د. ياسر التلمسانى
07-03-2012, 10:36 AM
أتحدث إليكم اليوم عن (قصة حب جديدة) أعيشها هذه الأيام، و بما أننا (أصدقاء) فلابد من أن يبوح أحدنا للآخر بما يشعر به.
طبيعة عملى الأساسية فى آخر 13 سنه من حياتى المهنية كانت الى حد كبير تشمل شراء وتقسيم الأراضى الزراعية و من ثم إعادة بيعها مرة أخرى بعد القضاء على ما يشوبها من (عوار)، مثل ضبط الورق حتى الشهر العقارى و إستخراج جميع الموافقات حتى تصاريح البناء - كنت من أوائل من أستخرجوا تصاريح بناء على الصحراوى لتباع مع الأرض و كان ذلك فى عام 2002 - الى الإستصلاح بكامل معناه من أرض بور الى أرض منتجه ثم إعادة البيع للمزرعة (جاهزة - مكتمله - مؤمنه).
كان إحتكاكى بالزراعة لا يتعدى كونها (مرحله من مراحل العمل) ليس إلا، أقوم بهاكما أقوم بباقى المراحل بالكيفيه الجيدة التى (تبيض وجهى أمام الله يوم الحساب)، وما عدا هذا لم أمارسها بالفعل، لأن المشروع كان ينتهى بالبيع و الإنتقال الى مشروع جديد ... و هكذا.
فى عام 2007 أشتريت مزرعتى الأخيرة التى ما زالت معى حتى الآن، بدأنا فى العمل كالمعتاد، و أنا من طبعى أكره بيع الكاتلوجات، فلا أبيع إلا بعد الإنتهاء من كل الأعمال و بالتالى أضمن أعلى سعر و أكبر (مصداقيه) فى الشغل فليس هناك (أصدق) من أن (تدفع و تشيل) فى نفس اللحظه، و طالما أننى و شركائى نستطيع توفير التمويل اللازم فلا حاجه بنا للبيع قبل الإنتهاء من العمل، و كنا لهذا نختار المساحات الصغيرة التى لا تتعدى 50 فدان حتى يسهل علينا الصرف عليها دون الحاجة لتمويل خارجى.
أنهينا الأعمال بالكامل فى أغسطس 2008، و كان السوق فى وقتها فى أعلى حالاته وصحراوى الإسكندرية وصل سعر الفدان فيه الى مليون جنيه و أكثر و العرب كانوا السبب فى هذا نتيجه لأرتفاع سعر البترول الى مستويات خياليه و وجود فائض ضخم من الأموال معهم لا يستطيعون إستثماره فى الغرب بعد الروح العدائيه التى أصبحت تسيطر على الأوروبيين و الأمريكان بعد أحداث سبتمبر و ما تلاها، فكان الحل هو الإتجاه الى(مصر) خزينة العرب الآمنه و الملجأ و الملاذ فى كل وقت.
ثم جاءت الأزمه الماليه العالميه عام 2008 و أنهار كل شىء فى أيام معدوده، و هرب العرب الى بلادهم (لينقذوا ما يمكن إنقاذه) و سكنت السوق فجاءه و دخلنا فى مرحلة ركود عميق لم تخف إلا فى أواسط 2010 ببعض المبيعات المتوسطه ثم أتت الثورة فى أول 2011 فأوقفت كل شىء.
خلال هذه الفترة من السكون و التى أمتدت الى ثلاث سنوات تقريبا، وجدتنى فى مواجهة مع (الزراعة) لأول مرة فالأمر إمتد و لم يعد كالسابق (أشهر معدوده ثم نبيع) والأشجار تحتاج الرعاية، و أنا غير مجهز –علميا- لرعايتها فكان القرار بالإستعانه بالمختصين فى المجال الزراعى لعمل برامج التسميد اللازمه و إستئجار عماله مدربه وجيده للتنفيذ، و الإعتناء بالشجر الى أقصى درجه ممكنه ليكون (جاهزا) للبيع عند إنفراج الأزمة.
فى البداية تعاملت مع الأمر على أنه (أزمة و تعدى) و (شر و لابد منه) و لكنى مع مرور الوقت و كثرة الجلوس مع خبراء الزراعة - و أنا من طبعى كثرة الأسئله خاصه فيما لا أفهمه و لا أتحرج من أن أسأل أى إنسان كبيرا أو صغيرا (أن يعلمنى) ما أجهله- و مع قلة أو توقف العمل المعتاد نتيجه للظروف و وجود وقت فراغ كبير، وجدتنى بدأت أهتم بالزراعة كهواية و شىء ملىء بالبهجه و الإنجاز، فأنت تجتهد و تسأل و تتابع و تضخ الأسمده فى الأرض، ثم تقف لترى إعجاز الخالق فى نمو الشجرة و التزهير و العقد و الإثمار و كل هذا و أنت مجرد متفرج!
