محمود عبد الهادي
09-09-2009, 01:23 AM
الاستزراع السمكى ... ضرورةً وليس خياراً !
http://1.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqRFsuAAjBI/AAAAAAAAAHo/ZIU_o2oCNXI/s320/DSC07808.JPG
إن لاستزراع الاسماك فى مصر تاريخ ضارب فى القدم, فتقول بورجيس فى كتابها seafarm " ربما يكون قد زرع البلطى فى مصر الفرعونية , فعلى جدران مقابرها توجد صور فى سنة 2000 قبل الميلاد توضح عملية صيد اسماك البلطى من احواض زراعة السمك " , ويقول هيوت فى كتابه Text book of fish culture " ان المصريون القدماء بما قامو به من رسوم على الجدران ما يحمل الأعتقاد بان المصريون قد مارسوا زراعة الاسماك "
وبالرغم من هذا الا ان بعض المصريون الان لا يعلمون أهمية الاستزراع السمكى والدور الحيوى الذى يقوم به فى تحقيق الأمن الغذائى و زيادة الدخل القومى وتوفير فرص العمل والعملات الاجنية ( بطرقة غير مباشرة ) ودفع عجلة التنمية وجذب الاستثمار , و يتردد على مسامعنا اسئلة كثيرة لعل أشهرها , لدينا اكثر من 13 مليون فدان من المصائد المائية تسمح لنا بالاكتفاء الذاتى فما الداعى إذاً الى الاستزراع السمكى (اسماك المزارع )؟
نعم لدينا ما يقرب من 13 مليون فدان مائى لا كنها تعانى من الكثير من المشاكل وانتاجها فى تدهور مستمر ونسبة مساهمتها فى تغطية الاستهلاك فى تدنى .
أسباب تدهو أنتاج المصايد الطبيعية
فالبحر المتوسط بمثابة بحيرة مغلقة ومحاط بعدة دول "21 دولة" مما يعرضه للتلوث , و فى الوقت الحالى ومع بداية التطور الصناعى والتكنولوجى فى بداية هذا القرن بدأت ظاهرة تلوث البحر وبدا التوازن بين الانسان والطبيعة يختل حتى اصبح البحر الابيض من أكثر البحار تلوثا ويوصف بانه مريض , حيث تستمر دورة تغير مياه البحر الابيض حوالى 80 سنه تقريبا .
ويعانى البحر المتوسط من كافة أنواع التلوث سواء التلوث بالصرف ( الصناعى و الصحى و الزراعى ) أو التلوث الحراري او التلوث النفطي او التلوث الوراثى اوالتلوث الهرمونى اوالتلوث المدنى .
فيعتبر الساحل الشمالى من بورسعيد شرقا إلى الإسكندرية غربا من أكثر المناطق الساحلية تلوثا فالبيئة البحرية فى تلك المنطقة تستقبل نحو 750 مليون متر مكعب من الصرف الصحى ونحو 500 مليون متر مكعب من مخلفات الصناعة السائلة كل عام. وفى منطقة غرب الإسكندرية وحدها يتم صرف حوالى 2000 مليون متر مكعب من المخلفات سنويا من مصرف العموم وبحيرة مريوط، وفى شرقى الإسكندرية يستقبل خليج ابو قير نحو 700 مليون متر مكعب من مخلفات الصناعة من منطقة كفر الدوار الصناعية والطابية بالإسكندرية سنويا.
وتحمل المصارف الزراعية ما يزيد على 16 مليار متر مكعب فى السنة من الماء المحمل بالمخلفات الزراعية والصناعية ومخلفات الصرف الصحى إلى بحيرات شمال الدلتا. وتعتبر بحيرة المنزلة وبحيرة مريوط وكذلك البرلس وإدكو مستنقعات شديدة التلوث، تتبادل هذا التلوث مع البحر الأبيض المتوسط بحرية تامة.
ويقول الدكتور "جابر الدسوقي" الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس: "إن تلوث المياه بمخلفات الصرف الصحي هو الأخطر؛ حيث يصعب التعرف على ما تحمله من سموم ومخلفات بأنواعها المختلفة وخاصة المذيبات العضوية التي يصعب التعرف عليها بعكس المعادن الثقيلة، ويؤدي هذا النوع من التلوث إلى حدوث خلل في مكونات الماء مثل انخفاض نسبة الأكسجين فيه وزيادة ثاني أكسيد الكربون، فتصبح البيئة البحرية قبالة هذه السواحل غير صالحة للحياة".
