المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة النحل الحانوني



ابن الريف
14-09-2009, 02:07 AM
في المربع الشمالي الشرقي لقطاع غزة المحاصر تقع بلدة بيت حانون, بلدة ريفية كانت سابقا محاطة بحزام أخضر من بيارات البرتقال وأشجار النخيل وبساتين الخضرة. منذ سنين وجرافات المحتل الصهيوني وكل آلته الحربية البغيضة تطل من حين لآخر وكأنها أفعى مسعورة لتدمر كل معالم الحياة من شجر وحجر ولتحيل الحزام الأخضر الرائع الجمال الى صحراء قاحلة تندب ماضيها القريب وتشيع مزيد من الوحشة والبؤس.

أبونايف مزارع حانوني صلب, جذورة تعانق جذور الأشجار المقلوعة وتتنافس معها في الصمود والحياة, أبونايف كان يستضيفنا في ظلال أشجار البرتقال على كأس شاي معطر بمزيج من النعناع ورحيق أزهار الليمون.
في زيارتي الأخيرة له خلته كبدوي رحال ينصب خيمته في أعماق الصحراء ويتلحف السماء, قال لي دمروا كل شئ: البيت وبابور الماء واقتلعوا الأشجار حتى خلايا النحل داستها دباباتهم الحاقدة, لكننا ههنا صامدون والشكوى لغير الله مذلة. حدثني عما جرى وكأنه يتحدث عن أمر حل بشخص آخر, فرأسه مرفوعة وصوته قوي ووجهه باسم ابتسامة المنتصر. قال لي حرمونا حبة البرتقال فلجأنا لزراعة القمح وبالأمس حرقوا أيضا قمحنا.
برغم ما حل به وعائلته ومزرعته فكأس الشاي لم يغب عن جلستنا ولكنه كان بطعم آخر هذه المرة, تجمعت حولنا العشرات من النحل واصطف بعضها على حافة كأس الشاي, توقفت عن الشرب ولكنه شجعني قائلا: لا تخف منهم فهم أوفى صديق, هذا النحل هو من يشفي غليلي ويخفف من مصيبتنا, وارسل ببصره الى الحدود, الى السياج الفاصل بين أرض فلسطين المحتله وبين أرض فلسطين المنتهكة يوميا, هناك حيث تصطف آلات الدمار البغيضة وخلفها أشجار الكينيا التى زرعها أجدادنا, يطير النحل بشكل دائم ونشط الى حيث يجمع رحيق الأشجار المسلوبة ليعيدها الى أهلها وأصحابها الحقيقيين.

هذا النحل الحانوني رمز للصمود والتجذر والوفاء, اقتلع المحتل مصدر غذائه فطار بأجنحته اللطيفة الى هناك حيث يقبع المعتدي الجبان وعاد بما يحمل في جعبته الى المزارعيين الثكلى ليساهم في تضمييد جراحهم وليغذي أطفالهم لآنه يعرف جيدا أن هؤلاء الأطفال سيكبروا يوما ويثأروا من أعداء الزهور والحياه ويطردوا المحتل بعيدا بعيدا.

soulplants
14-09-2009, 04:57 AM
قصه جميله وكله عبر وموعض

شكرآ علي القصه الجميله

وكل سنه وانت طيب