المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أثر الازمة المالية العالمية علي القطاع الزراعي السوداني



محمد عبد السلام
05-04-2009, 01:17 PM
أثر الازمة المالية العالمية علي القطاع الزراعي السوداني



السودان قطر زراعي وذلك بفضل ما حباه الله به من موارد طبيعية حيث يمتلك حوالي مليون ميل مربع أي نحو 600 مليون فدان وتنوع المناخ من طقس شبه استوائي في جنوب السودان الى طقس شبه معتدل في الشمال وعلى ساحل البحر الاحمر فضلا عن ذلك يسبق السودان العديد من الاقطار النامية في الانتاج الزراعي حيث يعود تاريخ البحوث الزراعية الى مطلع القرن العشرين . كل ذلك أدى الى تنوع المحاصيل الغذائية كالذرة – القمح – الدخن – الارز – والذرة الصفراء والمحاصيل الزيتية والمحاصيل الصناعية فضلا عن مختلف المحاصيل البستانية وبفضل هذه الموارد الزراعية الضخمة يقوم القطاع الزراعي بتامين الغذاء وتوفير المواد الخام للصناعات التحويلية على سبيل المثال لا الحصر يوفر اكثر من 80% من إنتاج العالم من الصمغ العربي ويعتمد اكثر من 80% من السكان على القطاع الزراعي .
لذلك نجد ان القطاع الزراعي يؤثر في الاقتصاد الوطني كما يتأثر بما يجري في الاقتصاد العالمي من أرتفاع أسعار المدخلات الزراعية وإنخفاض أسعار البترول وغيرها من العوامل التى تؤثر على الطلب العالمي للسلع الزراعية وفي ذات السياق نجد إن الازمة المالية التي ضربت الاسواق المالية العالمية ستؤدي الى إعادة النظر في كثير من الممارسات التي أصبحت تعتبر من ثوابت النظام الرأسمالي العالمي والنظرية الاقتصادية ومن أهم أسباب هذه الازمة أولاً جعل المال سلعة وليس وسيلة لتسهيل تداول السلع مما كان له أكبر الاثر في هذه الازمة ثانيا غياب الشفافية وتأخر الافصاح عن الخسائر الى أن تراكمت بهذا الحجم وتعاظم حجم الخسائر وبلوغها درجة الازمة ثالثا زيادة حجم المديونية وإزدياد عجز الميزان التجاري سنويا.
ومما سبق فان كل الدلائل تشير الى أن هنالك أثار سالبة للازمة المالية العالمية على الدول العربية وبالاخص السودان فمن المتوقع على المدى القريب أن يستمر تراجع اسعار النفط الخام والتى بلاشك اثرت بدورها على موازنة العام 2009م مما سيكون لها الاثر السالب على تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية المقترحة في برنامج النهضة الزراعية كما من المتوقع إنخفاض الصادرات الزراعية مثل الاقطان والسمسم نتيجة لانهيار جزء من تلك الشركات العاملة في هذا المجال كما من المتوقع إنخفاص الصادرات البستانية نتيجة لزيادة معدل التضخم و نسبة البطالة و إنخفاض دخول العاملين في البلدان العربية والاوربية اما في مجال السلع الاساسية فقد شهدت أسعار السلع الاساسية إنخفاضا ملحوظا فعلى سبيل المثال إنخفضت أسعار القمح من 550 دولارللطن الى 180 دولار للطن وأسعار العدس من 1800 – 900 دولار للطن كما إنخفضت أسعار الارز بنسبة تجاوزت ال25%. وهذا مؤشر خطر نحو التزام الدولة بسياسة توطين القمح.
وليس من المستبعد أن يكون هنالك أثر مباشر على المزارعين في إمكانية حصول المنتجين الزراعيين على التمويل اللازم لشراء مدخلات الانتاج كما انه يتوقع إرتفاع اسعار مدخلات الانتاج نسبة لغياب شركات عالمية عن السوق نتيجة لهذه الازمة وكذلك المزارع مواجه بتحدي انخفاض اسعار المنتجات الزراعية في الاسواق المحلية والعالمية على الاقل في المدى القريب لحين وضع الحلول الاسعافية موضع التنفيذ .
وللخروج من هذا النفق المظلم وتلافي حدوث هذه الازمة في السودان يجب ان تتخذ التدابير الاتية
- اعطاء القطاع الزراعي الاولوية القصوى في الخطط الانمائية وزيادة نصيبه من الاجمالي من الدخل القومي من اجل تحقيق الامن الغذائي والتحصن ضد اخطار الاحتكار الدولي.
- تحسين مناخ الاستثمار بشكل يسهم في زيادة التدفقات المالية البينية .
- الاستفادة من التكتلات الافريقية و العربية اقتصاديا في اطار الاسواق المشتركة.
- تنمية التبادل التجاري بين الدول العربية والافريقية والقاء القيود .
- تنمية وتطوير القدرات والعمل على امتلاك واكتساب المعرفة التقنية .
- الاهتمام بالتنمية الريفية المستدامة بشكل متوازن
- مضاعفة الدور التمويلي الذي تقوم به مؤسسات التمويل.