و مع بداية 2012 و موسم التسميد الجديد قررت أن أقوم بالتسميد (بنفسى) كنت قد أصبحت أرى الأشجار مثل (أولادى)، فكما أننى كنت أستمتع بإطعامهم و هم صغار فأنا أيضا أريد أن (أستمتع بإطعام أشجارى) بنفسى، لذا شمرت عن ساعدى و فى يناير أجريت تحليلا للتربة و للمياة للوقوف على الحالة الحاليه لهم و عندما أتت النتائج دفعت بها الى أحد أساتذة التغذية فى كلية الزراعة ليصمم لى البرنامج الذى يتفق مع تحاليل الأرض و المياة الخاصه بى، و تم ذلك فى غضون أيام وجدتنى بعدها منهمك فى ترجمة برنامج التسميد من وحدات الى شكاير و جراكن و أقسمها على أسابيع الشهر وأحدد ماذا سأفعل كل أسبوع حتى نهاية الموسم.
ثم ذهبت بنفسى الى تاجر الأسمدة و كنت فى الفترة السابقة قد تحدثت مع بعض التجار (لأفهم) الموضوع و أخذت بعض النقاط فى دفتر خاص بى و أكملت عليها من أصدقائى ممن يمتهنون حرفة الزراعة و لا أنكر فضل المنتدى و خبراؤه خصوصا (منتدى التسميد) فى إمدادى بكثير من المعلومات التى يسرت لى فهم الأمر.
قسمت التسميد الى طلبيات شهرية و أشتريت طلبية شهر فبراير (بنفسى) بعد مناقشة مع التاجر– و هو صديق قديم و أمين ظل معى فى كل المزارع التى أشتريتها – و أخبرت العمال بأننى سأحضر لأعد كل تسميده بنفسى معهم و أستمتع برؤية (أشجارى) و هى تأكل!
وعلى هذا مر شهر فبراير بالكامل، ذهبت خلاله للمزرعة حوالى 12 مره و كان المعدل السابق 4 مرات شهريا فقط، و فى خلال هذا الشهر علمت عن التسميد و عن أرضى و عن شبكة الرى و حال الشجر و حال (عمالى) الذين هم فى الواقع (شركائى فى النجاح)، ما لم أعلمه فى السنوات السابقه.
شهر واحد فقط وجدتنى أفرش الإستراحه الخاصه بى فى المزرعة و كانت قد تم بياضها و تجهيزها من عام 2008 و لكنها تركت مهمله لعدم حاجتى اليها لأنى كنت أذهب أسبوعيا لفترات بسيطه أطمئن فيها على سير العمل و باقى المتابعه كان يتم من خلال التليفونات، أصبحت أكره اليوم الذى أمضيه فى القاهرة و (أشتاق) الى الذهاب الى المزرعة و أقضى فيها ساعات طوال دون الشعور بأى ملل أو رغبه فى العوده الى المدينة، و لولا أننى من سكان (مصر الجديدة) و المزرعة على(مصر – الإسكندرية الصحراوى) و عبور القاهرة من الشرق للغرب شىء مضنى و ممل لذهبت إليها كل يوم!
قمت أيضا بتجهيز محطة تسميد جديدة و أقترح على دكتور التغذيه القيام بضخ ما يعرف بإسم(شاى الكمبوست) و هو مفيد جدا فى زيادة خصوبة التربه عند ضخه فى الشبكة و فى زيادة مقاومة الأشجار للأمراض عند رشه ورقيا، فقمت بصناعته –تحت إشرافه- أول مره ثم قمت بتحضيره 3 مرات بعدها بنفسى مع عمالى – و قمت بتصوير التجربه و وضعتها على ال You Tube وعلى المنتدى هنا (http://f.zira3a.net/showthread.php?t=30166 (http://f.zira3a.net/showthread.php?t=30166)) لكى يستفيد منها الجميع.
كل هذا فى شهرين فقط من العمل الجاد و التواجد المستمر و الذى أنصح به الجميع فى كل كتاباتى و لم أكن أفعله أنا لأننى كنت أعتبر نفسى (تاجر أراضى) و لست (مزارعا) أما الآن فقد أختلف الوضع و أصبحت أعتبر نفسى و بفخر (صاحب مزرعة).
