المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زراعة القمح في حوران



محمد العشوة
28-02-2009, 12:46 AM
زراعة القمح في حوران
تعد زراعة القمح من الزراعات الإستراتيجية في سورية نظرا لدورها الكبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي المرتبطين ارتباطا وثيقا بالأمن القومي وللقمح في سورية أنواع ولكل نوع ميزاته وصفاته إلا أن القمح يعتبر القمح الحوراني من أشهر الأقماح المحلية لما يتمتع به من صفات عامة جيدة، وحول زراعة القمح في سهل حوران التقرير التالي..
يتبع القمح الحوراني إلى العائلة النجيلية وهو من مجموعة الأقماح ذات المكسر القرني الملائمة للزراعة في الظروف المناخية لسورية.
وللقمح الحوراني عدة سلالات منها الحوراني الطويل و الحوراني القصير ومنتخب 27 وحوراني نووي.
ويشير المهندس الزراعي غالب الجهماني إلى أن القمح الحوراني كان يزرع بمساحات واسعة في اغلب المحافظات السورية ولاسيما في محافظة درعا التي ينسب إليها.
وساعدت تربة حوران الخصبة ومناخها الملائم هذا الصنف على الاستمرار و التميز موضحا أن صنف القمح الحوراني هو صنف ربيعي مبكر ذو طور خضري و إنتاجي قصير سنابله بيضاء مصفرة مكتظة عالية الخصوبة ساقه فارغة وتبنه جيد جداً للاستهلاك الحيواني نظرا لما يتميز به من طراوة و نعومة متوسطة طوله من 100 إلى 130 سم وزن الحبة من 40 -50 ملغ العمر من الإنبات حتى الحصاد حوالي 190 يوماً وهو حساس للإصابة بمرض الصدأ الأصفر وصدأ الساق الأسود والتضخم المغطى إذا صادف ظروف ملائمة لانتشار هذه الإصابات.
وأشار الجهمانى إلى أن هذا النوع من القمح هو اقل حساسية للتفحم السائب و غير مقاوم للضجعان الرقاد ويتميز بمقاومته للصقيع وتحمله الكبير للجفاف وللحرارة المفاجئة المرتفعة في طور الخزن الغذائي للحبوب. يتميز هذا النوع من الأقماح بارتفاع نسبة البروتين حيث تقدر بـ 3ر12 3ر14 بالمئة وهو غنى بالغلوتين ومطلوب عالمياً لما يتمتع به من الصفات التكنولوجية العالمية حيث تصنع منه المعجنات والمعكرونة و يستخرج منه النشا و هو مفضل للمجدرة والبرغل والفريكة.
وأضاف الجهمانى أن للقمح الحوراني صفة وراثية هامة تتمثل بميله للعطاء و التوافق الكبير مع الأصناف الأخرى في برامج التربية حيث يعتبره علماء التربية مورثاً ممتازاً في البرامج البحثية و يستطيع إعطاء صفاته للأصناف الأخرى المشاركة في برامج التربية بسهولة و يقدر إنتاج الهكتار الواحد منه ب 1500 3000 كيلوغرام.
وأشار الباحث نضال شرف إلى أن الإنسان الحوراني كان قد عرف زراعة القمح منذ آلاف السنين و قبل غيره من الشعوب وهو ما أكده العالم الروسي فيفلوف عام 1931 مضيفاً أن بداية زراعة القمح الأولى كانت في منطقة حوران و تحديدا حول روافد نهر اليرموك و الزيدى والهرير والعلان حيث تطورت ومنذ الألف التاسع قبل الميلاد الأدوات المستخدمة في الزراعة وهو ما تشير إليه أدوات الصوان الخاصة بالحصاد وأحجار الطاحون التي تم العثور عليها والتي تبين أن الإنسان هجر الالتقاط العشوائي لحبوب القمح وبدأ بزراعة القمح معتمدا عليها كمصدر هام في حياته الغذائية.
