمد لله ) وأنا أكاد أبكى من الفرحة ... إذن هناك فرصة للعمل الصالح ، هناك فرصة للتوبة ، هناك فرصة للعتق من النيران .. ، هناك فرصة للعمرة ... الحمد لله
5922 5923 5924
ووصلنا بفضل الله مكة واستغرقنا ما يقرب من ساعتين للبحث عن الفندق الذى حجزنا به فهذه أول مرة ننزل به
5926
ووصلنا للفندق وكان فى قمة الفخامة والشياكة ويبدو أنه نزل لرؤساء الدول وفوجئنا بخصم كبير فى رسوم الإقامة وأسعار معقولة وباصات مجانا ومريحة لنقلنا للحرم فى أى وقت
إنتظرنا بضع ساعات للراحة من السفر وذهبنا للمسجد الحرام ورغم الصيام والإجهاد والحر والزحمة لكنها كانت عمرة ممتعة ورائعة ومن شدة الإجهاد رجعنا للفندق بعد العمرة مباشرة نرتاح قليلا ثم نعود للحرم لنصلى ... وهكذا
وفى صلاة العشاء فى آخر يوم من رمضان كانت الجموع الغفيرة والزحام الشديد بحيث كاد أن يكون لا مكان لموضع قدم إلا خارج المسجد الحرام وبعد الصلاة رأينا امرأة طيبة تسأل الحارس على باب الحرم ( مش هنصلى التراويح ) ؟! فأجابها ( لا خلاص رمضان خلص وبكرة العيد ) ... ضحكنا ضحكة حب للمرأة الطيبة وشوقها لرمضان حتى آخر لحظة...... وخرجنا من الحرم والزحام أشد ما يكون والتكبيرات فى الشوارع تهز الكون والجموع الغفيرة من المسلمين باللباس الأبيض من جميع أنحاء الأرض ... إقشعر بدنى وغمرتنى دموعى من شدة الفرح والإقبال على الله وحب الإسلام ...شعرت بالملائكة تحفنا وتزفنا وتبشرنا بفرحة الصائمين
ليلة العيد تهيأنا وذهبنا للطريق إلى الحرم مبكرا لصلاة الفجر ثم صلاة العيد كانت هذه خطتنا ولكن الزحام الشديد لم يمكننا من صلاة الفجر فى الحرم فصلينا جماعات جماعات فى طريق رمى الجمار وهو(ترانزيت ) حيث نستقل منه الباص الآخر الذى يوصلنا للحرم
هذا المشهد مع التكبيرات فى الباص ذكرنى بالحج
5925
وفى طريقنا للحرم بعد صلاة فجر يوم العيد شاهدت وشعرت بما لم أشاهده أو أشعر به فى حياتى
الباص أنزلنا قبل الحرم بكثير من شدة الزحام فأخذنا نمشى ببطء وكأننا ملتصقين ببعضنا البعض ودخلنا فى نفق ..شعرت أننا فى صورة مصغرة من يوم الحشر وبصرى لآخر النفق ولا أجد له آخر بل أجده يضيق أكثر من شدة الزحام ولأنه كان فى طريق منحنى .... وفجأة وجدنا أمامنا المسجد الحرام مضىء بشدة وكأنه الجنة وشعرت حقا أنه الجنة أمامنا وصحت فى ابنتى (الحرم... إنه الجنة .. إنه الجنة ) ثم دخلنا وبنفس الزحام فى ممر ضيق ولكنه كان قصير وشعرت أنه الصراط ولكنى صبرت نفسى بأن الجنة أمامنا
وصلينا العيد خارج الحرم واستمعنا للخطبة وأخذنا نفس الرحلة فى الرجوع ولكن زاد عليها سخونة الشمس وتدفق الناس لدرجة أن عدد من السيدات كانوا فى حالة إحتضار ونقلوهم فورا للإسعاف
والعجيب فى هذا اليوم أننى كنت مستمتعة جدا بهذا الجهاد بل كنت فى قمة السعادة وأحتسب كل خطوة فى حين كان الناس يتزمرون ويعانون لكنى كنت أضحك فى سعادة بالغة وانشراح صدر عجيب ورضا وصبر وثبات ...أحمد الله كثيرا
لقد زرت الحرم ما لا يقل عن 100 مرة ولم أرى هذا المكان من قبل ( الذى صلينا فيه العيد ) لا فى حج ولا فى عمرة ولا فى غيرهم ........... فالمكان إسمه ( محبس الجن ) وتعجبنا من اسمه وعندما عدت للمنزل بحثت فى النت فعلمت سبب تسميته بهذا الإسم وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم قابل فيه الجن وقرأ عليهم القرآن وأسلموا ..... والله أعلم
