rosa damascena
05-11-2009, 03:56 AM
أنت مدعو لجلسة شتاء معنا
http://esyria.sy/sites/images/idleb/083825_2008_12_16_16_07_23.jpg
تتوارى ليالي الصيف خلف هذا الشتاء الذي أتى إلينا حاملا غلته من البرودة و الصقيع و الأمطار و الثلوج , تختفي تلك الحرارة التي ألهبت أجسادنا و جعلتنا نتصبب عرقا , لتحل مكانها حرارة الجلسة العائلية حول مدفأة المازوت القابعة في وسط غرفة المعيشة .
ضحكات و أحاديث تحاك حول تلك المدفأة التي تنوعت أشكالها في هذا الموسم . حتى غدت سيدة البضائع و أكثرها رواجا على الإطلاق .
زادت سماكة ألبستنا و طغى الصوف و الجوخ و الجلد المبطن بالفرو الناعم على الحرير و القطن و الموسلين , جسدنا الهزيل بات يوحي من بعيد بأنه مكنوز . لكن بالصوف هذه المرة .
رأيتها تسرع حاملة شيئا معدنيا بين كلتا يديها و قطرات المطر الغزيرة تغطي ملابسها ووجهها و أغراضها , لم تستطع إيقاف سيارة الأجرة و لكن انتظرت تحت قسوة الطقس سرفيس القرية (( الميكرو .....باص مصغر )) . كانت تحمل مدفأة صغيرة جدا و بعض الأكياس التي تحوي أغراضا بسيطة .
تلك المرأة لم يستر جسدها سوى جلباب رقيق جدا و رجفتها من البرد و المطر كانت واضحة لمن يراها .
دخلت منزلها و كان في أحد أزقة القرية . زقاق صغير ضيق تم تعبيده مرات عدة و تم حفره أكثر من مرة حتى غدا كخرقة مرقعة بكل ألوان السواد و التراب .
كعادتهم كانوا بإنتظارها جائعين و مرتجفين . ينادون أمهم التي لاحول لها و لاقوة . لم تكن ثيابهم أفضل من منظر زقاقهم المرقع و الملون . فكيف يكتسون الفرو و الموهير و الكشمير ووالدهم ودع الحياة منذ سنوات .
هل سندع هذا الشتاء دون أن نتذكر أن هناك من يسمونهم أرامل و يتامى بحاجة للزكاة و الصدقات ؟
هل سنشعل مدفأة في بيت أرملة بدل أن نشعل شمعة على ذكرى و رحيل؟
هل سنلبس هذا اليتيم الصوف كما نلبسه لأطفالنا ؟
هل سنرتاح و ننام على ريش النعام و تلك الأرملة تنام على حصيرة من القش و بيت صار مأوى للهوام ؟
هل نحن مسلمون ............................؟
إذا دعونا نتصدق لمثل تلك الأرملة و اليتامى .
http://esyria.sy/sites/images/idleb/083825_2008_12_16_16_07_23.jpg
تتوارى ليالي الصيف خلف هذا الشتاء الذي أتى إلينا حاملا غلته من البرودة و الصقيع و الأمطار و الثلوج , تختفي تلك الحرارة التي ألهبت أجسادنا و جعلتنا نتصبب عرقا , لتحل مكانها حرارة الجلسة العائلية حول مدفأة المازوت القابعة في وسط غرفة المعيشة .
ضحكات و أحاديث تحاك حول تلك المدفأة التي تنوعت أشكالها في هذا الموسم . حتى غدت سيدة البضائع و أكثرها رواجا على الإطلاق .
زادت سماكة ألبستنا و طغى الصوف و الجوخ و الجلد المبطن بالفرو الناعم على الحرير و القطن و الموسلين , جسدنا الهزيل بات يوحي من بعيد بأنه مكنوز . لكن بالصوف هذه المرة .
رأيتها تسرع حاملة شيئا معدنيا بين كلتا يديها و قطرات المطر الغزيرة تغطي ملابسها ووجهها و أغراضها , لم تستطع إيقاف سيارة الأجرة و لكن انتظرت تحت قسوة الطقس سرفيس القرية (( الميكرو .....باص مصغر )) . كانت تحمل مدفأة صغيرة جدا و بعض الأكياس التي تحوي أغراضا بسيطة .
تلك المرأة لم يستر جسدها سوى جلباب رقيق جدا و رجفتها من البرد و المطر كانت واضحة لمن يراها .
دخلت منزلها و كان في أحد أزقة القرية . زقاق صغير ضيق تم تعبيده مرات عدة و تم حفره أكثر من مرة حتى غدا كخرقة مرقعة بكل ألوان السواد و التراب .
كعادتهم كانوا بإنتظارها جائعين و مرتجفين . ينادون أمهم التي لاحول لها و لاقوة . لم تكن ثيابهم أفضل من منظر زقاقهم المرقع و الملون . فكيف يكتسون الفرو و الموهير و الكشمير ووالدهم ودع الحياة منذ سنوات .
هل سندع هذا الشتاء دون أن نتذكر أن هناك من يسمونهم أرامل و يتامى بحاجة للزكاة و الصدقات ؟
هل سنشعل مدفأة في بيت أرملة بدل أن نشعل شمعة على ذكرى و رحيل؟
هل سنلبس هذا اليتيم الصوف كما نلبسه لأطفالنا ؟
هل سنرتاح و ننام على ريش النعام و تلك الأرملة تنام على حصيرة من القش و بيت صار مأوى للهوام ؟
هل نحن مسلمون ............................؟
إذا دعونا نتصدق لمثل تلك الأرملة و اليتامى .