في حين يقول د."على أحمد" الأستاذ بالمعهد القومي لعلوم البحار "المتوسط هو أقدم بحار العالم.. وربما يكون أول بحر تكتب شهادة وفاته قريبا جدا؛ لأن البحر التاريخي تحولت شواطئه لمقالب قمامة رسمية، وتعرضت مدنه الساحلية للتآكل، حتى رماله جردناه منه، فبعض الدول تقوم بعملية قتل غير رحيم له يوميا، والأرقام الدالة عليها مفزعة، والجريمة أكبر من أن نسكت عليها".
http://4.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqGamd3DCII/AAAAAAAAAHA/gtnZz6z11Wg/s320/462044.jpg
وأوضح أن مشكلة البحر المتوسط تبدأ من كونه بحرا شبه مغلق؛ بسبب عدم اتصاله مع بحار أخرى إلا من خلال مضيق جبل طارق مع المحيط الأطلسي، وقناة السويس مع البحر الأحمر، وقناة البسفور مع البحر الأسود، لكن مشكلته الأهم تكمن في وجود ما يقارب 150 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية المحيطة بالبحر المتوسط في وقت يصل مجموع سكان الدول المتوسطية إلى حوالي 424 مليون شخص، ونسبة نمو تصل إلى 1.3%، بالإضافة إلى وصول 170 مليون سائح سنويا إلى المنطقة؛ مما يشكل ثلث حركة السياحة في العالم تقريبا.
وقال أستاذ علوم البحار:"إن بعض التقارير الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة تؤكد أن نسبة إلقاء مياه المجاري فيه تصل من 70 إلى 85 % من دون أي معالجة"، كما أشارت نفس التقارير إلى رمي نفايات المصانع الساحلية وغير الساحلية؛ حيث يقوم حوالي 60 مصنعًا لتكرير البترول برمي 20 ألف طن من النفط سنويا في البحر.
كذلك فقد احتلت السجائر مرتبة عالية على قائمة مصادر تلوث مياه البحار. فقد تحققت منظمة صون المحيطات المشاركة في إعداد التقرير ألأممي، من أن السجائر تمثل 28 في المئة في المتوسط من النفايات التي تصب في مختلف بحار العالم. وفي حالة البحر الأبيض المتوسط وحده، تمثل علب السجائر و فلترها 40 في المئة من النفايات التي تكب في مياهه .
وأشار التقرير إلى أن سمكة أبو سيف ذات المنقار الطويل ليست مهددة بالانقراض بسبب الصيد. لكنها مهددة بأن تتحول جميعها إلى الجنس الأنثوي بسبب التلوث الهرموني الذي يشهده البحر المتوسط والذي يساهم في تعزيز الجنس الأنثوي بين الأسماك. ووفقا للتقرير، يشهد البحر المتوسط حالة من عدم الاستقرار.
بالاضافة الى ذلك يحصل تلوث حراري للبحر بأعقاب "استرداد الطاقة" والتي تقوم بها محطات توليد الطاقة فهي تضخ مياه ساخنة الى البحر وتسبب تغييرات بالحياة الحيوانية والطحالب في المنطقة .
والتلوث النفطي عن طريق حوادث السفن يعتبر أهم مصادر التلوث على الاطلاق نظرا لما يحدثه من أضرار كبيرة بالموارد السمكية بوجه خاص والموارد الطبيعية بوجه عام.
http://2.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqGamOBSg6I/AAAAAAAAAG4/2dWHve3X8EI/s320/7_367681484.jpg
البحر يتلوث أيضا بشكل غير مباشر كل سنة يتغلغل الى البحر المتوسط عن طريق الغلاف الجوي نوتريانتيس رصاص وملوثات أخرى مصدرها تلوث الجو , بعض التلوث يصل حتى الى منطقتنا عن طريق المركبات الآلية والصناعة في مركز وغرب أوروبا .
