Hacen
22-10-2011, 05:27 AM
تابعنا بكثير من الصدمة والحيرة اللحظات الأخيرة من حياة المجرم معمر القذافي ، لحظات حرمتنا الاستمتاع بفرحة الانتصار على هذا الطاغية ، بسبب ما تميزت به من تجاوز لكل الأعراف والشرائع السماوية في التعامل مع أسرى الحرب، خاصة ما تميزت به شريعتنا الإسلامية وعاداتنا العربية ، عادات طبعها الرفق واللين ومراعاة الشعور الإنساني في التعامل مع الأسرى ، والبعد عن عقلية الانتقام والحقد ، وترجم شاعرهم هذه القيم قائلا:
ولا أحمل الحقد القديم عليهم **** وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
وعندما جاء الإسلام أقر العرب على هذه القيم النبيلة ، فحرم التمثيل بالقتلى ، وضرب رسوله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الصفح عن المذنبين ، وقال قولته المشهورة عندما دخل مكة فاتحا ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ، وجاء في الأثر عنه صلى الله عليه وسلم (ارحموا عزيز قوم ذل)، واستبق القرءان الأحداث محذرا المسلمين من الانتقام تحت وقع الكراهية ، فقال تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا).
لكن ثوار ليبيا ضربوا عرض الحائط بكل ذلك و اختاروا - في ما يبدو - دوس كل هذه القيم بإعدامهم للقذافي .
إعدام فضل من قاموا به النيل من عدو الأمس ،ليكشفوا من خلال هذا الاعدام عن مدى دمويتهم مخيبين بهذه الدموية آمال العالم الذي كان ينتظر منهم أن لايقعوا فيما أخذوه على خصمهم الراحل ، من دموية وبربرية ولاإنسانية ، ولم يخجل هؤلاء الثوار من أن يصدق عليهم قوله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون).
لقدكان حريا بهؤلاء الثوار أن لاتنسيهم نشوة الانتصار تعاليم دينهم الحنيف ،وسنة نبيهم الشريف ، وقيمهم العربية الأصيلة .
لانجادل في طغيان العقيد معمر القذافي واستكباره ، لكن هذاالطغيان وذلك الاستكبار لايبرران ماذهب إليه الثوار من عنجهية خلال تعاملهم معه بعد ما وقع أسيرا في أيديهم ،متناسين أن العفو لايكون إلا عند المقدرة ...
لقد كان المستشار عبد الجليل عظيما حينما قال ـ بعدما أساء بعض الثوار معاملة بعض السجناء بطرابلس وقتلوا البعض الآخر - إنه لايشرفه رئاسة قوم هذه أفعالهم ، واليوم وبعد هذه الغلطة الكبيرة أعتقد أن على المستشار عبد الجليل أن ينفذ ماذهب إليه من تهديد بالاستقالة إذا ارتكب الثوار مزيدا من الأخطاء ، وواصلوا حماقاتهم التي ينكرها العقل والدين والطبع السليم .
لحظات القذافي الأخيرة أكدت أن في العرب والمسلمين من هوأقل إنسانية ، وأكثر دموية من أمريكا... لقد أمسكت أمريكا بصدام حسين في ظروف مشابهة للظروف التي تم اعتقال العقيد القذافي فيها ، لكن العنجهية والاستكبار وغياب الإنسانية لم تدفع أمريكا إلى إعدامه قبل المحاكمة ، بغض النظر عن عدالة تلك المحاكمة ...
نيل الثوار من العقيد وهو أسير في أيديهم ، وكشفهم لنهايته المرعبة والدامية يضع ألف استفهام حولهم وحول المستقبل السياسي والأمني لليبيا...
مظاهر الرعب التي شاهدناها خلال حادثة الأسر والاعتقال تبرهن على أن الحرب التي دامت عدة أشهر بين الفريقين لم تكن نظيفة البتة ، ولا أدل على ذلك من القلق الحقوقي الذي نسمع عنه هذه الأيام والذي تزايد في الآونة الأخيرة بعد تزايد الثأرات بين القطبين ، وتكررت حوادث إعدام الأسرى بأيدي الفريقين .