فى صلاة المغرب من نفس اليوم ذهبنا أنا وزوجى فقط للصلاة ووصلنا قبل الصلاة بقليل فوجدت مكان بفضل الله هيأه لى زوجى بحيث أنظر على الكعبة من الدور الثانى وكانت من أجمل الأوقات لى فى هذه الرحلة الرائعة .... فنظرت لجمال الكعبة وبهائها وهيبتها وجلالها وفاضت دموعى لما شعرت به من نعم ربى علىّ ودعوت لزوجى كثيرا ولوالدى ولأولادى وللمسلمين ولكل من سألنى الدعاء ومن لم يسألنى ولكل من له مسألة عند الله أن يقضيها له.......... وكانت لحظات رائعة ومن أجلّ وأمتع اللحظات فى حياتى .... وكيف أن الله أكرمنى وجبر كسر تقصيرى فى رمضان بمجيئى لبيته ولأطهر بقعة على وجه الأرض وفتح الله لى مرة أخرى من الدعاء ما لم يخطر لى ببال ..... اللهم تقبل
وصلينا ورجعنا وفى طريقنا أخذنا نتحدث عن نعم الله علينا وقلت لزوجى ما أشعر به من فضل الله علىّ كزوج وشكرته ودعوت له .... وفى طريقنا إشتريت بعض الهدايا ... وضمن هذه الهدايا لعبه لإبنى الصغير يوسف ، عبارة عن جمل يحمل رجل يرفع يديه بالدعاء وعندما نفتح زر اللعبة تنور وتمشى وتصيح ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ...........لا شريك لك ) فبالطبع إشتريت واحدة لى حتى إن ابنى يوسف عرف نقطة ضعفى (اللعبة) ومن وقت لآخر يشغل لى اللعبة لما يراه من رد فعلى
واشتريت لتوأمى طموحة لعبة مثلها لما أعلم من شوقها للبيت الحرام لأنى سأنزل مصر بإذن الله قريبا وفى عودتنا اتصلت بى وقالت أنها تريد أن تأتى للحج ( ولو حتى على ناقة ) على حد تعبيرها فقلت لها ( أنا جبت لك الناقة لحد عندك) هههههه ووصفت لها اللعبة
وعدنا للمنزل وفى طريق عودتنا بالسيارة حمدنا الله كثيرا وتدبرنا فى بعض آيات القرآن الكريم واستمعنا ورددنا القرآن وتحدثنا كثيرا عن تلك الرحلة الرائعة وكيف أنك تجدد سعادتك فى الدنيا بالصلاة فى المسجد الحرام والمسجد النبوى
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام أنتم والأمة الإسلامية بخير
يومى 27 ، 28 رمضان كنت فى أشد الشوق لزيارة الكعبة لدرجة أننى أقسم بالله وكأنى أشم رائحة مكة وجبالها وشوارعها وجوها
فتمنيت ودعوت الله عز وجل أن يرزقنى عمرة قبل إنقضاء رمضان وكان ذلك يوم 28
وكنت قد اعتمرت عن والدى رحمه الله فى الأسبوع الثانى من رمضان وأنا على يقين بأن الله لا ينقص من أجرى شىء
فطلبت من زوجى الذهاب لمكة وأفصحت له عن أمنيتى وأنا لا أدرىسيكتمل الشهر 30 يوم أم لا
فتوكلنا على الله وسافرنا بالسيارة وكانت المسافة بيننا وبين مكة أكثر من 12 ساعة ..... فأنا أعشق السفر ...ففى السفر أتعلم الكثير والكثير .. فى السفر التفكر والتدبر فى خلق الله من جبال وبحار وإبل وسماء وأرض وغيرهم
وكنت أشعر ببعض الألم فأخذت المسكنات وسافرنا ومن التعب نمت بالسيارة حتى وصلنا المدينة المنورة حيث الميقات والإحرام وكانت هذه خطتنا
كان المذياع بالسيارة يقرأ فى سورة البقرة وبالتحديد الآيات عن بنى إسرائيل وكنت نائمة وعقلى الباطن مع القرآن ولكنى كنت أحلم بكابوس وخناقة بينى وبين اسرائيل هههههه فأيقظنى زوجى وابنتى (بالعافية) من الكابوس ليخبرنى أننا فى جراج المسجد النبوى وأننا سنصلى الجمعة بالمسجد فكانت مفاجأة راائعة وياليت كل المفاجآت بعد الكوابيس بهذه الروعة فاستيقظت بتعب شديد من خناقتى مع اسرائيل هههههه فلذلك لم استطع أن أشكر زوجى بحماس على المفاجأة ودخلت مع ابنتى المسجد النبوى بفضل الله وكان زاحم جدا وكنت أبحث عن مكان لنا مخاطبة النساء ( إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ) حتى رزقنا الله بمكان مريح وكانت بجوارى امرأة هندية مصرة على تضييق المكان علىّ رغم إتساعه ( سبحان الله ) وأثناء الخطبة أخرجت منديل فأشارت إلى ّامرأة على جانبى الآخر فأعطيت لها منديل وأخرجت للمرأة الهندية آخر دون أن تطلب فأخذته منى ثم شعرت بعدها بأن المكان إتسع قليلا هههههههه ( سبحان الله ) صدق صاحب المسجد صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا)