طبيعة عملى الأساسية فى آخر 13 سنه من حياتى المهنية كانت الى حد كبير تشمل شراء وتقسيم الأراضى الزراعية و من ثم إعادة بيعها مرة أخرى بعد القضاء على ما يشوبها من (عوار)، مثل ضبط الورق حتى الشهر العقارى و إستخراج جميع الموافقات حتى تصاريح البناء - كنت من أوائل من أستخرجوا تصاريح بناء على الصحراوى لتباع مع الأرض و كان ذلك فى عام 2002 - الى الإستصلاح بكامل معناه من أرض بور الى أرض منتجه ثم إعادة البيع للمزرعة (جاهزة - مكتمله - مؤمنه).
كان إحتكاكى بالزراعة لا يتعدى كونها (مرحله من مراحل العمل) ليس إلا، أقوم بهاكما أقوم بباقى المراحل بالكيفيه الجيدة التى (تبيض وجهى أمام الله يوم الحساب)، وما عدا هذا لم أمارسها بالفعل، لأن المشروع كان ينتهى بالبيع و الإنتقال الى مشروع جديد ... و هكذا.
فى عام 2007 أشتريت مزرعتى الأخيرة التى ما زالت معى حتى الآن، بدأنا فى العمل كالمعتاد، و أنا من طبعى أكره بيع الكاتلوجات، فلا أبيع إلا بعد الإنتهاء من كل الأعمال و بالتالى أضمن أعلى سعر و أكبر (مصداقيه) فى الشغل فليس هناك (أصدق) من أن (تدفع و تشيل) فى نفس اللحظه، و طالما أننى و شركائى نستطيع توفير التمويل اللازم فلا حاجه بنا للبيع قبل الإنتهاء من العمل، و كنا لهذا نختار المساحات الصغيرة التى لا تتعدى 50 فدان حتى يسهل علينا الصرف عليها دون الحاجة لتمويل خارجى.
أنهينا الأعمال بالكامل فى أغسطس 2008، و كان السوق فى وقتها فى أعلى حالاته وصحراوى الإسكندرية وصل سعر الفدان فيه الى مليون جنيه و أكثر و العرب كانوا السبب فى هذا نتيجه لأرتفاع سعر البترول الى مستويات خياليه و وجود فائض ضخم من الأموال معهم لا يستطيعون إستثماره فى الغرب بعد الروح العدائيه التى أصبحت تسيطر على الأوروبيين و الأمريكان بعد أحداث سبتمبر و ما تلاها، فكان الحل هو الإتجاه الى(مصر) خزينة العرب الآمنه و الملجأ و الملاذ فى كل وقت.
ثم جاءت الأزمه الماليه العالميه عام 2008 و أنهار كل شىء فى أيام معدوده، و هرب العرب الى بلادهم (لينقذوا ما يمكن إنقاذه) و سكنت السوق فجاءه و دخلنا فى مرحلة ركود عميق لم تخف إلا فى أواسط 2010 ببعض المبيعات المتوسطه ثم أتت الثورة فى أول 2011 فأوقفت كل شىء.
خلال هذه الفترة من السكون و التى أمتدت الى ثلاث سنوات تقريبا، وجدتنى فى مواجهة مع (الزراعة) لأول مرة فالأمر إمتد و لم يعد كالسابق (أشهر معدوده ثم نبيع) والأشجار تحتاج الرعاية، و أنا غير مجهز –علميا- لرعايتها فكان القرار بالإستعانه بالمختصين فى المجال الزراعى لعمل برامج التسميد اللازمه و إستئجار عماله مدربه وجيده للتنفيذ، و الإعتناء بالشجر الى أقصى درجه ممكنه ليكون (جاهزا) للبيع عند إنفراج الأزمة.
فى البداية تعاملت مع الأمر على أنه (أزمة و تعدى) و (شر و لابد منه) و لكنى مع مرور الوقت و كثرة الجلوس مع خبراء الزراعة - و أنا من طبعى كثرة الأسئله خاصه فيما لا أفهمه و لا أتحرج من أن أسأل أى إنسان كبيرا أو صغيرا (أن يعلمنى) ما أجهله- و مع قلة أو توقف العمل المعتاد نتيجه للظروف و وجود وقت فراغ كبير، وجدتنى بدأت أهتم بالزراعة كهواية و شىء ملىء بالبهجه و الإنجاز، فأنت تجتهد و تسأل و تتابع و تضخ الأسمده فى الأرض، ثم تقف لترى إعجاز الخالق فى نمو الشجرة و التزهير و العقد و الإثمار و كل هذا و أنت مجرد متفرج!
