shereen
31-08-2007, 03:06 AM
عشر سنين و انا اطاردها من مكان الى آخر كالمجنون, اتبعها اينما ذهبت, اسافر مع مهب الريح بحثا عن ظل قد خلعته و رمته بجانب نخلة عجوز اثناء الليل, الاحق عينيها المتقدتين و نظري يبحث في صفحات السماء الزرقاء عن نظراتها المترامية في الافق عل رمش اسود قد علق باشعة الشمس يستطيع ارشادي اليها... رايتها اكثر من مرة فهي من كياني جزء لا يتجزاْ, احس بها في روحي و و جداني توقدني و تتملكني. احبها, اعشقها اهواها و احلم باليوم الذي نلتقي فيه معا فاضمها الى صدري و يرتاح قلبي فتثبت خطاه على الصراط المستقيم.
سافرت مع الريح الجنوبية ذات مرة فاوصلتني الى اقاصي الارض و انا على عجلة من امري للقياها, و صلت الى اطراف صحراء امتدت في كل الاتجاهات و وسعت الدنيا و غطت الافق بسلسلة كثبان متراقصة...كانت سماؤها اثناء الليل تتلاْلاْ كما لو انها طرزت بحبات الالماس النفيسة , اما اثناء النهار فكانت شموس تغذي الرمال بحرارتها و تتطهرها من الضعف و الوهن و الخنوع...استمرت رحلتي بالرغم من لهيب الدنيا فلهيب قلبي كان اشد و الشوق اليها كان قوتي و دفعي اليها اكثر فاكثر...لا بد و ان اتبعها و لو كلفني ذلك عمري او حياة ثانية!! فهي امي و اختي و حبيبتي و معلمتي و شاعرتي...كانت ترتدي حلة شرقية و وشاح اسود يلف عنقها الابيض و في اسفل رجلها خلخال ذهبي يعزف كلما هبت الرياح قصيدة رثاء حزينة...عشق القمر سواد خصل شعرها فتدلى على جبينها الناصع الابيّ.
صعدت مركبة الصحراء و هممت بالابحار على الامواج الثابتة من الرمال الملتهبة و لم اكن اعلم الى اين وجهتي و على كل حال لم نكن هذه رحلتي الاولى او الاخيرة ...قراْت الفاتحة و استمر دعائيليلة بعد ليلة و يوما بعد يوم , ابحث عن الحقيقة و ليس عن السراب , و الواقع ان الحقيقة كانت تلاحقني و انا لم يمكن باستطاعتي اللحاق بها حتى الآن...كم وددت لو تظهر فجاة كواحة خضراء في هذه الصحراء السوداء و ترتحني من الرحلة المضنية و السفر مع الرياح و المطاردة المستمرة لها... كم وددت لو وجدتها امامي عارية تماما كالسماء لا يشغلها غيم او غبار فيقع نظري عليها كاملا لا يضيعه تفاصيل زيها و حليها , فاجدها اصيلة خالصة نقية واضحة المعاني و مجردة من التعقيدات و التساؤلات...
هبت رياح جيشت رمال الصحراء الساكنة . تناثرت في الجو الى ان غطت اشعة الشمس و بت لا ارى ورائي فاضطررت الى التقدم اكثر كي لا اضيع و اصبح وهما من الماضي يغرق في رمل الساعة المتراكم... تقدمت باتجاه الشرق القديم الجديد, تقدمت نحو البيت العتيق الآمن, اسرعت الى الجذور لاراها ما زالت تضرب في العمق تحرك الكلمات و تنبت الشعر و النثر على الوانه و اشكاله...ما زلت احن اليها و في صميمي جذور تضرب باعماق الروح و الفؤاد قد اخطاْت الظن عندما تصورت ان رمال الوقت قد اقتلعتها...لقد اخطات الظن عندما تصورت ان امبراطورية روما تفوق عهد الراشدين وصولا الى زمن الفتوحات الاسلامية و ان ابراج عاجية متلاْلئة قد تتفوق على طيبات نخل اسمر او ان ابتسامة حمراء رخيصة قد تحركني اكثر من نظرة كحل خاطفة و عنيدة...
سافرت مع الريح الجنوبية ذات مرة فاوصلتني الى اقاصي الارض و انا على عجلة من امري للقياها, و صلت الى اطراف صحراء امتدت في كل الاتجاهات و وسعت الدنيا و غطت الافق بسلسلة كثبان متراقصة...كانت سماؤها اثناء الليل تتلاْلاْ كما لو انها طرزت بحبات الالماس النفيسة , اما اثناء النهار فكانت شموس تغذي الرمال بحرارتها و تتطهرها من الضعف و الوهن و الخنوع...استمرت رحلتي بالرغم من لهيب الدنيا فلهيب قلبي كان اشد و الشوق اليها كان قوتي و دفعي اليها اكثر فاكثر...لا بد و ان اتبعها و لو كلفني ذلك عمري او حياة ثانية!! فهي امي و اختي و حبيبتي و معلمتي و شاعرتي...كانت ترتدي حلة شرقية و وشاح اسود يلف عنقها الابيض و في اسفل رجلها خلخال ذهبي يعزف كلما هبت الرياح قصيدة رثاء حزينة...عشق القمر سواد خصل شعرها فتدلى على جبينها الناصع الابيّ.
صعدت مركبة الصحراء و هممت بالابحار على الامواج الثابتة من الرمال الملتهبة و لم اكن اعلم الى اين وجهتي و على كل حال لم نكن هذه رحلتي الاولى او الاخيرة ...قراْت الفاتحة و استمر دعائيليلة بعد ليلة و يوما بعد يوم , ابحث عن الحقيقة و ليس عن السراب , و الواقع ان الحقيقة كانت تلاحقني و انا لم يمكن باستطاعتي اللحاق بها حتى الآن...كم وددت لو تظهر فجاة كواحة خضراء في هذه الصحراء السوداء و ترتحني من الرحلة المضنية و السفر مع الرياح و المطاردة المستمرة لها... كم وددت لو وجدتها امامي عارية تماما كالسماء لا يشغلها غيم او غبار فيقع نظري عليها كاملا لا يضيعه تفاصيل زيها و حليها , فاجدها اصيلة خالصة نقية واضحة المعاني و مجردة من التعقيدات و التساؤلات...
هبت رياح جيشت رمال الصحراء الساكنة . تناثرت في الجو الى ان غطت اشعة الشمس و بت لا ارى ورائي فاضطررت الى التقدم اكثر كي لا اضيع و اصبح وهما من الماضي يغرق في رمل الساعة المتراكم... تقدمت باتجاه الشرق القديم الجديد, تقدمت نحو البيت العتيق الآمن, اسرعت الى الجذور لاراها ما زالت تضرب في العمق تحرك الكلمات و تنبت الشعر و النثر على الوانه و اشكاله...ما زلت احن اليها و في صميمي جذور تضرب باعماق الروح و الفؤاد قد اخطاْت الظن عندما تصورت ان رمال الوقت قد اقتلعتها...لقد اخطات الظن عندما تصورت ان امبراطورية روما تفوق عهد الراشدين وصولا الى زمن الفتوحات الاسلامية و ان ابراج عاجية متلاْلئة قد تتفوق على طيبات نخل اسمر او ان ابتسامة حمراء رخيصة قد تحركني اكثر من نظرة كحل خاطفة و عنيدة...