وخرجنا بعد الصلاة براحة فى صدرى لا مثيل لها وحينها شكرت زوجى بحماس على مفاجأته الرائعة لى وذهبنا للميقات وأحرمنا وتوجهنا لحبيبة قلبى وغذاء روحى مكة الغالية
وفى الطريق شاهدنا حادثة فى الصحراء سيارة محطمة وبجوارها رجل ملقى على الأرض ومغطى جميع جسده وبجانبه رجل آخر يقف بجوار سيارة أخرى .. تأثرت كثيرا مما شاهدته ودعوت الله له وتفكرت فيما حدث من حكمة الله فى أن يموت هذا الرجل فى آخر يوم فى رمضان وبهذه الطريقة وستر الله عليه بالغطاء وتساءلت أين أهله وهل كان محرم أم لا وهل وهل ...... ؟
وفى الطريق أخذنا نتحدث ونتفكر فما أعظم خلق الجبال وما أجملها وأروعها بألوانها وثباتها وشموخها ما أعظم وما أبدع صنع الله ..... وقرب وقت المغرب وزاد خوفى وقلقى أتكون هذه آخر ليلة فى رمضان ؟ فزاد ابتهالى ودعائى وفتح لى ربى فى الدعاء ما لم يخطر لى ببال من خيرى الدنيا والآخرة لى ولوالدى ولجميع المسلمين
وفى الطريق أمطرت السماء علينا فأخذت أبتهل أكثر فى الدعاء والدموع تجرى من عينى كالمطر حتى أذّن المغرب علينا فأفطرنا وأخذنا نستمع للقرآن ونردد معه حتى جاءت المفاجأة الأخرى وهى إعلان المذياع بأن غدا هو المتمم لشهر رمضان المبارك فصرخت ( الحمد لله ) وأنا أكاد أبكى من الفرحة ... إذن هناك فرصة للعمل الصالح ، هناك فرصة للتوبة ، هناك فرصة للعتق من النيران .. ، هناك فرصة للعمرة ... الحمد لله
5922 5923 5924
ووصلنا بفضل الله مكة واستغرقنا ما يقرب من ساعتين للبحث عن الفندق الذى حجزنا به فهذه أول مرة ننزل به
5926
ووصلنا للفندق وكان فى قمة الفخامة والشياكة ويبدو أنه نزل لرؤساء الدول وفوجئنا بخصم كبير فى رسوم الإقامة وأسعار معقولة وباصات مجانا ومريحة لنقلنا للحرم فى أى وقت
إنتظرنا بضع ساعات للراحة من السفر وذهبنا للمسجد الحرام ورغم الصيام والإجهاد والحر والزحمة لكنها كانت عمرة ممتعة ورائعة ومن شدة الإجهاد رجعنا للفندق بعد العمرة مباشرة نرتاح قليلا ثم نعود للحرم لنصلى ... وهكذا
وفى صلاة العشاء فى آخر يوم من رمضان كانت الجموع الغفيرة والزحام الشديد بحيث كاد أن يكون لا مكان لموضع قدم إلا خارج المسجد الحرام وبعد الصلاة رأينا امرأة طيبة تسأل الحارس على باب الحرم ( مش هنصلى التراويح ) ؟! فأجابها ( لا خلاص رمضان خلص وبكرة العيد ) ... ضحكنا ضحكة حب للمرأة الطيبة وشوقها لرمضان حتى آخر لحظة...... وخرجنا من الحرم والزحام أشد ما يكون والتكبيرات فى الشوارع تهز الكون والجموع الغفيرة من المسلمين باللباس الأبيض من جميع أنحاء الأرض ... إقشعر بدنى وغمرتنى دموعى من شدة الفرح والإقبال على الله وحب الإسلام ...شعرت بالملائكة تحفنا وتزفنا وتبشرنا بفرحة الصائمين
ليلة العيد تهيأنا وذهبنا للطريق إلى الحرم مبكرا لصلاة الفجر ثم صلاة العيد كانت هذه خطتنا ولكن الزحام الشديد لم يمكننا من صلاة الفجر فى الحرم فصلينا جماعات جماعات فى طريق رمى الجمار وهو(ترانزيت ) حيث نستقل منه الباص الآخر الذى يوصلنا للحرم