و مع بداية 2012 و موسم التسميد الجديد قررت أن أقوم بالتسميد (بنفسى) كنت قد أصبحت أرى الأشجار مثل (أولادى)، فكما أننى كنت أستمتع بإطعامهم و هم صغار فأنا أيضا أريد أن (أستمتع بإطعام أشجارى) بنفسى، لذا شمرت عن ساعدى و فى يناير أجريت تحليلا للتربة و للمياة للوقوف على الحالة الحاليه لهم و عندما أتت النتائج دفعت بها الى أحد أساتذة التغذية فى كلية الزراعة ليصمم لى البرنامج الذى يتفق مع تحاليل الأرض و المياة الخاصه بى، و تم ذلك فى غضون أيام وجدتنى بعدها منهمك فى ترجمة برنامج التسميد من وحدات الى شكاير و جراكن و أقسمها على أسابيع الشهر وأحدد ماذا سأفعل كل أسبوع حتى نهاية الموسم.
ثم ذهبت بنفسى الى تاجر الأسمدة و كنت فى الفترة السابقة قد تحدثت مع بعض التجار (لأفهم) الموضوع و أخذت بعض النقاط فى دفتر خاص بى و أكملت عليها من أصدقائى ممن يمتهنون حرفة الزراعة و لا أنكر فضل المنتدى و خبراؤه خصوصا (منتدى التسميد) فى إمدادى بكثير من المعلومات التى يسرت لى فهم الأمر.
قسمت التسميد الى طلبيات شهرية و أشتريت طلبية شهر فبراير (بنفسى) بعد مناقشة مع التاجر– و هو صديق قديم و أمين ظل معى فى كل المزارع التى أشتريتها – و أخبرت العمال بأننى سأحضر لأعد كل تسميده بنفسى معهم و أستمتع برؤية (أشجارى) و هى تأكل!
وعلى هذا مر شهر فبراير بالكامل، ذهبت خلاله للمزرعة حوالى 12 مره و كان المعدل السابق 4 مرات شهريا فقط، و فى خلال هذا الشهر علمت عن التسميد و عن أرضى و عن شبكة الرى و حال الشجر و حال (عمالى) الذين هم فى الواقع (شركائى فى النجاح)، ما لم أعلمه فى السنوات السابقه.
شهر واحد فقط وجدتنى أفرش الإستراحه الخاصه بى فى المزرعة و كانت قد تم بياضها و تجهيزها من عام 2008 و لكنها تركت مهمله لعدم حاجتى اليها لأنى كنت أذهب أسبوعيا لفترات بسيطه أطمئن فيها على سير العمل و باقى المتابعه كان يتم من خلال التليفونات، أصبحت أكره اليوم الذى أمضيه فى القاهرة و (أشتاق) الى الذهاب الى المزرعة و أقضى فيها ساعات طوال دون الشعور بأى ملل أو رغبه فى العوده الى المدينة، و لولا أننى من سكان (مصر الجديدة) و المزرعة على(مصر – الإسكندرية الصحراوى) و عبور القاهرة من الشرق للغرب شىء مضنى و ممل لذهبت إليها كل يوم!
قمت أيضا بتجهيز محطة تسميد جديدة و أقترح على دكتور التغذيه القيام بضخ ما يعرف بإسم(شاى الكمبوست) و هو مفيد جدا فى زيادة خصوبة التربه عند ضخه فى الشبكة و فى زيادة مقاومة الأشجار للأمراض عند رشه ورقيا، فقمت بصناعته –تحت إشرافه- أول مره ثم قمت بتحضيره 3 مرات بعدها بنفسى مع عمالى – و قمت بتصوير التجربه و وضعتها على ال You Tube وعلى المنتدى هنا (http://f.zira3a.net/showthread.php?t=30166 (http://f.zira3a.net/showthread.php?t=30166)) لكى يستفيد منها الجميع.
كل هذا فى شهرين فقط من العمل الجاد و التواجد المستمر و الذى أنصح به الجميع فى كل كتاباتى و لم أكن أفعله أنا لأننى كنت أعتبر نفسى (تاجر أراضى) و لست (مزارعا) أما الآن فقد أختلف الوضع و أصبحت أعتبر نفسى و بفخر (صاحب مزرعة).