خالد خليل
26-06-2007, 04:49 PM
إن المتابع للأحداث على صعيد قضية "فلسطين" لا يتسلل إليه شك أن دولة الاحتلال ومن ورائها قوى كبرى لا تريد أن ترى دولة فلسطينية على الأرض، ولو كانت دولة مروضة مقصوصة الأظافر منزوعة الأسنان.
إن الشعارات التي رفعها مؤسسو دولة الاحتلال، ومن تبعهم من الساسة حتى يومنا هذا يؤكد هذه الحقيقة ، فهم قالوا: إن حدود إسرائيل ستكون عند آخر نقطة يستطيع الجندي الصهيوني الوصول إليها، وما زالت شعاراتهم التي لا يملون تكرارها: أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل ، وأرض الميعاد ، وغيرها من الشعارات التي تدل على العقلية التوسعية الاستعمارية لهذا الكيان الغاصب وساسته على اختلاف توجهاتهم.
ولئن كانت الظروف على الأرض لم تمكن هؤلاء الصهاينة من تحقيق أحلامهم نتيجة هزائمهم المتكررة هنا وهناك فإنهم لن يقبلوا أبدا أن يتركوا أرض الميعاد التي وعدهم الرب- بزعمهم – للفلسطينيين ليقيموا عليها دولة.
دولة الاحتلال تماطل
وحين قامت الانتفاضة الفلسطينية الأولى وما تبعها من انتفاضات ولم تستطع دولة الاحتلال القضاء عليها نتيجة صمود وقوة إرادة الشعب الفلسطيني رغم كل القسوة والبطش والتنكيل الذي واجهتهم به دولة الاحتلال فإن هذه الدولة قبلت بمبدأ التفاوض لا للوصول إلى حل يقوم على أساس الدولتين ، بل لكسب مزيد من الوقت حتى تحقق هذه الدولة ما تريد على الأرض بحيث يصل الجميع إلى اللحظة التي لا يجدون شيئا للتفاوض عليه ، وكان لا بد من إطفاء جذوة الانتفاضة فكانت الاتفاقات الهزيلة التي لم تحقق للفلسطينيين في الواقع سوى المزيد من الفقر وتحكم الدولة الصهيونية في الطرف الآخر وإن كان بصيغ مختلفة ، وبقيت المقاومة تؤرق هذا الكيان وتقض مضجعه وتوجه له الضربات الموجعة ، حتى عبر بعض قادتهم عن خوفه على مستقبل هذه الدولة اللقيطة، أمام هذا الوضع والتطورات التي حدثت بعد ذلك وآخرها دخول حركة حماس معترك العمل السياسي – وفوزها بالأغلبية- مع حفاظها على قدراتها كحركة مقاومة كان لا بد من فعل شيء، وكانت الحرب على حكومة حماس بدءا من تخويف الآخرين من الانضمام إليها وانتهاءً بفرض الحصار عليها ، ولكن الصمود الذي تحلى به الشعب الفلسطيني ومعه حركة حماس دفع أطرافا أخرى للعب دور في تقليم أظافر حماس عن طريق اغتيال كوادرها وإشاعة حالة الفوضى والقتل والإرهاب مما دفع الأوضاع إلى حالة التأزم التي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة.
لا تسلموهم لعدوهم
غزة التي يعيش بها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يراد لها الآن أن تكون سجنا كبيرا وأرضا جدباء لا يستطيع أهلها الحصول على لقمة العيش طمعا في أن ينتفض أهلها على حماس وبالتالي تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.
إننا هنا لسنا بصدد تقويم مدى صحة أو خطأ ما أقدمت عليه حماس ، لكننا نريد أن نلفت أنظار أمتنا العربية والإسلامية إلى أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن يتركوا أهل غزة فريسة لأعدى الأعداء: الجوع والفقر إضافة إلى العدو الصهيوني.
إن الأمة مطالبة اليوم من خلال الدول والشعوب والجمعيات الخيرية- وما أكثرها- بتوفير احتياجات قطاع غزة نصرة لهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه..." الحديث. وهو نفس ما كان يمكننا قوله لو حدث مثل ذلك للفلسطينيين في الضفة بقيادة أي فصيل من الفصائل.
وسيأتي الدور على آخرين
إن أشد ما أخشاه أن تقوم الأمة بإسلام أهل غزة لعدوهم من خلال انصراف الأمة عن مساعدة الفلسطينيين هناك وعندئذ نكون قد شاركنا عدونا الصهيوني جريمته في حصار أهلنا وقتل أطفالنا لا بالطائرات والرصاص فقط ولكن بالتجويع والحصار.
وإذا تحقق لليهود هذا الحلم فإنهم لن يقفوا عند هذا الحد بل سيبتلعون المزيد من الأرض وسيبطشون بالبقية الباقية من الكيانات والتنظيمات، فليست القضية قضية هذا التنظيم أو ذاك إنما هي قضية أمة يحسن عدوها اللعب على أوتار فرقتها لتحقيق مآربه، ولا يكاد يفرغ من أكل عضو من أعضائها حتى ينقض على عضو آخر، ولن يجدي عندها أن نعض أصابع الندم، فهلا أفاقت الأمة قبل أن تصل إلى الحال الذي تقول فيه:
أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض؟!.