هذا المشهد مع التكبيرات فى الباص ذكرنى بالحج
5925
وفى طريقنا للحرم بعد صلاة فجر يوم العيد شاهدت وشعرت بما لم أشاهده أو أشعر به فى حياتى
الباص أنزلنا قبل الحرم بكثير من شدة الزحام فأخذنا نمشى ببطء وكأننا ملتصقين ببعضنا البعض ودخلنا فى نفق ..شعرت أننا فى صورة مصغرة من يوم الحشر وبصرى لآخر النفق ولا أجد له آخر بل أجده يضيق أكثر من شدة الزحام ولأنه كان فى طريق منحنى .... وفجأة وجدنا أمامنا المسجد الحرام مضىء بشدة وكأنه الجنة وشعرت حقا أنه الجنة أمامنا وصحت فى ابنتى (الحرم... إنه الجنة .. إنه الجنة ) ثم دخلنا وبنفس الزحام فى ممر ضيق ولكنه كان قصير وشعرت أنه الصراط ولكنى صبرت نفسى بأن الجنة أمامنا
وصلينا العيد خارج الحرم واستمعنا للخطبة وأخذنا نفس الرحلة فى الرجوع ولكن زاد عليها سخونة الشمس وتدفق الناس لدرجة أن عدد من السيدات كانوا فى حالة إحتضار ونقلوهم فورا للإسعاف
والعجيب فى هذا اليوم أننى كنت مستمتعة جدا بهذا الجهاد بل كنت فى قمة السعادة وأحتسب كل خطوة فى حين كان الناس يتزمرون ويعانون لكنى كنت أضحك فى سعادة بالغة وانشراح صدر عجيب ورضا وصبر وثبات ...أحمد الله كثيرا
لقد زرت الحرم ما لا يقل عن 100 مرة ولم أرى هذا المكان من قبل ( الذى صلينا فيه العيد ) لا فى حج ولا فى عمرة ولا فى غيرهم ........... فالمكان إسمه ( محبس الجن ) وتعجبنا من اسمه وعندما عدت للمنزل بحثت فى النت فعلمت سبب تسميته بهذا الإسم وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم قابل فيه الجن وقرأ عليهم القرآن وأسلموا ..... والله أعلم
فى صلاة المغرب من نفس اليوم ذهبنا أنا وزوجى فقط للصلاة ووصلنا قبل الصلاة بقليل فوجدت مكان بفضل الله هيأه لى زوجى بحيث أنظر على الكعبة من الدور الثانى وكانت من أجمل الأوقات لى فى هذه الرحلة الرائعة .... فنظرت لجمال الكعبة وبهائها وهيبتها وجلالها وفاضت دموعى لما شعرت به من نعم ربى علىّ ودعوت لزوجى كثيرا ولوالدى ولأولادى وللمسلمين ولكل من سألنى الدعاء ومن لم يسألنى ولكل من له مسألة عند الله أن يقضيها له.......... وكانت لحظات رائعة ومن أجلّ وأمتع اللحظات فى حياتى .... وكيف أن الله أكرمنى وجبر كسر تقصيرى فى رمضان بمجيئى لبيته ولأطهر بقعة على وجه الأرض وفتح الله لى مرة أخرى من الدعاء ما لم يخطر لى ببال ..... اللهم تقبل
وصلينا ورجعنا وفى طريقنا أخذنا نتحدث عن نعم الله علينا وقلت لزوجى ما أشعر به من فضل الله علىّ كزوج وشكرته ودعوت له .... وفى طريقنا إشتريت بعض الهدايا ... وضمن هذه الهدايا لعبه لإبنى الصغير يوسف ، عبارة عن جمل يحمل رجل يرفع يديه بالدعاء وعندما نفتح زر اللعبة تنور وتمشى وتصيح ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ...........لا شريك لك ) فبالطبع إشتريت واحدة لى حتى إن ابنى يوسف عرف نقطة ضعفى (اللعبة) ومن وقت لآخر يشغل لى اللعبة لما يراه من رد فعلى
واشتريت لتوأمى طموحة لعبة مثلها لما أعلم من شوقها للبيت الحرام لأنى سأنزل مصر بإذن الله قريبا وفى عودتنا اتصلت بى وقالت أنها تريد أن تأتى للحج ( ولو حتى على ناقة ) على حد تعبيرها فقلت لها ( أنا جبت لك الناقة لحد عندك) هههههه ووصفت لها اللعبة
وعدنا للمنزل وفى طريق عودتنا بالسيارة حمدنا الله كثيرا وتدبرنا فى بعض آيات القرآن الكريم واستمعنا ورددنا القرآن وتحدثنا كثيرا عن تلك الرحلة الرائعة وكيف أنك تجدد سعادتك فى الدنيا بالصلاة فى المسجد الحرام والمسجد النبوى