أ.محمد سعد علي بيومي
اخصائي ارشاد زراعي وتنمية ريفية
biyumi2000[at]yahoo.com

رابط الموضوع : http://ttea.gov.sd/mgala%20arshef%202.htm

محمد عبد السلام
06-04-2009, 07:12 AM
الاخوة و الاخوات : قصدنا من عرض هذا الموضوع نقل تأثير الازمة المالية الخانقة على القطاع الزراعى و بالرغم من أن المقال ركز على السودان لكن نعتقد أن الحال سيكون مطابقاً لبقية الدول العربية التى تعتمد على الزراعة النباتية و الحيوانية كمصدر رئيس من مصادر الدخل القومى ... أرجو أن نكون وفقنا فى فتح هذه النافذة للنقاش ...

ALI_ABDUALAZEEZ
06-04-2009, 10:02 AM
في العراق بسبب الديون المتراكمه من النظام السابق ولانه حديث العهد ولم يتورط مع البنوك العالميه الكبرى
فلم تاثر به الازمه الماليه الاثر الكبير
بل صرح وزير الماليه ان هناك فائض 70 مليار دولار بعد ان كان العراق مديونا
وما زالت الحكومه تشتري الحنطه وبسعر مدعوم يصل الى 900 الف دينار عراقي ما يعادل 760 $ دولار

محمد عبد السلام
06-04-2009, 12:07 PM
في العراق بسبب الديون المتراكمه من النظام السابق ولانه حديث العهد ولم يتورط مع البنوك العالميه الكبرى
فلم تاثر به الازمه الماليه الاثر الكبير
بل صرح وزير الماليه ان هناك فائض 70 مليار دولار بعد ان كان العراق مديونا
وما زالت الحكومه تشتري الحنطه وبسعر مدعوم يصل الى 900 الف دينار عراقي ما يعادل 760 $ دولار
نتمنى أن يبقى العراق بعيداً عن هذه الدوامة العالية ... فيكفيه ما هو فيه !!!

ALI_ABDUALAZEEZ
06-04-2009, 12:22 PM
شكرا لمشاعرك النبيله وابعدكم الله عن هذه الازمه في السودان وفي كل الدول الشقيقه

م.حنان بيلونة
07-04-2009, 07:58 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا استاذ محمد عبد السلام على هذا الموضوع واعتقد الازمة الاقتصادية العالمية الحالية سوف تشكل عبأ كبير على دول العالم وخاصة الفقيرة منها والله يسترنا
وشكرا