وبين شرف أن مدينة عشترة الأثرية في حوران كانت مصدرا لهذه الزراعة وتكريماً لهذه المدينة عبد كنعانيو الداخل الآلهة عشتروت آلهة الخصب والخير كما عرف إلهً خاصا للحصاد سمي موت مشيرا إلى أن أرض حوران عرفت الكثير من أساطير القدماء و الاحتفالات بمناسبات المواسم وقدمت القرابين والأضاحي على سهول وتلال حوران كما نقشت السنابل على النقود والسواكف ووضعت حزم القمح في البيوت تكريماً لهذا المنتج.
وأضاف شرف أن ابتكار المحراث خلال الفترة الرومانية واكتشاف الدورة الزراعية و اهتمام الرومان والغساسنة في تطوير الأرض واستصلاحها ودعم الفلاح أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج القمح حيث سميت حوران باهراءات روما وكان إنتاج حوران من القمح يكفى حاجة روما العظمى ويصدر قسماً منه إلى مصر ويخصص قسم من ريع الإنتاج لخدمة المعابد و إقامة الطقوس الدينية مشيراً إلى أن أسواق حوران مثل سوق بصرى وسوق اذرعات و سوق دير أيوب أسهمت في تنشيط التبادلات التجارية وتصدير القمح الحوراني والطحين إلى الكثير من مناطق العالم مشيراً إلى انه بفضل تشجيع الفلاح الحوراني على زيادة الإنتاج ومنحه جزءاً من الضريبة في العهد الإسلامي حيث أصبح القمح الحوراني في زمن الخليفة عمر بن الخطاب دعامة من دعامات اقتصاد الدولة.
وتشير كثرة الخانات في حوران خلال فترة المماليك وعلى الطرق التجارية من دمشق إلى فلسطين والجزيرة العربية ومصر التي كانت مركزاً لتبادل المنتجات ومنها القمح ووجود عشرات المطاحن المائية على مصادر المياه إلى أهمية القمح الحوراني بالنسبة لتلك الشعوب.
ولفت شرف إلى أن الدولة العثمانية اعتمدت على القمح الحوراني و أقامت محطات لجمع الضريبة خاصة في المزيريب ودير أيوب وقامت مع استخدام السكك الحديدية بإنشاء مراكز لجمع الحبوب من حوران لدعم الجيش.
كما نشطت زراعة القمح في حوران خلال الحرب العالمية الأولى وكانت كميات القمح تشحن عبر القطارات إلى اسطنبول وأدى نقص القمح الحوراني وتوقف الأفران عن إنتاج الخبز و احتكار ما تبقى في الخانات إلى ثورة دمشق عام 1747 .
وبين الباحث شرف أن الكثير من الباحثين و العلماء العرب و الأجانب كتبوا عن مادة القمح الحوراني حيث وصف الجغرافي المقدسي الذي زار حوران في القرن العاشر مدينة نوى بأنها معدن الأقماح والحبوب كما كتب العالم بركهات الذي زار حوران في عام 1810 ميلادي عن القمح الحوراني وإنتاجه وعن الصعوبات التي تواجه الفلاح واصفاً القمح الحوراني بأنه ناتج اقتصادي عالمي.
وقال القنصل الروسي لدى الدولة العثمانية الذي زار حوران بأن محصول القمح هو فخر حوران وأن حوران مخزن القمح وصومعة سورية التي يصدر إنتاجها عن طريق حيفا وعكا لافتاً إلى أن إبراهيم باشا أكد على ضرورة دعم الفلاح الحوراني وأمر الجيش بمكافحة أسراب الجراد التي انتشرت في حوران بسبب حاجته الماسة للقمح الحوراني.

saad12383
04-03-2009, 02:54 AM
شكرا لكم
شكرا لكم
شكرا لكم
شكرا لكم
شكرا لكم
شكرا لكم