الى جانب جميع التلوثات السابق الحديث عنها، فإن الإنسان أحدث أضراراً أخرى بالبيئة البحرية نتيجة ادخاله أنواعا من الاحياء غريبة عن المنطقة التي ادخلت بها.. يستوردها من مكان وبدخلها في مكان آخر غريب عنها وسط احياء مختلفة عن مخالطيها في بيئتها الأصلية فيخل بالتوازن بين الاحياء البحرية، مما يعتبر هذا تلوثا وراثيا، وقد أدى فتح قناة السويس واتصال مياه البحرين الأحمر والأبيض المتوسط إلى ظهور حوالي 250 نوعا من أحياء البحر الأحمر في مياه البحر الأبيض المتوسط، من ذلك نوع قنديل البحر روبيليما نوماديكا Rhopilema nomadica، مما قلل من المحصول السمكي بشرق البحر الأبيض المتوسط وأثر تأثيراً واضحاً في سياحة الشواطئ .
وقدّم الدكتور ممدوح عباس، الأستاذ في «المعهد المصري لعلوم البحار»، بحثاً ( المؤتمر الدولي الثاني عن الثروات المائية - وعقد المؤتمر تحت عنوان "الإدارة الساحلية المتكاملة والتنمية المستدامة "), أشار فيه إلى أن البحر المتوسط تعرّض لغزو كبير من الكائنات البحرية من المحيطين الأطلسي والهادئ, وبيّن أن كثيراً منها بدأت الغزو منذ فترة طويلة، وبيّن أن الكائنات الغازية تشمل أيضاً سمك «القرّاد الأسود» الذي يُسمى أيضاً «سمك الأرنب» لأن شكل أسنانه يشبه ما يملكه الأرنب .
http://1.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqEOuYcUGFI/AAAAAAAAAGo/5evwxqoE6nA/s320/u24291207.jpg
وأوضح عباس أن «سمك الأرنب» سام، لكن فمه ليس فيه غدة تفرز السم، كما هو شائع، بل تتراكم المواد السامة في أسنانه بسبب تحلّل غذائها الذي يشمل نوعاً من الطحالب الخضر السامة. وأشار إلى انتشاره على طول الساحل الشرقي للمتوسط، بسبب الميل الى عدم تصيّده، وهو قرار غير صالح خصوصاً ان تلك الأسماك عدوانية تأكل الأسماك الصغيرة و اليرقات السمكية. وأوضح عباس أن «سمك الأرنب» يشكّل تهديداً قوياً للثروة السمكية في البحر المتوسط، ما يعني ضرورة صيده وإبادته، مع التنبيّه إلى ضرورة عدم استخدامه كطعام للماشية والدواجن لأن سمّه لا يزول بأي نوع من التحضير .
أضف الى ذلك مشكلة الصيد غير الرشيد والذى يقضى على الرصيد السمكى وكذلك مشكلة انخفاض خصوبة البحر ومافيا الزريعة .
كل تلك العوامل ساهمت فى انخفاض انتاجية البحر المتوسط , إلا ان سكوت نيكسون وهو عالم أمريكي متخصص في علوم البحار كان له راى أخر فى دراسة علمية حديثة نُشرت مؤخرًا في مجلة "أمريكان ساينتست" الشهيرة (عدد مارس - إبريل 2004)
فقال أن زيادة كميات الأسمدة الزراعية مع زيادة كميات المخلفات الآدمية التي تصرف في البحر، سواء مباشرة أو غير مباشرة مع ضغوط الزيادة السكانية وتزايد الأنشطة الصناعية في منطقة الدلتا خلال العقدين الماضيين.. قد عوض مصايدها السمكية بشكل أو آخر عن كميات السماد العضوي الطبيعي التي احتجزها السد العالي، ومن هنا بدأت تستعيد تلك المصايد عافيتها وثرواتها السمكية المفقودة . أى أن ما سببه كل من السد العالي وقنوات الدلتا بالسلب على الثروة السمكية قد ردته أنشطة الإنسان الصناعية والزراعية والتجارية إلى سيرتها الأولى التي كانت عليها قبل بناء السد .
وبالرغم كل ما ذكرناه من تلك الملوثات وشدتها إلا ان سكوت يبدو أنه لايهوى السكوت ويواصل البحث من أجل إثبات صدق افتراضاته ( منشف دماغة على الاخر ) .