محمد عبد السلام
08-04-2009, 07:18 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا استاذ محمد عبد السلام على هذا الموضوع واعتقد الازمة الاقتصادية العالمية الحالية سوف تشكل عبأ كبير على دول العالم وخاصة الفقيرة منها والله يسترنا
وشكرا
الاخت حنان : بالاضافة الى مشاكل القطاع الزراعى العديدة اضيفت له هذه المشكلة ونتمنى أن يعى القائمين على الزراعة هذه المشكلة و يبدأوا فى اتخاذ الاجراءات اللازمة لتخفيف اثارها ....

majed dolle
10-04-2009, 10:34 AM
السلام عليكم
اخي محمد عبد السلام دائما مواضيعك جميلة ومحفزة ودسمة ..لماذا لا اعرف ...وحتى اختيارك ونقلك لهذا الموضوع اثارني واستفزني ولكني كنت مشغولا في الايام الماضية وتوقعت ان يتطور النقاش فيه اكثر من الاخوة والاخوات ولكن يبدو ان هذا الموضوع لم يقرأ من قبلهم جيدا فهو من صلب اللحظة وما يتلو .. فالعالم يواجه مشكلة ازمة اقتصادية احد جوانبها زراعي اما نحن فمعضمنا بلدان زراعية رغما عن انفننا ومهما تجملنا وازمتنا مع هذا القطاع متراكمة وموغلة الفي القدم واقتصادنا قائم على ذلك وليس على سيقان المنتجعات ...ودعني ابدء في نقاشه متخذا من الشقيقة السودان مثلا جميعنا يعرف انه يمثل الحالة نفسها لدى اشقائه الاخرين وان تباينت واختلفت نسبيا معتمدا في هذا على ما ادعيه من بعض الفكر الديمقراطي ورحابة صدرك كما عرفناك ..وشجعني على ذلك معرفتي ان السودان بدء ينهض بزراعة قمحه ويعتمد على نفسه
منذ اوائل السبعينات من القرن الماضي ومنذ ايام الاتحاد العربي الرباعي وانا اسمع مقولة السودان سلة غذاء العرب لما حباه الله من امكانيات طبيعية وجغرافية وبشرية ومنذ ذلك التاريخ الى اليوم لم اجد ترجمة لهذه المقولة بل العكس اضطرابات حروب داخلية وخارجية انقلابات عدم استقرار مجاعات وفتن وماالى ذلك ..اين هي سلة الغذاء ودعني اسميها سلة كرامة المواطن العربي ... فلا كرامة لشعب ينتظر بواخر الاخرين لتطعمه وهو قادر على اطعام نفسه وهو حال غالبيتنا ....واين هي من تامين الغذاء للشعب السوداني الشقيق بكل فئاته ..ما هي المشكلة ..هل هي فعلا ازمة حكومات وخطط اقتصادية ام هي اكبر من ذلك ..ولماذا هذا الوضع المتردي من الفقر الذي يعم اخواننا في السودان كما يعم اغلب بلداننا العربية الاخرى – اكبر دولة عربية 40%من عدد سكانها يعيشون تحت خط الفقر - ان ما وهبنا الله من طبيعة وامكانيات هي ليست الى الابد ثابتة ومستمرة فالمياه في تناقص والبشر في تزايد والجميع يبشر بحروب المياه القادمة لتزيد الاعباء من جديد وما سمعنا عن مؤتمر المياه في تركيا الشهر الماضي لا يبشر احدا بالخيروناقوس الخطر دق من فترة طويلة جدا ...فمن اين ياتي الخير على الزراعة في اوطاننا وخاصة ما نواجهه حاليا من ازمة اقتصادية عالمية - ولست خبيرا اقتصاديا ولكن الدراسات موجودة وبشر بها رئيس وزراء بريطانيا براون اثر توليه الحكم بعد توني بلير ولم افهم عندها ما يعني- وهذه الازمة شبيهة بازمة 1928التي سمعنا عنها من اجدادنا باسم سنوات الجوع و سنوات ام عظام ووووهي السنوات التي هيئت للحرب العالمية الثانية ودفعت ثمنها الدول الصغيرة والفقيرة اضعاف ما دفعته الدول الكبرى المتحاربة من فقر وقتل وجهل وتجهيل ... اين نحن من اقتصاد العولمة والشركات المتعددة الجنسيات والاموال العابرة للقارات ومفاعيلها ....والله لا اعرف ..وسوف انتظر الشهور القادمة لاتفرج على عمالقة الاقتصاديين العرب في هذه المواجهة ان اعطاني الله عمرا
السياسات الاقتصادية في دول العالم لا توضع كردود افعال انية – كما يحدث في سوق الهال المحلي – بل توضع الخطط لعشرات السنوات القادمة ويكون معبرا عن توجه سياسي اجتماعي اقتصادي يكون معبرا عن مشاريع الدول التي تضمن لها امن قومي يحميها ويضمن وجودها وامن افرادها – هل يمكن لاحدكم ان يقول لي أي مشروع وطني قومي تحمله دولنا القطرية المسماة بالعربية يحمي وجود هذه الدول – هل تطوير الزراعة ياتي من فراغ وبمعزل عن واقع الدولة ومشروعها القومي للامن لقد سميت بالامن الغذائي وكيف للجوعى ان يقاتلون من اجل مبدء ويحمون اوطانهم وولائهم للقصعة ...هل سوف تقاتلون بالشعارات مثلما يحدث كلما تصيبنا مصيبة وتدعون الله دون عمل فانا ابشركم ان السماء لاتمطر ذهبا ولا فضة وحتى الامطار في انحسار وحتى صلاة الاستسقاء لن تستجاب اذا كان احدهم منافقا فكيف بمجموع منافق يطلب الماء من الله
العالم يتجمع ويعقد المؤتمرات الاقتصادية في مواجهة هذه الازمة وغيرها ويشكل اتحادات ضخمة واتفاقيات دولية وعالمية والشركات الكبرى تتحد وتندمج ونحن اعطانا الله حب التفتت والتقزم بحجج وبغير حجة حتى اصبحنا ننقسم تارة باسباب جغرافية وقبلية او عشائرية وحتى وولاءات خارجية تافهة جلبت الويلات له تاريخيا وتارة دينية وطائفية عسى ان يكون من الطائفة المنصورة والله لن ينصر احدا لايحب لاخيه كما يحب لنفسه ...وتريدون تحقيق امن غذائي ..كيف ...هل تعلم ان الساعة لن تعمل اذا فقد منها أي قطعة ومهما صغرت فما بالك بانك لاتملك من قطع هذه الساعة الا سير ربطها على معصمك الذي يظهر في الصورة وانت مبتسم ..
اطلت واعتذر وربما ماكتبه ليس الا مدخلا للموضوع وكثير من النقاط احببت ان اناقشها وخاصة ماذا نريد من الدولة .. وما هو دور الاستثمار الخاص في تطوير الزراعة ..وانتظر فتح النقاش حول ازمة والواقع الزراعي المتخلف في خيمنا العربية والله لا تحتاج اكثر من هذه التسمية
وشكرا

