المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فسيولوجيا التناسل عند الأغنام



عبدالرحمن زنونى
15-05-2010, 02:02 PM
فسيولوجيا التناسل عند الأغنام
الدورة التناسلية:تعتبرالأغنام من الحيوانات المستأنسة متعددة الدورات التناسلية ويتعلق تواتر الدوراتالتناسلية بالظروف البيئية والمناخية السائدة حيث أنه وفي البلدان ذات المناخالمعتدل على مدار العام والتي لا تتميز فيها الفصول والتغيرات المناخية بشكل واضحنجد أن الأغنام فيها بحالة نشاط جنسي وتناسلي على مدار العام ( أغنام متعددةالدورات التناسلية على مدار العام ) ومثال ذلك أغنام القطر المصري أما في البلدانالتي تتميز فيها فصول السنة والتغيرات المناخية بشكل واضح نلاحظ أن الأغنام فيهاتتميز بدورات شبق متتالية محصورة في فترة التناسل تسمى موسم التربية ( أغنام موسميةعديدة الدورات التناسلية ) مثال ذلك أغنام القارتين الآسيوية والأوربية .
وموسم التوالد عند هذه الأغنام يكون من أواخر الصيف ومعظم الربيع .
يبلغطول الدورة التناسلية عند الأغنام ( 16 - 19 ) يوماً وغالباً ( 17 ) يوماً .
وقد قام العلماء بتقسيم الدورة التناسلية إلى أربعة أطوار معتمدين بذلكعلى التغيرات التي تطرأ على المبيض والأعضاء التناسلية الأخرى و هذه الأطوار هي :

1- طور ما قبل الشبق : ومدته يومان.2- طور الشبق : ومدته 36:30ساعة.3- طور ما بعد الشبق : ومدته يومان .4-طور السكون : ومدته ( 11 - 12 ) يوم .ولا يوجد فاصل زمني بين هذه الأطوار وإنما كلٌ منهايُكمل الآخر والتغيرات الحاصلة في المبيض والأعضاء التناسلية الأخرى تنتقل تدريجياًمن طور إلى آخر .
أولاً : طور ما قبلالشبق Proestrusهو مرحلة تحضيرية للأطوار التالية حيث يزداد فيها إفرازالهرمونات الجونادوتروبينية الـFSH و LH بشكل ملحوظ من الفص الأمامي للغدةالنخامية وتصب في الدورة الدموية لتوجه تأثيرها إلى الجهاز التناسلي الأنثوي .

يفرزالهرمون المحفز لنمو حويصلات جراف الـ ( Hormone Stimulating Follicular) (FSH)من الخلايا القاعدية في الفص الأمامي للغدة النخامية تحت تأثير عامل شبيه بالهرمون RF.FSH ) وهذا بدوره يفرز من الجسم تحت المهادي ( Hypothalamus ) ويشترط لقيامهرمون الـ ( FSH ) بعمله على أكمل وجه تواجد نسبة ضئيلة من هرمون الإباضة الـ ( LH ) وتقدر بنسبة ( 1 - 10 ) حيث يعمل هرمون الـ (FSH ) على :

1- زيادة تركيز الـ (DNA) في نسيج المبيض مما يؤدي إلى نموه وتطوره.

2- نمو وتطور حويصلاتجراف .

3- زيادة إفراز هرمون الأستروجين من خلايا الغمد الداخلي لحويصلةجراف .

وتكون العلاقة بين هرموني الـ ( FSH ) وهرمون الأستروجين علاقة طرديةحتى مستوى معين وبعدها تنقلب العلاقة لتصبح علاقة عكسية فعندما يصل تركيزالأستروجين إلى ذلك المستوى فإنه يؤثر على الفص الأمامي للغدة النخامية فيقلل منإفراز الـ ( FSH ) و يكثر من إفراز الـ ( LH ) وهذا ما يعرف بالتغذية المرتدة والذيما يحدث قبل الإباضة مباشرةويستعمل هرمون الـ ( FSH ) في علاج خمول المبايض وبحالة انعدام الشبق شريطة عدم وجود نسيج لوتئيني ولإظهارالشبق عند الحيوانات غير الناضجة جنسياً .