تابع المقال فى المشاركة التالية
__________________
http://1.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqRFsuAAjBI/AAAAAAAAAHo/ZIU_o2oCNXI/s320/DSC07808.JPG
إن لاستزراع الاسماك فى مصر تاريخ ضارب فى القدم, فتقول بورجيس فى كتابها seafarm " ربما يكون قد زرع البلطى فى مصر الفرعونية , فعلى جدران مقابرها توجد صور فى سنة 2000 قبل الميلاد توضح عملية صيد اسماك البلطى من احواض زراعة السمك " , ويقول هيوت فى كتابه Text book of fish culture " ان المصريون القدماء بما قامو به من رسوم على الجدران ما يحمل الأعتقاد بان المصريون قد مارسوا زراعة الاسماك "
وبالرغم من هذا الا ان بعض المصريون الان لا يعلمون أهمية الاستزراع السمكى والدور الحيوى الذى يقوم به فى تحقيق الأمن الغذائى و زيادة الدخل القومى وتوفير فرص العمل والعملات الاجنية ( بطرقة غير مباشرة ) ودفع عجلة التنمية وجذب الاستثمار , و يتردد على مسامعنا اسئلة كثيرة لعل أشهرها , لدينا اكثر من 13 مليون فدان من المصائد المائية تسمح لنا بالاكتفاء الذاتى فما الداعى إذاً الى الاستزراع السمكى (اسماك المزارع )؟
نعم لدينا ما يقرب من 13 مليون فدان مائى لا كنها تعانى من الكثير من المشاكل وانتاجها فى تدهور مستمر ونسبة مساهمتها فى تغطية الاستهلاك فى تدنى .
أسباب تدهو أنتاج المصايد الطبيعية
فالبحر المتوسط بمثابة بحيرة مغلقة ومحاط بعدة دول "21 دولة" مما يعرضه للتلوث , و فى الوقت الحالى ومع بداية التطور الصناعى والتكنولوجى فى بداية هذا القرن بدأت ظاهرة تلوث البحر وبدا التوازن بين الانسان والطبيعة يختل حتى اصبح البحر الابيض من أكثر البحار تلوثا ويوصف بانه مريض , حيث تستمر دورة تغير مياه البحر الابيض حوالى 80 سنه تقريبا .
ويعانى البحر المتوسط من كافة أنواع التلوث سواء التلوث بالصرف ( الصناعى و الصحى و الزراعى ) أو التلوث الحراري او التلوث النفطي او التلوث الوراثى اوالتلوث الهرمونى اوالتلوث المدنى .
فيعتبر الساحل الشمالى من بورسعيد شرقا إلى الإسكندرية غربا من أكثر المناطق الساحلية تلوثا فالبيئة البحرية فى تلك المنطقة تستقبل نحو 750 مليون متر مكعب من الصرف الصحى ونحو 500 مليون متر مكعب من مخلفات الصناعة السائلة كل عام. وفى منطقة غرب الإسكندرية وحدها يتم صرف حوالى 2000 مليون متر مكعب من المخلفات سنويا من مصرف العموم وبحيرة مريوط، وفى شرقى الإسكندرية يستقبل خليج ابو قير نحو 700 مليون متر مكعب من مخلفات الصناعة من منطقة كفر الدوار الصناعية والطابية بالإسكندرية سنويا.
وتحمل المصارف الزراعية ما يزيد على 16 مليار متر مكعب فى السنة من الماء المحمل بالمخلفات الزراعية والصناعية ومخلفات الصرف الصحى إلى بحيرات شمال الدلتا. وتعتبر بحيرة المنزلة وبحيرة مريوط وكذلك البرلس وإدكو مستنقعات شديدة التلوث، تتبادل هذا التلوث مع البحر الأبيض المتوسط بحرية تامة.
ويقول الدكتور "جابر الدسوقي" الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس: "إن تلوث المياه بمخلفات الصرف الصحي هو الأخطر؛ حيث يصعب التعرف على ما تحمله من سموم ومخلفات بأنواعها المختلفة وخاصة المذيبات العضوية التي يصعب التعرف عليها بعكس المعادن الثقيلة، ويؤدي هذا النوع من التلوث إلى حدوث خلل في مكونات الماء مثل انخفاض نسبة الأكسجين فيه وزيادة ثاني أكسيد الكربون، فتصبح البيئة البحرية قبالة هذه السواحل غير صالحة للحياة".