محمد عبد السلام
11-04-2009, 09:33 AM
الاخ ماجد : تحياتى و شكرى لهذا الحماس المنقطع النظير ... حقيقة و كما ذكرت فاننا فى الوطن العربى نكون دائماً فى موقع المتلقى نتفرج و نتفرج حتى تصل الكارثة الينا و عندها نجرى هنا و هناك نبحث عن حلول اسعافية و اخرى تجميلية لكننا دائماً نكون أكبر الخاسرين ...
و نحن فى السودان جزء من هذا الكل و التأثير لدينا أكبر لأننا نكاد نعتمد على الزراعة بنسبة شبه كاملة .. قد يكون للاخرين فرصة الهروب الى قطاعات اخرى و لكننا و للاسف ليس لدينا مهرب .. السودان بلد زراعى كبير و هو حقيقة احدى سلال العالم ولكننا كنا ندير هذا القطاع بطريقة تقليدية ... نزرع القطن منذ ما يقارب المئة عام لكن القطن تغيرت سوقه و استخداماته خلال هذه الفترة ... التكلفة الانتاجية لكل المحاصيل عالية جداً و ذلك يحد من مقدرتنا من التنافس فى السوق العالمية ... و أحد مشاكنا الرئيسية هو ادارتنا للقطاع الزراعى بالعاطفة ... صدقنا مقولة أخواننا العرب أننا سلة غذاء العرب و نمنا على الوعود المتتالية منهم بالدعم ... لكن نسينا أو تناسينا أن رأس المال جبان خصوصاً و لو كان عربياً فخير لهم أن يضعوا أموالهم فى صناديق مضمونة الربح بدل المخاطرة فى بلد تسوده الفوضى و تمزقه الحروب و لا ألومهم على ذلك فهذا حقهم ... لكنى حقيقة ألومهم على الوعود البراقة التى قطعوها و لا زالوا يقطعونها .... أضف الى ذلك مشاكل السياسة ومطامع الدول الكبرى فى السودان الارض البكر بثرواته و الذى من الاسهل لهم التعامل مع كيان ضعيف يستجيب للضغوط فلذلك عملوا على اضعافه ... بقى شئ أخير أن السياسات الاقتصادية كانت و حتى وقت قريب تدار على طريقة الاقتصاد الاشتراكى و الذى يفرض امتلاك الدولة لادوات الانتاج و تقديم سلع و خدمات مدعومة من الدولة للمواطنيين مما ارهق ميزانية الدولة و أدخلها فى دوامة لا أول لها و لا اخر ... هذا كان وضعنا حتى وقت قريب .. لكن تغير الحال ... كيف ؟ (تابع )...