ويتم الحصول على هذا الهرمون منخلاصة الغدة النخامية للكلاب والخيول والخنازير ومن مصل دم الفرس الحامل في الفترة) 120:60يوم) من الحمل حيث أنه يفرز من خملات بطانة الرحم للفرس الحامل ويصب فيالدم ويسمى بهذه الحالة الـ ( PMSG ) ( Pregnant Mare Serum Gonadotropin) أما فيالذكر فيعرف هذا الهرمون باسم الهرمون المولد للحيوانات المنوية ( Gametogenic Hormone) ) وهو هام جداً في تكوين وإنتاج الحيوانات المنوية حتى طلائع المني .

أما هرمون الإباضة ( Luteinizing Hormone ) الـ ( LH ) فيفرز من الخلاياالقاعدية في الفص الأمامي للغدة النخامية تحت تأثير عامل شبيه بالهرمون الـ ( RF.LH ) الذي يفرز من الجسم تحت المهادي حيث يتم إفراز الـ ( LH ) منذ بداية الدورةالتناسلية ولكن بنسبة ضئيلة والذي يشارك مع هرمون الـ(FSH ) في نضوج حويصلة جرافثم يزداد إفراز هذا الهرمون تدريجياً ليصل إلى أعلى مستوى له قبل التبويض مباشرةًحيث يعمل مع قليل من هرمون الـ ( FSH ) على تحرير البويضة من حويصلة جراف وبعدهايعمل مع هرمون البرولاكتين الـ ( LTH ) على تطوير الجسم الأصفر حتى نهاية الدورةالتناسلية .
أما إذا حدث إخصاب وحمل فيستمر الجسم الأصفر حتى منتصف فترةالحمل محافظاً على إفراز البروجسترون المسئول عن إتمام الحمل ثم يضمحل هذا الجسملتقوم المشيمة مقامه بإفراز البروجسترون حتى نهاية الحمل ويمكن استعمال هرمون الـ ( LH ) في علاج تحوصل حويصلات جراف بحيث يساعد هذا الهرمون على تشكيل الأنسجةاللوتئينية من الخلايا الحبيبية كما يستعمل أيضاً لعلاج الإجهاضات المتكررةبالمشاركة مع هرمون الـ ( LTH ) حيث تعطى الهرمونات بانتظام طول فترة الحمل عضلياًأو وريدياً كي تساعد على إفراز البروجسترون المسؤول عن إتمام الحمل .

ويتمالحصول على هرمون الـ ( LH ) من خلاصة الغدة النخامية للأغنام والأبقار ومن بولالمرأة الحامل في الفترة ( 30 - 60 ) يوم من الحمل حيث أنه يفرز من الغشاء السخدي ( Chorion ) للمرأة الحامل ويطرح عن طريق البول ويعرف هذا الهرمون في الذكر بإسمالهرمون الحاث للخلايا البينية ( I.C.S.H ) والذي يعمل على نمو وتطور الخلاياالبينية وحثها على إفراز هرمون التستوستيرون اللازم لعملية التحور من طلائع المنيإلى حيوانات منوية , وقد صنع حديثاً عوامل تحث على تحرر الـ ( LH ) .
وبالإضافة لتواجد عدة حويصلات جراف نامية ومتطورة في المبيض بهذا الطورنلاحظ تواجد جسم أصفر يتناقص فيه إفراز البروجسترون حتى يصل إلى أخفض تركيز له فينهاية هذا الطور ويستمر خلال طور الشبق كما ويحصل زيادة في نمو الخلايا المبطنةلقناة فالوب وزيادة تروية جدران الرحم وخاصة بطانته الداخلية و ارتخاء عنق الرحموتبدأ خلايا كوبلت الموجودة في عنق الرحم بإفراز سائل مصلي لزج شفاف يمكن ملاحظتهمن فتحة الفرج التي تبدو متورمة ومحتقنة ويتمثل السلوك العام للأنثى بنهاية هذاالطور بزيادة الاهتمام بالذكر.
ثانياً : طورالشبقEstrusوهي المرحلة التي تـُظهر فيها الأنثى الرغبة الجنسية وتبديميلها لقبول الذكر نتيجة لتأثير الأستروجين على الجملة العصبية المركزية مما يؤديإلى ظهور الحرارة الغريزية حيث يزداد تركيز الأستروجين بهذا الطور حتى يصل إلى حدهِالأعظم فيؤدي إلى تنبيه الجسم تحت المهادي ويحثه على إفراز الأوكسيتوسين ( Oxytocin ) والذي يختزن في الفص الخلفي للغدة النخامية ثم يصب في الدم ويزيد منإفراز هذا الهرمون في الدم ورود ومضات عصبية من الجهاز التناسلي أثناء الجماع أوالتلقيح الاصطناعي نحو الفص الخلفي للغدة النخامية.

