ABO ALROOD
01-12-2011, 12:31 AM
المصادر الوراثية للزيتون البري في سوريا
1- مقدمة :
تعتبر زراعة الزيتون في سوريا موردا طبيعيا متجددا وخيارا زراعيا واستراتيجيا لجزء كبير من الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة بحيث تضمن لهذه المناطق شكلا مستداما لاستخدام الأرض, كما توفر هذه الزراعة مادة غذائية أساسية من السلة الغذائية في سوريا , إضافة إلى دورها في توفير العمالة وتقديم المدخلات للصناعة والمساهمة في التصدير وتوفير القطع الأجنبي. تعتبر سورية كما تشير العديد من الدراسات هي الموطن الأصلي لشجرة الزيتون منذ النصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد((Mulas et al. 1999.
إن عملية حفظ واستخدام المصادر الوراثية النباتية أصبحت اليوم هدفاً استراتيجياً في أية سياسة وطنية أو إقليمية أو دولية للحفاظ على زراعته مستدامة. لذلك بدأ اهتمام العالم في العقود الأخيرة بحصر الأصول الوراثية وتوصيفها وحفظها وصيانتها باستمرار لإيصالها إلى الأجيال القادمة بأمان وذلك لما تشكله هذه الأصول من أهمية في تأمين الأمن الغذائي.
تمتلك سورية أكبر مصدر وراثي للزيتون، حيث يوجد فيها أكثر من 75 صنف وسلالة إضافة إلى غابات حقيقية من الزيتون البري. إن هذا التنوع ذو قيمة حيوية وبيئية ووراثية إضافة إلى أهميته الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، فهو مخزن وراثي كبير ومهم لإدخال الصفات المرغوبة للأصناف المزروعة المتأقلمة مع البيئة وتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. ان التنوع الكبيراً في طرز الزيتون البري يشكل حقيقة ثروة علمية واقتصادية هامة في سوريا والذي لايزال موجوداً على الحالة البرية في العديد من غابات الزيتون البري حيث تعتبر شجرة الزيتون هي الشجرة المسيطرة في الغابة ويمثل الشكل (1) غابة الزيتون البري في فقرو التابعة لمحافظة حماه والشكل (2) غابة الزيتون البري في راجو التابع لمنطقة عفرين.
file:///C:/Users/ABOALR~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg
الشكل (1) غابة الزيتون البري في فقرو - محافظة حماه
file:///C:/Users/ABOALR~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.jpg
شكل (2) غابة الزيتون البري في راجو
إن هذه الثروة الطبيعية في سوريا لم تنال الحظ الكبير من الدراسات والاهتمام علما بان مواقع الزيتون البري يمكن أن تكون مرتعا هاما لأبحاث الانتخاب والتحسين الوراثي للحصول على سلالات جديدة يمكن تزيد المخزون السوري من أصناف الزيتون .
2- اهمية الأنتخاب من الطرز الوراثية للزيتون البري في سوريا :
- تحتاج عملية التحسين الوراثي الكلاسيكية لوقت طويل وكلف مرتفعة بالإضافة إلى عدم القدرة على التنبؤ بالوصول الى الهدف المنشود رغم إن بعض الأبحاث قد أعطت ثمارها وتم الحصول على أصناف تجارية هامة. لكن هناك طريقة أسهل والتي استخدمها الإنسان منذ تدجين هذه الزراعة ألا وهي انتخاب الأصناف والسلالات والطرز الوراثية والتي تطبق على المجمعات النباتية التي تبدي اختلافاًت كبيرة من حيث المواصفات المورفولوجية الفيزيولوجية والتي لها ميزات هامة على صعيد الإنتاج ونوعية المنتج وتحمل الاجهادات البيئية والحيوية مما تتيح للمزارع فرصة الحصول على الأصناف الأكثر تلبية لاحتياجاته في الوقت الذي يزداد معه الاحتياجات الغذائية والحاجة إلى إشباع رغبات المستهلكين المختلفة. ولتحقيق أي من هذه الأهداف لا بد من العودة إلى المصادر الوراثية للزيتون البري والتي هي بمثابة خزان وراثي ضخم يحوي على تنوع هائل يلبي جميع الرغبات.