محمد عبد السلام
11-04-2009, 10:12 AM
الاخ ماجد : عندما وصل السيل الزبى فى السودان وتضاعفت الضغوط ... ترك الساسة الامر لأهل الزراعة وطلبوا منهم وضع استراتيجية جديدة قابلة لللتطبيق تنتشل القطاع الزراعى من وهدته .... و تداعى أهل الزراعة من أبناء السودان لوضع الاستراتيجية الزراعية لعقد من الزمان وفق قواعد منها :-
1- اتباع سياسة السوق الحر و التى تعطى المنتج السعر الحقيقى لمنتجه.
2- دعم سياسات التسليف الزراعى عن طريق البنك الزراعى .
3- اتباع الحزم التقنية المناسبة المقترحة بواسطة المتخصصين لرفع كفاءة الانتاج.
4- توطين زراعة القمح ببواسطة بذور محسنة مخصصة لجو السودان الحار .
5- زراعة المحاصيل النقدية بناءاً على طلب السوق العالمى والتقليل من زراعة المحاصيل التقليدية.
6- فتح أسواق جديدة و تفعيل اليات التسويق المختلفة و الاهتمام بشكل المنتج النهائى (التغليف .. التدريج ... شكل السلع ....).
7- تشجيع الصناعات التحويلية بدلاً من تصدير المواد الخام .
هذه الخطوط العامة تلتها اليات و خطوات عملية على الارض لتفعيلها نتجت عنها شراكات اقتصادية مع دول شرق أسيا و الصين بمليارات الدولارات بالاضافة الى الدعم السياسى وتخلف العرب عن الركب كالعادة فى دخول الاستثمار فى السودان .. ولا أذيع سراً ان قلت أن السودانيين قد تركوا الوعود العربية أخيراً وراء ظهورهم ووضعوا أرجلهم على الطريق الصحيح فان حضر العرب فاهلاً بهم ... لكن زمن الركض و الانتظار قد ولى الى غير رجعة ... وفى ظل انهيار الصناديق السيادية العربية بفعل الازمة المالية العالمية يبدو أن الخيار السودانى مطروحاً .... لكن نقول أن المارد السودانى بدأ يستعيد عافيته لكن لا زال أمامنا الكثير و الكثير جداً لنفعله لكننا و الحمد لله اخيراً على المسار الصحيح ... اللهم أبعد عننا الفتن ما ظهر منها و ما بطن .... أمين