إن الشعارات التي رفعها مؤسسو دولة الاحتلال، ومن تبعهم من الساسة حتى يومنا هذا يؤكد هذه الحقيقة ، فهم قالوا: إن حدود إسرائيل ستكون عند آخر نقطة يستطيع الجندي الصهيوني الوصول إليها، وما زالت شعاراتهم التي لا يملون تكرارها: أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل ، وأرض الميعاد ، وغيرها من الشعارات التي تدل على العقلية التوسعية الاستعمارية لهذا الكيان الغاصب وساسته على اختلاف توجهاتهم.
ولئن كانت الظروف على الأرض لم تمكن هؤلاء الصهاينة من تحقيق أحلامهم نتيجة هزائمهم المتكررة هنا وهناك فإنهم لن يقبلوا أبدا أن يتركوا أرض الميعاد التي وعدهم الرب- بزعمهم – للفلسطينيين ليقيموا عليها دولة.
دولة الاحتلال تماطل
وحين قامت الانتفاضة الفلسطينية الأولى وما تبعها من انتفاضات ولم تستطع دولة الاحتلال القضاء عليها نتيجة صمود وقوة إرادة الشعب الفلسطيني رغم كل القسوة والبطش والتنكيل الذي واجهتهم به دولة الاحتلال فإن هذه الدولة قبلت بمبدأ التفاوض لا للوصول إلى حل يقوم على أساس الدولتين ، بل لكسب مزيد من الوقت حتى تحقق هذه الدولة ما تريد على الأرض بحيث يصل الجميع إلى اللحظة التي لا يجدون شيئا للتفاوض عليه ، وكان لا بد من إطفاء جذوة الانتفاضة فكانت الاتفاقات الهزيلة التي لم تحقق للفلسطينيين في الواقع سوى المزيد من الفقر وتحكم الدولة الصهيونية في الطرف الآخر وإن كان بصيغ مختلفة ، وبقيت المقاومة تؤرق هذا الكيان وتقض مضجعه وتوجه له الضربات الموجعة ، حتى عبر بعض قادتهم عن خوفه على مستقبل هذه الدولة اللقيطة، أمام هذا الوضع والتطورات التي حدثت بعد ذلك وآخرها دخول حركة حماس معترك العمل السياسي – وفوزها بالأغلبية- مع حفاظها على قدراتها كحركة مقاومة كان لا بد من فعل شيء، وكانت الحرب على حكومة حماس بدءا من تخويف الآخرين من الانضمام إليها وانتهاءً بفرض الحصار عليها ، ولكن الصمود الذي تحلى به الشعب الفلسطيني ومعه حركة حماس دفع أطرافا أخرى للعب دور في تقليم أظافر حماس عن طريق اغتيال كوادرها وإشاعة حالة الفوضى والقتل والإرهاب مما دفع الأوضاع إلى حالة التأزم التي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة.
لا تسلموهم لعدوهم
غزة التي يعيش بها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يراد لها الآن أن تكون سجنا كبيرا وأرضا جدباء لا يستطيع أهلها الحصول على لقمة العيش طمعا في أن ينتفض أهلها على حماس وبالتالي تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.
إننا هنا لسنا بصدد تقويم مدى صحة أو خطأ ما أقدمت عليه حماس ، لكننا نريد أن نلفت أنظار أمتنا العربية والإسلامية إلى أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن يتركوا أهل غزة فريسة لأعدى الأعداء: الجوع والفقر إضافة إلى العدو الصهيوني.
إن الأمة مطالبة اليوم من خلال الدول والشعوب والجمعيات الخيرية- وما أكثرها- بتوفير احتياجات قطاع غزة نصرة لهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه..." الحديث. وهو نفس ما كان يمكننا قوله لو حدث مثل ذلك للفلسطينيين في الضفة بقيادة أي فصيل من الفصائل.
وسيأتي الدور على آخرين
إن أشد ما أخشاه أن تقوم الأمة بإسلام أهل غزة لعدوهم من خلال انصراف الأمة عن مساعدة الفلسطينيين هناك وعندئذ نكون قد شاركنا عدونا الصهيوني جريمته في حصار أهلنا وقتل أطفالنا لا بالطائرات والرصاص فقط ولكن بالتجويع والحصار.
وإذا تحقق لليهود هذا الحلم فإنهم لن يقفوا عند هذا الحد بل سيبتلعون المزيد من الأرض وسيبطشون بالبقية الباقية من الكيانات والتنظيمات، فليست القضية قضية هذا التنظيم أو ذاك إنما هي قضية أمة يحسن عدوها اللعب على أوتار فرقتها لتحقيق مآربه، ولا يكاد يفرغ من أكل عضو من أعضائها حتى ينقض على عضو آخر، ولن يجدي عندها أن نعض أصابع الندم، فهلا أفاقت الأمة قبل أن تصل إلى الحال الذي تقول فيه:
أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض؟!.