- إن التلقيح الخلطي يمكن أن يكون السمة المشتركة للأنواع النباتية التي تنمو في الحالة البرية وهذا يؤدي إلى التباين الوراثي بين أفراد النوع وهذا ما هو موجود في الزيتون البري الذي يملك ذخيرة وراثية غنية ومتنوعة فكل شجرة تعتبر نمط وراثي بحد ذاتها وهذا ما يمكن الزيتون على الانتشار في مواقع بيئية مختلفة ويمكن الباحث في انتخاب سلالات جديدة .
- إن دراسة الطرز البرية للزيتون يمكن أن تدعم الأنظمة الزراعية من خلال تحسين وسلامة واستقرار النظام البيئي الزراعي في سوريا والزيتون البري يعتبر مصدراً رئيسياً لإمداد مزارعي الزيتون بالأصناف الجديدة والتي غالباً ما تكون بديلاً لأصناف تدهورت وأصابها مشاكل عديدة من خلال زراعتها لسنوات طويلة قد يكون نتيجة مرور ظروف بيئية قاسية أو خدمات مفرطة أدت لإصابتها ببعض الأمراض لضعف مقاومتها.
- كما تعتبر بنك وراثي يستمد منه سلالات جديدة تخدم التطلعات المستقبلية لتطور زراعة الزيتون.
3- انتشار الزيتون البري في سوريا:
إن الانتشار الطبيعي للزيتون البري غابويا في الغالب لا يتجاوز /700 م/ ويمكن أن يصل أحيانا إلى / 800 م/ ارتفاعا عن سطح البحر ويعتبر الزيتون من الأنواع النباتية المتحملة للجفاف فهو يعيش تحت ظروف مطرية لا تتعدى 300-350 ملم سنويا. كذلك هو من الأنواع المتحملة للحرارة العالية لذلك نادرا ما يغادر الزيتون المتغيران المناخيان الحار والمعتدل للطوابق البيومناخية نصف الجافة وحتى الرطبة (Quezel,1973) .
يصادف الزيتون البري في سوريا في مناطق عديدة أهمها:
ا- الجبال الساحلية لاسيما إلى الشمال من اللاذقية حيث مازال يشارك في تكوين بقايا الغابات الخليطة التي تميز الطابق المتوسطي الحراري التي يدخل في تكوينها بالإضافة إلى الزيتون البري كلا من الخرنوب والبطم والدفلة والغار والآس كما يتسرب من هذا الطابق ليشارك بشكل أفرادي في تكوين غابة الصنوبر البروتي كما انه يتسرب من هذا الطابق إلى غابة السنديان كما هو الحال في منطقة صنوبر جبلة وغابة ماخوس إلى الشمال من بلدة بوقا وكذلك السفح الغربي لسلسلة الجبال الساحلية حتى ارتفاع 500 م.
ب- يمتد الزيتون البري إلى السفح الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية لاسيما في منطقة شطحة وفقرو و مصياف (غابة سيغاتا ) حيث الطابق البيومناخي الرطب (هطول مطري 1200ملم سنويا) و يتشارك مجموعات السنديان والزعرور والبطم.
ج- يمتد ايضا انتشار الزيتون البري إلى الطابق البيومناخي شبه الرطب في عفرين ( غابة راجو وشيخ الحديد) (هطول مطري 600 ملم سنويا) حيث يترافق مع أشجار السنديان والبطم كما يوجد في محافظة ادلب في حارم وخربة الشمامسي وجبل الوسطاني وجبال الزاوية.
file:///C:/Users/ABOALR~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg
شكل (3) غابة الزيتون في راجو تبين تداخل أشجار الزيتون البري مع السنديان في الطابق البيومناخي شبه الرطب
4- السلالات التي يمكن انتخابها من الزيتون البري :
- سلالات مقاومة للإجهاد الملحي
- سلالات مقاومة لذبول الفيرتيسيليوم
- سلالات أكثر مقاومة للجفاف
- سلالات ذات محتوى عالي من الزيت
- سلالات جديدة من زيتون المائدة
- انتخاب سلالات ذات مواصفات جيدة للزيت تتوافق مع المقاييس العالمية لزيت الزيتون.
المراجع
-Mulas M. ; Metzidakis I.T. (ed.); Voyiatzis D.G. (1999). Characterisation of olive wild ecotypes. Proceedings of the Third International Symposium on Olive Growing, Chania, Crete, Greece, 22-26 September 1997, volume 1. Acta-Horticulturae. No. 474, 121-124
-Quezel M. (1973). Genetic variation in the olive tree (Olea europaea L.) cultivated in Morocco. Euphytica. 1996, 91: 1, 9-20.