وبنفس الوقت تفرز خلاياالرحم هرمون البروستاجلاندين حيث يعمل كلا الهرمونيين متآزرين على انقباض الخلاياالعضلية الملساء في الرحم وقناة فالوب ويكون اتجاه التقلصات نحو المبيض مما يساعدالحيوانات المنوية في الانتقال من مكان انصبابها في المهبل إلى مكان الإخصاب فيالأمبولا .

كما يؤثر كلا الهرمونيين على الخلايا العضلية الملساء الموجودة فيالغمد الخارجي لحويصلة جراف فيؤدي بالنتيجة إلى الإسراع بعملية التبويض .
ويشترط لقيام هرمون الأوكسيتوسين بعمله بشكل تام أن يسبقه تأثيرالأستروجين والكالسيوم كما ويطرح هذا الهرمون أثناء الولادة فيؤدي إلى زيادة تقلصعضلات الرحم وعضلات البطن ويساعد بالتالي في إتمام عملية الولادة ويؤثر أيضاً علىالألياف العضلية الملساء في حويصلات الحليب في الضرع فيؤدي إلى إخراج الحليب .
ومن الصعب كشف الشبق عند الأغنام في هذا الطور لكونهقصير جداً لذلك نلجأ إلى استخدام الكبش الكشاف ( كبش أُجري له استئصال الأسهرينووُسِم صدره بمادة ملونة يلون بها كفل الأغنام التي تكون بحالة شبق وتسمح له بالقفزعليها ) ومن العلامات الإكلينيكية التي قد تظهرها الأنثى وتدل على أنها بحالة شبقبدء الاضطراب وعدم السكون - قلة شهية - ضرب الأرض بالأرجل - البحث عن الذكر والمشيخلفه وقد تقفز عليه وتأخذ وضعية تساعد الذكر بالقفز عليها .
تحدث الإباضة في النصف الثاني من طور الشبق وتحديداًقبل حوالي ( 8 ساعات ) من نهاية الشبق حيث تنفجر حويصلة جراف واحدة أو اثنتينونادراً ثلاثة بفارق زمني بسيط وذلك بأثير هرمون الـ ( LH ) و الأوكسيتوسين أساساًوكمية قليلة من هرمونالـ ( FSH ) بالإضافة إلى زيادة الضغط داخل حويصلة جراف وفيأوعية المبيض الدموية فينساب السائل الحويصلي حاملاً معه البويضة في قناة فالوب حيثتكون زوائد قمع القناة في هذا الطور منتصبة وكأنها تحيط بالمبيض كي لا تقع البويضةفي التجويف البطني كما يحتوي السائل الحويصلي على هرمون البراديكانين ( Bradikynine ) والذي يكون بصورة غير فعالة وعندما يصل إلى قناة فالوب يتفاعل مع إفرازاتها ويصبحفعالاً مما يسبب ارتخاء قناة فالوب و استقرار البويضة في الأمبولا للمساعدة فيإتمام عملية الإخصاب وتبقى البويضة في القناة الناقلة محتفظة بكامل حيويتها ( 12 - 20 ) ساعة بعد التبويض أما الحيوان المنوي فيحتفظ بقدرته الإخصابية العالية لمدة ( 24 - 30 ) ساعة ضمن الجهاز التناسلي الأنثوي لذلك يكون الوقت المثالي للتلقيح ( الطبيعي أو الاصطناعي ) بعد بداية طور الشبق بـ ( 18 - 26 ) ساعة بشكل عام عندبداية اليوم الثاني .

وتحدث الإباضة غالباً في المبيض الأيمن لكونه أكثرفاعلية من المبيض الأيسر وبعد الإباضة تبدأ الخلايا الحبيبية المبطنة لحويصلات جرافبالتضخم والتحول إلى خلايا لوتئينية تحت تأثير هرمونالـ ( LH ) لتبدأ بعدها بإفرازهرمون البروجسترون وتدخل عندها الدورة التناسلية في طور ما بعد الشبق .
__________________
ثالثاً : طور ما بعد الشبق Metestrus
وهي المرحلة التي يكتمل بها تشكل الجسم الأصفر وذلك تحت تأثير هرمون الـ ( LH ) ويبدأ النسيج اللوتئيني بإفراز هرمون البروجسترون الذي يعمل على نمو الجهاز الغدي في بطانة الرحم وتكوين اللبن الرحمي كما يعمل على تهدئة الرحم ومنعه من التقلص وبالتالي فهو يساعد على إتمام عملية التعشيش واستمرار الحمل .