في حين يقول د."على أحمد" الأستاذ بالمعهد القومي لعلوم البحار "المتوسط هو أقدم بحار العالم.. وربما يكون أول بحر تكتب شهادة وفاته قريبا جدا؛ لأن البحر التاريخي تحولت شواطئه لمقالب قمامة رسمية، وتعرضت مدنه الساحلية للتآكل، حتى رماله جردناه منه، فبعض الدول تقوم بعملية قتل غير رحيم له يوميا، والأرقام الدالة عليها مفزعة، والجريمة أكبر من أن نسكت عليها".
http://4.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqGamd3DCII/AAAAAAAAAHA/gtnZz6z11Wg/s320/462044.jpg
وأوضح أن مشكلة البحر المتوسط تبدأ من كونه بحرا شبه مغلق؛ بسبب عدم اتصاله مع بحار أخرى إلا من خلال مضيق جبل طارق مع المحيط الأطلسي، وقناة السويس مع البحر الأحمر، وقناة البسفور مع البحر الأسود، لكن مشكلته الأهم تكمن في وجود ما يقارب 150 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية المحيطة بالبحر المتوسط في وقت يصل مجموع سكان الدول المتوسطية إلى حوالي 424 مليون شخص، ونسبة نمو تصل إلى 1.3%، بالإضافة إلى وصول 170 مليون سائح سنويا إلى المنطقة؛ مما يشكل ثلث حركة السياحة في العالم تقريبا.
وقال أستاذ علوم البحار:"إن بعض التقارير الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة تؤكد أن نسبة إلقاء مياه المجاري فيه تصل من 70 إلى 85 % من دون أي معالجة"، كما أشارت نفس التقارير إلى رمي نفايات المصانع الساحلية وغير الساحلية؛ حيث يقوم حوالي 60 مصنعًا لتكرير البترول برمي 20 ألف طن من النفط سنويا في البحر.
كذلك فقد احتلت السجائر مرتبة عالية على قائمة مصادر تلوث مياه البحار. فقد تحققت منظمة صون المحيطات المشاركة في إعداد التقرير ألأممي، من أن السجائر تمثل 28 في المئة في المتوسط من النفايات التي تصب في مختلف بحار العالم. وفي حالة البحر الأبيض المتوسط وحده، تمثل علب السجائر و فلترها 40 في المئة من النفايات التي تكب في مياهه .
وأشار التقرير إلى أن سمكة أبو سيف ذات المنقار الطويل ليست مهددة بالانقراض بسبب الصيد. لكنها مهددة بأن تتحول جميعها إلى الجنس الأنثوي بسبب التلوث الهرموني الذي يشهده البحر المتوسط والذي يساهم في تعزيز الجنس الأنثوي بين الأسماك. ووفقا للتقرير، يشهد البحر المتوسط حالة من عدم الاستقرار.
بالاضافة الى ذلك يحصل تلوث حراري للبحر بأعقاب "استرداد الطاقة" والتي تقوم بها محطات توليد الطاقة فهي تضخ مياه ساخنة الى البحر وتسبب تغييرات بالحياة الحيوانية والطحالب في المنطقة .
والتلوث النفطي عن طريق حوادث السفن يعتبر أهم مصادر التلوث على الاطلاق نظرا لما يحدثه من أضرار كبيرة بالموارد السمكية بوجه خاص والموارد الطبيعية بوجه عام.
http://2.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqGamOBSg6I/AAAAAAAAAG4/2dWHve3X8EI/s320/7_367681484.jpg
البحر يتلوث أيضا بشكل غير مباشر كل سنة يتغلغل الى البحر المتوسط عن طريق الغلاف الجوي نوتريانتيس رصاص وملوثات أخرى مصدرها تلوث الجو , بعض التلوث يصل حتى الى منطقتنا عن طريق المركبات الآلية والصناعة في مركز وغرب أوروبا .