1- مقدمة :
تعتبر زراعة الزيتون في سوريا موردا طبيعيا متجددا وخيارا زراعيا واستراتيجيا لجزء كبير من الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة بحيث تضمن لهذه المناطق شكلا مستداما لاستخدام الأرض, كما توفر هذه الزراعة مادة غذائية أساسية من السلة الغذائية في سوريا , إضافة إلى دورها في توفير العمالة وتقديم المدخلات للصناعة والمساهمة في التصدير وتوفير القطع الأجنبي. تعتبر سورية كما تشير العديد من الدراسات هي الموطن الأصلي لشجرة الزيتون منذ النصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد((Mulas et al. 1999.
إن عملية حفظ واستخدام المصادر الوراثية النباتية أصبحت اليوم هدفاً استراتيجياً في أية سياسة وطنية أو إقليمية أو دولية للحفاظ على زراعته مستدامة. لذلك بدأ اهتمام العالم في العقود الأخيرة بحصر الأصول الوراثية وتوصيفها وحفظها وصيانتها باستمرار لإيصالها إلى الأجيال القادمة بأمان وذلك لما تشكله هذه الأصول من أهمية في تأمين الأمن الغذائي.
تمتلك سورية أكبر مصدر وراثي للزيتون، حيث يوجد فيها أكثر من 75 صنف وسلالة إضافة إلى غابات حقيقية من الزيتون البري. إن هذا التنوع ذو قيمة حيوية وبيئية ووراثية إضافة إلى أهميته الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، فهو مخزن وراثي كبير ومهم لإدخال الصفات المرغوبة للأصناف المزروعة المتأقلمة مع البيئة وتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. ان التنوع الكبيراً في طرز الزيتون البري يشكل حقيقة ثروة علمية واقتصادية هامة في سوريا والذي لايزال موجوداً على الحالة البرية في العديد من غابات الزيتون البري حيث تعتبر شجرة الزيتون هي الشجرة المسيطرة في الغابة ويمثل الشكل (1) غابة الزيتون البري في فقرو التابعة لمحافظة حماه والشكل (2) غابة الزيتون البري في راجو التابع لمنطقة عفرين.
file:///C:/Users/ABOALR~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg
الشكل (1) غابة الزيتون البري في فقرو - محافظة حماه
file:///C:/Users/ABOALR~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.jpg
شكل (2) غابة الزيتون البري في راجو
إن هذه الثروة الطبيعية في سوريا لم تنال الحظ الكبير من الدراسات والاهتمام علما بان مواقع الزيتون البري يمكن أن تكون مرتعا هاما لأبحاث الانتخاب والتحسين الوراثي للحصول على سلالات جديدة يمكن تزيد المخزون السوري من أصناف الزيتون .
2- اهمية الأنتخاب من الطرز الوراثية للزيتون البري في سوريا :
- تحتاج عملية التحسين الوراثي الكلاسيكية لوقت طويل وكلف مرتفعة بالإضافة إلى عدم القدرة على التنبؤ بالوصول الى الهدف المنشود رغم إن بعض الأبحاث قد أعطت ثمارها وتم الحصول على أصناف تجارية هامة. لكن هناك طريقة أسهل والتي استخدمها الإنسان منذ تدجين هذه الزراعة ألا وهي انتخاب الأصناف والسلالات والطرز الوراثية والتي تطبق على المجمعات النباتية التي تبدي اختلافاًت كبيرة من حيث المواصفات المورفولوجية الفيزيولوجية والتي لها ميزات هامة على صعيد الإنتاج ونوعية المنتج وتحمل الاجهادات البيئية والحيوية مما تتيح للمزارع فرصة الحصول على الأصناف الأكثر تلبية لاحتياجاته في الوقت الذي يزداد معه الاحتياجات الغذائية والحاجة إلى إشباع رغبات المستهلكين المختلفة. ولتحقيق أي من هذه الأهداف لا بد من العودة إلى المصادر الوراثية للزيتون البري والتي هي بمثابة خزان وراثي ضخم يحوي على تنوع هائل يلبي جميع الرغبات.
- إن التلقيح الخلطي يمكن أن يكون السمة المشتركة للأنواع النباتية التي تنمو في الحالة البرية وهذا يؤدي إلى التباين الوراثي بين أفراد النوع وهذا ما هو موجود في الزيتون البري الذي يملك ذخيرة وراثية غنية ومتنوعة فكل شجرة تعتبر نمط وراثي بحد ذاتها وهذا ما يمكن الزيتون على الانتشار في مواقع بيئية مختلفة ويمكن الباحث في انتخاب سلالات جديدة .