الدقائق الأخيرة في حياة العقيد القذافي وكبار مساعديه تدعونا إلى التساؤل:
* أين الإسلام الذي يرفعه هؤلاء شعاراً لهم ؟
* أين حقوق الإنسان التي اتخذوها ذريعة للثورة على العقيد؟ أم أن السلطة لها أحكامها الخاصة ؟
* ألم يقل هؤلاء الثوار في انتهاكات العقيد لحقوق الإنسان مالم يقله مالك في الخمر فهل تغيرت المعادلة بين الأمس واليوم ؟
*هل صدر قرار من علية القوم بإعدام القذافي قبل المحاكمة أم أن روح الانتقام كانت الدافع وراء عملية القتل؟
*هل هنالك من يخاف من بعض التصريحات التي قد يدلي بها القذافي حال محاكمته ؟
*من هو صاحب المصلحة في عملية الإعدام ؟ ومن الذي يخاف من بقاء القذافي على قيد الحياة ؟
* ألا يخشى هؤلاء من أن نقل جثة القذافي إلى مصراتة من سرت قديشعل حربا أهلية بين سكان المدينتين ؟
* وأخيرا ألا يشكل إعدام العقيد بهذه الطريقة جريمة حرب تقشعر منها الأبدان ؟
وبالجملة فإن بقاء القذافي على قيد الحياة كان سيتيح للعالم التعرف على الكثير من الأسرار المتعلقة بالعقيد،ومن كانوا حوله ، ومن قفزوا من سفينته في الساعات القليلة قبل غرقها (بعض أعضاء المجلس الانتقالي)، كما سيمكننا من التعرف على طبيعة العلاقات التي نسجها خلال فترة حكمه ، وفوق كل ذلك سيمكننا من مساءلة الرجل عما فعل بشعبه ، لقد حرمتنا هذه الجريمة من الإجابة على كل هذه التساؤلات .
قتل القذافي بهذه الطريقة البشعة خيب آمال العالم في السلطة الجديدة ووضع كثيراً من الاستفهامات حول صدق الشعارات التي رفعتها منذ بداية الثورة .
وبتجاوزنا للوحشية التي بعامل بها الثوار مع العقيد حيا نصل إلى الطريقة التي تعاملوا بها معه ميتا ، وهي طريقة لاتقل بشاعة عن سابقتها ، كما أنها تخالف كل الشرائع السماوية ، فالإسلام يدعونا إلى احترام الميت ، معتبرا أن ما يؤذيه حيا يؤذيه ميتا ، وكلنا سمع الإهانات التي يصرخ بها الثوار عند رأس جثمان العقيد.
كما دعانا الإسلام إلى الإسراع في دفن الميت... لكن ذلك كله لم يحترم من قبل الثوار الذين اعتقلوا وقتلوا القذافي... وهذا ما يدعونا إلى التساؤل أين ذهبت نخوة هؤلاء؟ ألا يدرك هؤلاء أن ليبيا ليست بحاجة إلى الرهانات الانتقامية ، بل هي بحاجة إلى البناء والوحدة وذلك ما لا يتحقق بمثل هذه المعالمة ؟
لقد كنا ننتظر بداية للعهد الجديد مغايرة لهذه البداية ، كناننتظر بداية بلون غير أحمر.
ولا أحمل الحقد القديم عليهم **** وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
وعندما جاء الإسلام أقر العرب على هذه القيم النبيلة ، فحرم التمثيل بالقتلى ، وضرب رسوله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الصفح عن المذنبين ، وقال قولته المشهورة عندما دخل مكة فاتحا ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ، وجاء في الأثر عنه صلى الله عليه وسلم (ارحموا عزيز قوم ذل)، واستبق القرءان الأحداث محذرا المسلمين من الانتقام تحت وقع الكراهية ، فقال تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا).
لكن ثوار ليبيا ضربوا عرض الحائط بكل ذلك و اختاروا - في ما يبدو - دوس كل هذه القيم بإعدامهم للقذافي .
إعدام فضل من قاموا به النيل من عدو الأمس ،ليكشفوا من خلال هذا الاعدام عن مدى دمويتهم مخيبين بهذه الدموية آمال العالم الذي كان ينتظر منهم أن لايقعوا فيما أخذوه على خصمهم الراحل ، من دموية وبربرية ولاإنسانية ، ولم يخجل هؤلاء الثوار من أن يصدق عليهم قوله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون).
لقدكان حريا بهؤلاء الثوار أن لاتنسيهم نشوة الانتصار تعاليم دينهم الحنيف ،وسنة نبيهم الشريف ، وقيمهم العربية الأصيلة .
لانجادل في طغيان العقيد معمر القذافي واستكباره ، لكن هذاالطغيان وذلك الاستكبار لايبرران ماذهب إليه الثوار من عنجهية خلال تعاملهم معه بعد ما وقع أسيرا في أيديهم ،متناسين أن العفو لايكون إلا عند المقدرة ...
لقد كان المستشار عبد الجليل عظيما حينما قال ـ بعدما أساء بعض الثوار معاملة بعض السجناء بطرابلس وقتلوا البعض الآخر - إنه لايشرفه رئاسة قوم هذه أفعالهم ، واليوم وبعد هذه الغلطة الكبيرة أعتقد أن على المستشار عبد الجليل أن ينفذ ماذهب إليه من تهديد بالاستقالة إذا ارتكب الثوار مزيدا من الأخطاء ، وواصلوا حماقاتهم التي ينكرها العقل والدين والطبع السليم .