الى جانب جميع التلوثات السابق الحديث عنها، فإن الإنسان أحدث أضراراً أخرى بالبيئة البحرية نتيجة ادخاله أنواعا من الاحياء غريبة عن المنطقة التي ادخلت بها.. يستوردها من مكان وبدخلها في مكان آخر غريب عنها وسط احياء مختلفة عن مخالطيها في بيئتها الأصلية فيخل بالتوازن بين الاحياء البحرية، مما يعتبر هذا تلوثا وراثيا، وقد أدى فتح قناة السويس واتصال مياه البحرين الأحمر والأبيض المتوسط إلى ظهور حوالي 250 نوعا من أحياء البحر الأحمر في مياه البحر الأبيض المتوسط، من ذلك نوع قنديل البحر روبيليما نوماديكا Rhopilema nomadica، مما قلل من المحصول السمكي بشرق البحر الأبيض المتوسط وأثر تأثيراً واضحاً في سياحة الشواطئ .
وقدّم الدكتور ممدوح عباس، الأستاذ في «المعهد المصري لعلوم البحار»، بحثاً ( المؤتمر الدولي الثاني عن الثروات المائية - وعقد المؤتمر تحت عنوان "الإدارة الساحلية المتكاملة والتنمية المستدامة "), أشار فيه إلى أن البحر المتوسط تعرّض لغزو كبير من الكائنات البحرية من المحيطين الأطلسي والهادئ, وبيّن أن كثيراً منها بدأت الغزو منذ فترة طويلة، وبيّن أن الكائنات الغازية تشمل أيضاً سمك «القرّاد الأسود» الذي يُسمى أيضاً «سمك الأرنب» لأن شكل أسنانه يشبه ما يملكه الأرنب .
http://1.bp.blogspot.com/_u8EwKSrjZj4/SqEOuYcUGFI/AAAAAAAAAGo/5evwxqoE6nA/s320/u24291207.jpg
وأوضح عباس أن «سمك الأرنب» سام، لكن فمه ليس فيه غدة تفرز السم، كما هو شائع، بل تتراكم المواد السامة في أسنانه بسبب تحلّل غذائها الذي يشمل نوعاً من الطحالب الخضر السامة. وأشار إلى انتشاره على طول الساحل الشرقي للمتوسط، بسبب الميل الى عدم تصيّده، وهو قرار غير صالح خصوصاً ان تلك الأسماك عدوانية تأكل الأسماك الصغيرة و اليرقات السمكية. وأوضح عباس أن «سمك الأرنب» يشكّل تهديداً قوياً للثروة السمكية في البحر المتوسط، ما يعني ضرورة صيده وإبادته، مع التنبيّه إلى ضرورة عدم استخدامه كطعام للماشية والدواجن لأن سمّه لا يزول بأي نوع من التحضير .
أضف الى ذلك مشكلة الصيد غير الرشيد والذى يقضى على الرصيد السمكى وكذلك مشكلة انخفاض خصوبة البحر ومافيا الزريعة .
كل تلك العوامل ساهمت فى انخفاض انتاجية البحر المتوسط , إلا ان سكوت نيكسون وهو عالم أمريكي متخصص في علوم البحار كان له راى أخر فى دراسة علمية حديثة نُشرت مؤخرًا في مجلة "أمريكان ساينتست" الشهيرة (عدد مارس - إبريل 2004)
فقال أن زيادة كميات الأسمدة الزراعية مع زيادة كميات المخلفات الآدمية التي تصرف في البحر، سواء مباشرة أو غير مباشرة مع ضغوط الزيادة السكانية وتزايد الأنشطة الصناعية في منطقة الدلتا خلال العقدين الماضيين.. قد عوض مصايدها السمكية بشكل أو آخر عن كميات السماد العضوي الطبيعي التي احتجزها السد العالي، ومن هنا بدأت تستعيد تلك المصايد عافيتها وثرواتها السمكية المفقودة . أى أن ما سببه كل من السد العالي وقنوات الدلتا بالسلب على الثروة السمكية قد ردته أنشطة الإنسان الصناعية والزراعية والتجارية إلى سيرتها الأولى التي كانت عليها قبل بناء السد .
وبالرغم كل ما ذكرناه من تلك الملوثات وشدتها إلا ان سكوت يبدو أنه لايهوى السكوت ويواصل البحث من أجل إثبات صدق افتراضاته ( منشف دماغة على الاخر ) .
تابع المقال فى المشاركة التالية
__________________