- إن دراسة الطرز البرية للزيتون يمكن أن تدعم الأنظمة الزراعية من خلال تحسين وسلامة واستقرار النظام البيئي الزراعي في سوريا والزيتون البري يعتبر مصدراً رئيسياً لإمداد مزارعي الزيتون بالأصناف الجديدة والتي غالباً ما تكون بديلاً لأصناف تدهورت وأصابها مشاكل عديدة من خلال زراعتها لسنوات طويلة قد يكون نتيجة مرور ظروف بيئية قاسية أو خدمات مفرطة أدت لإصابتها ببعض الأمراض لضعف مقاومتها.
- كما تعتبر بنك وراثي يستمد منه سلالات جديدة تخدم التطلعات المستقبلية لتطور زراعة الزيتون.
3- انتشار الزيتون البري في سوريا:
إن الانتشار الطبيعي للزيتون البري غابويا في الغالب لا يتجاوز /700 م/ ويمكن أن يصل أحيانا إلى / 800 م/ ارتفاعا عن سطح البحر ويعتبر الزيتون من الأنواع النباتية المتحملة للجفاف فهو يعيش تحت ظروف مطرية لا تتعدى 300-350 ملم سنويا. كذلك هو من الأنواع المتحملة للحرارة العالية لذلك نادرا ما يغادر الزيتون المتغيران المناخيان الحار والمعتدل للطوابق البيومناخية نصف الجافة وحتى الرطبة (Quezel,1973) .
يصادف الزيتون البري في سوريا في مناطق عديدة أهمها:
ا- الجبال الساحلية لاسيما إلى الشمال من اللاذقية حيث مازال يشارك في تكوين بقايا الغابات الخليطة التي تميز الطابق المتوسطي الحراري التي يدخل في تكوينها بالإضافة إلى الزيتون البري كلا من الخرنوب والبطم والدفلة والغار والآس كما يتسرب من هذا الطابق ليشارك بشكل أفرادي في تكوين غابة الصنوبر البروتي كما انه يتسرب من هذا الطابق إلى غابة السنديان كما هو الحال في منطقة صنوبر جبلة وغابة ماخوس إلى الشمال من بلدة بوقا وكذلك السفح الغربي لسلسلة الجبال الساحلية حتى ارتفاع 500 م.
ب- يمتد الزيتون البري إلى السفح الشرقي لسلسلة الجبال الساحلية لاسيما في منطقة شطحة وفقرو و مصياف (غابة سيغاتا ) حيث الطابق البيومناخي الرطب (هطول مطري 1200ملم سنويا) و يتشارك مجموعات السنديان والزعرور والبطم.
ج- يمتد ايضا انتشار الزيتون البري إلى الطابق البيومناخي شبه الرطب في عفرين ( غابة راجو وشيخ الحديد) (هطول مطري 600 ملم سنويا) حيث يترافق مع أشجار السنديان والبطم كما يوجد في محافظة ادلب في حارم وخربة الشمامسي وجبل الوسطاني وجبال الزاوية.
file:///C:/Users/ABOALR~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg
شكل (3) غابة الزيتون في راجو تبين تداخل أشجار الزيتون البري مع السنديان في الطابق البيومناخي شبه الرطب
4- السلالات التي يمكن انتخابها من الزيتون البري :
- سلالات مقاومة للإجهاد الملحي
- سلالات مقاومة لذبول الفيرتيسيليوم
- سلالات أكثر مقاومة للجفاف
- سلالات ذات محتوى عالي من الزيت
- سلالات جديدة من زيتون المائدة
- انتخاب سلالات ذات مواصفات جيدة للزيت تتوافق مع المقاييس العالمية لزيت الزيتون.
المراجع
-Mulas M. ; Metzidakis I.T. (ed.); Voyiatzis D.G. (1999). Characterisation of olive wild ecotypes. Proceedings of the Third International Symposium on Olive Growing, Chania, Crete, Greece, 22-26 September 1997, volume 1. Acta-Horticulturae. No. 474, 121-124
-Quezel M. (1973). Genetic variation in the olive tree (Olea europaea L.) cultivated in Morocco. Euphytica. 1996, 91: 1, 9-20.