العراقي انا
12-04-2009, 11:57 AM
شكراً لأخي محمد لاثارة هذا الموضوع

بتصوري تتفاوت تبعات هذه الازمة العالمية على اقتصاد الدول المختلفة

تبعاً لنوع الاقتصاد في تلك الدول وترى الدول التي اعتمدت الاقتصاد الحر هي

الاكثر تضرراً كالولايات المتحدة والتي بشر الكثير من المحللين بانهيار هذه

الامبراطورية الاقتصادية نزولا الى الدول التي تعتمد الاقتصاد المختلط وهذه فيها

شقين اعتماداً على درجة غنى الدولة فالتي امتلكت احتياطي جيد استطاعت

التدخل بشكل مدروس واستطاعت السيطرة على التدهور الحاصل في الاسواق

نتيجة الازمة المالية العالمية كدول الخليج العربي مثلاً اما التي تعاني محدودية

الموارد فاعتقد انها ستبقى رهينة هذه الازمة لسنوات اخرى كثيرة.

أما الدول التي تعتمد اقتصاد الدولة فهي الاقل تضرراً بنظري وان كان فيها كلام

ايضاً فهناك تفاوت في التأثر تبعاً لمواردها المحلية وتجد منها دولاً اعتمدت

الاقتصاد المغلق كما في حالة العراق مثلاً والذي تاثر بشكل محدود بل قد تجده

مستفيداً من انهيار الاسواق العالمية فهو يعتمد كلياً على الاستيراد ولهذا وقع

مثلاً اتفاقية طويلة الامد مع استراليا لاستيراد القمح ولكن مع ذلك هناك عاملين

مهمين هما البارزان في تاثر العراق بالازمة المالية العالمية الاول اسعار النفط

والتخوف من نزولها الناتج والمورد الرئيسي للعراق والثاني انحسار الاستثمار

الاجنبي في العراق للشركات الاجنبية والتي عانت الامرين من الازمة

الاقتصادية دفع الكثير منها الى تقليص اعمالها وهيكلة منشأتها والتي

كان يعول عليها العراق كثيراً في اعادة اعماره.

وللموضوع بقية تبعاً لتطور النقاش


تحياتي

أخوكم ابو عبد الله

محمد عبد السلام
12-04-2009, 12:33 PM
أخى أبو عبد الله ... تحياتى لهذا الرد المنطقى ... لكن حقيقة تأثر الاقتصاديات الحرة كانت نتيجة للمضاربات فوق قيمة الاصول ولعلك لاحظت أن الازمة بدأت بالشركات العقارية ... فالتأثير كان نتيجة للسياسات الخاطئة مما فرض على الدولة التدخل و هذا بالطبع ينافى اليات و سياسات السوق الحر ... الاقتصاديات المختلطة كالسودان مثلاً تدعم المنتج بتقديم التسهيلات المالية و تساعد فى التسويق لكن لا تقدم دعم مادى فالسوق حر و بالتالى تجد كل الاطراف مستفيدة ... المنتج الذى ضمن بيع سلعته بسعر منافس و استفاد من التسهيلات المالية و سياسات التسويق و المستهلك الذى يشترى السلعة حسب سعرها الحقيقى بالتالى فرض قيمة الخدمات و السلع التى ينتجها أو يقدمها حسب اليات السوق و الحكومة التى رفعت يدها عن دعم المنتج و المستهلك و تخلصت من عبء الرقابة و توزيع الاسمدة والبذور على المزارعيين و مراقبة زراعتها و استلام الانتاج و توزيعه باسعار مدعومه للمستهلكين و محاربة السوق السوداء ... أما الاقتصاديات المغلقة أى الاقتصاديات الاشتراكية و التى تفرض تحكم الدولة بكل شئ حقيقة تراجعت كثيراً بعد سقوط الاتحاد السوفيتى و اتجاه روسيا نحو الرأسمالية و حتى الصين بدأت تدير اقتصادها بشئ من الرأسمالية فلا أعتقد أن من الحكمة اتباع هذه الطريقة بعد أن تخلى عنها أهلها ... وللحديث بقية