وارتفاع تركيز البروجسترون يؤثر على الغدة النخامية فيمنعها من إفراز هرموناتها الجونادوتروبينية الـ ( FSH و LH ) وبالتالي يمنع تكون حويصلات جراف ناضجة وظهور الشبق وبهذه المرحلة تُبدي الأنثى علامات اللامبالاة وتعود ردود الفعل الجنسية السلبية نحو الذكر وتعود شهيتها تدريجياً ويزول احتقان الطرق التناسلية و توذمها ويبدأ تشكل السدادة المخاطية في عنق الرحم ليتم بواسطتها عزل الرحم عن الوسط الخارجي ويعتبر طول هذا الطور مساوياً للفترة اللازمة لانتقال البويضة المخصبة من مكان الإخصاب ( الأمبولا ) إلى مكان التعشيش قرن الرحم .


رابعاً : طور السكون Diestrus
وهي مرحلة الجسم الأصفر والذي يستمر حتى نهاية الدورة التناسلية وذلك بتأثير هرمون الـ ( LTH ) البرولاكتين حيث يفرز هذا الهرمون من الخلايا الحامضية للفص الأمامي للغدة النخامية ويكون مسؤولاً عن استمرار الجسم الأصفر وبالتالي استمرار إفراز هرمون البروجسترون كما يعتبر هرمون الـ ( LTH ) المسؤول الأول عن بدء و استمرار إفراز الحليب وهو أيضاً مسؤول عن سلوك الأمومة عند الإناث البالغة ويشترط لقيام هذا الهرمون بعمله على أتم صورة أن يسبقه تأثير كل من هرموني الأستروجين و البروجسترون .

ويتميز هذا الطور ببلوغ إفراز البروجسترون أعلى مستوى له مع أعلى مستوى لهرمون الـ ( LTH ) وفي نهاية هذا الطور يبدأ الجسم الأصفر بالتقهقر ويتبعه تقهقر في إفراز البروجسترون مما يسمح للغدة النخامية بإفراز هرموناتها الجونادوتروبينية الـ ( FSH - LH ) لتنتهي الدورة التناسلية وتبدأ دورة تناسلية جديدة وهكذا حتى ينتهي فصل التربية وعندها تدخل الأغنام في طور اللاشبق الموسمي أو يتم إخصابها فتدخل بمرحلة الحمل وعندها يستمر إفراز هرمون الـ ( LTH ) وبذلك يستمر بقاء الجسم الأصفر الحملي حتى منتصف الحمل ثم يبدأ بعدها بالتقهقر لتقوم المشيمة مقامه بإفراز هرمون البروجسترون المسؤول عن إتمام الحمل حتى نهايته ( 150 يوم ± 5 ) وقبل الولادة مباشرة ً يحصل انخفاض مفاجئ بإفراز البروجسترون ويزداد إفراز هرمونالـ ( LTH ) ليحث الغدة اللبنية على بدء إفراز الحليب كما يتم إفراز كلاً من الأستروجين و الأكسيتوسين و الريلاكسين وهذا الأخير يفرز من المشيمة والرحم في المراحل الأخيرة من الحمل وهو المسؤول بالمشاركة مع هرمون الأستروجين عن ارتخاء الأربطة الحوضية وعنق الرحم وتفكك المواد الغرائية التي تربط بين عظمي العانة وتعمل هذه الهرمونات مجتمعة على إتمام الولادة وعودة الرحم إلى طبيعته .
و باختصار يمكن القول أن هرمون الأستروجين يسيطر لمدة - 3٫5 يوم ) من الدورة التناسلية ويشمل طوري ما قبل الشبق والشبق ( فترة حويصلة جراف ) بينما يسيطر البروجسترون لمدة ( 13 - 14 يوم ) من الدورة التناسلية ويشمل طوري ما بعد الشبق والسكون فترة الجسم الأصفر .