لحظات القذافي الأخيرة أكدت أن في العرب والمسلمين من هوأقل إنسانية ، وأكثر دموية من أمريكا... لقد أمسكت أمريكا بصدام حسين في ظروف مشابهة للظروف التي تم اعتقال العقيد القذافي فيها ، لكن العنجهية والاستكبار وغياب الإنسانية لم تدفع أمريكا إلى إعدامه قبل المحاكمة ، بغض النظر عن عدالة تلك المحاكمة ...
نيل الثوار من العقيد وهو أسير في أيديهم ، وكشفهم لنهايته المرعبة والدامية يضع ألف استفهام حولهم وحول المستقبل السياسي والأمني لليبيا...
مظاهر الرعب التي شاهدناها خلال حادثة الأسر والاعتقال تبرهن على أن الحرب التي دامت عدة أشهر بين الفريقين لم تكن نظيفة البتة ، ولا أدل على ذلك من القلق الحقوقي الذي نسمع عنه هذه الأيام والذي تزايد في الآونة الأخيرة بعد تزايد الثأرات بين القطبين ، وتكررت حوادث إعدام الأسرى بأيدي الفريقين .
الدقائق الأخيرة في حياة العقيد القذافي وكبار مساعديه تدعونا إلى التساؤل:
* أين الإسلام الذي يرفعه هؤلاء شعاراً لهم ؟
* أين حقوق الإنسان التي اتخذوها ذريعة للثورة على العقيد؟ أم أن السلطة لها أحكامها الخاصة ؟
* ألم يقل هؤلاء الثوار في انتهاكات العقيد لحقوق الإنسان مالم يقله مالك في الخمر فهل تغيرت المعادلة بين الأمس واليوم ؟
*هل صدر قرار من علية القوم بإعدام القذافي قبل المحاكمة أم أن روح الانتقام كانت الدافع وراء عملية القتل؟
*هل هنالك من يخاف من بعض التصريحات التي قد يدلي بها القذافي حال محاكمته ؟
*من هو صاحب المصلحة في عملية الإعدام ؟ ومن الذي يخاف من بقاء القذافي على قيد الحياة ؟
* ألا يخشى هؤلاء من أن نقل جثة القذافي إلى مصراتة من سرت قديشعل حربا أهلية بين سكان المدينتين ؟
* وأخيرا ألا يشكل إعدام العقيد بهذه الطريقة جريمة حرب تقشعر منها الأبدان ؟
وبالجملة فإن بقاء القذافي على قيد الحياة كان سيتيح للعالم التعرف على الكثير من الأسرار المتعلقة بالعقيد،ومن كانوا حوله ، ومن قفزوا من سفينته في الساعات القليلة قبل غرقها (بعض أعضاء المجلس الانتقالي)، كما سيمكننا من التعرف على طبيعة العلاقات التي نسجها خلال فترة حكمه ، وفوق كل ذلك سيمكننا من مساءلة الرجل عما فعل بشعبه ، لقد حرمتنا هذه الجريمة من الإجابة على كل هذه التساؤلات .
قتل القذافي بهذه الطريقة البشعة خيب آمال العالم في السلطة الجديدة ووضع كثيراً من الاستفهامات حول صدق الشعارات التي رفعتها منذ بداية الثورة .
وبتجاوزنا للوحشية التي بعامل بها الثوار مع العقيد حيا نصل إلى الطريقة التي تعاملوا بها معه ميتا ، وهي طريقة لاتقل بشاعة عن سابقتها ، كما أنها تخالف كل الشرائع السماوية ، فالإسلام يدعونا إلى احترام الميت ، معتبرا أن ما يؤذيه حيا يؤذيه ميتا ، وكلنا سمع الإهانات التي يصرخ بها الثوار عند رأس جثمان العقيد.
كما دعانا الإسلام إلى الإسراع في دفن الميت... لكن ذلك كله لم يحترم من قبل الثوار الذين اعتقلوا وقتلوا القذافي... وهذا ما يدعونا إلى التساؤل أين ذهبت نخوة هؤلاء؟ ألا يدرك هؤلاء أن ليبيا ليست بحاجة إلى الرهانات الانتقامية ، بل هي بحاجة إلى البناء والوحدة وذلك ما لا يتحقق بمثل هذه المعالمة ؟
لقد كنا ننتظر بداية للعهد الجديد مغايرة لهذه البداية ، كناننتظر بداية بلون غير أحمر.