عمار جابر
25-08-2009, 12:24 AM
شكرا اخي محمد علي الموضوع , ولكني اري اننا في السودان ليست لدينا سياسات زراعية واضحة , ولكن كل منا يزرع حسب هواه , والاهتمام بالتقانات الحديثة في الانتاج الزراعي محصورة في مناطق معينة , والدولة ليست لها اي يد في دعم ومتابعة الزراعة

محمد عبد السلام
25-08-2009, 08:34 AM
شكرا اخي محمد علي الموضوع , ولكني اري اننا في السودان ليست لدينا سياسات زراعية واضحة , ولكن كل منا يزرع حسب هواه , والاهتمام بالتقانات الحديثة في الانتاج الزراعي محصورة في مناطق معينة , والدولة ليست لها اي يد في دعم ومتابعة الزراعة
الاخ عمار :
السياسات موجودة على الورق و تطبق حقيقة فى بعض المجالات ... لكنى أتفق معك أنه تسود الفوضى بعض المجالات و يختلط الحابل بالنابل لكن غالباً تكون المشكلة فى التطبيق

kaliph
01-08-2011, 11:49 PM
كنت قاعد بدور على معلومات عن الأزمة العالمية و ايه هيه و كده و إيه السبب فيها و لقيت كل اللى انا عاوزه فى اللينك ده أرجو الرد
الأزمة العالمية (http://www.incommarketing.com/training-and-seminars/training-courses/110-arabic-crisis-train.html)

حسن الشيخ
15-07-2012, 12:19 AM
الاخ/ محمد عبدالسلام
السلام عليكم ..............
ارجوا المواصلة في موضوعك القيم بعد مرور هذه الفترة الزمنية .. والان اغلب الدول العربية اتجهت نحو الاستثمار في الزراعة ونري في السودان اقبال كبير من المستثمرين العرب وهذا طبعا مؤشر ايجابي ولكن الا توافقني الراي بانه لابد من تتجه سياسة الدولة ايا كانت ( السودان او غيره من الدول العربية ) الي المزارع الصغير واصحاب الاراضي الزراعية الغير مزروعة لقلة الامكانيات في خط موازي للاستثمارات الكبيرة لتوفر لهم عن طريق وزارة الزراعة والبنوك المتخصصة مدجلات التقانة الزراعية الحديثة من اليات وحاصدات وطلمبات ومواسير الري الحديث واجهزة الري المحوري باسعار ها الحقيقية وبهامش ربح لا يتجاوز 5% وان لا يترك امر هذه الشريحة عرضة لاصحاب رؤوس الاموال الذين تتجاوز ارباحهم 100% .. وانا علي يقين بان هذه المشاريع الصغيرة ايا كان اتاجها بقليل من التدريب والاهتمام سوف تسد احتياج اي بلد عربي لانهم اصحاب مهنة حقيقيون وفي تنوع منتجاتهم رحمة وبركة للمواطن في المقام الاول ..

محمد عبد السلام
15-07-2012, 07:56 AM
أخى حسن : اذا تركنا الاوضاع السياسية الحالية جانباً لأنى حقيقة لا أتفق مع الكثيرين الذين يعولون على قدوم الربيع العربى الى السودان ... أقولها و للأسف الربيع العربى لن يمر على السودان فالدولة ممسوكة بقوة من قبل تنظيم الاخوان المسلمين و ليس من الممكن أن تحارب تنظيماً عقائدياً متجذر بقوة المال و السلاح ببضع مظاهرات هنا وهناك .... ما علينا.... أعتقد أنه فى ظل الوضع الحالى فان الاعتماد على الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة هو الحل على الاقل مرحلياً و يمكننا الاستفادة من تجربة بنغلاديش فى مجال التمويل الاصغر ....