المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخلفات الصناعات الغذائية وتأثيرها في البيئة وصحة الإنسان



خالد خليل
05-04-2007, 09:07 PM
د. طلعت الخطيب
أستاذ الرقابة الصحيةعلى الأغذية
جامعة أسيوط – مصر

شهدت السنواتالأخيرة للألفية الثانية تقدما هائلا وثورات تكنولوجية وصناعية مذهلة حتى أطلق علىهذا القرن «قرن الثورات العلمية وقرن الالكترونات والجينات» كما حدث تداخل وتعاونكبير بين العلوم وبعضها البعض مما أدى إلى إحداث تلك الثورات في مجال الصناعةوالتكنولوجيا

إلا أن العديد من الصناعات والاختراعات كانت لها آثار جانبية ضارة وخطيرة، والحديث هنا سوف ينصب على أهم التطورات والتقدم الحادث في مجال الإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية ومدى تأثير ذلك في البيئة، التي بالطبع سوف تؤثر سلبا في صحة الإنسان.
لقد أحدث التقدم العلمي في مجال الصناعة والإنتاج الغذائي ثورة حقيقية من حيث الكم والكيف والنوع، والمثال على ذلك الزيادة الرهيبة في الإنتاج باستخدام الهندسة الوراثية والأنواع العديدة من المنتجات الغذائية المستحدثة ذات الأصل الحيواني أو النباتي وهكذا. وهنا نلاحظ أن التقدم هذا شمل زيادة كبيرة في الصناعات التقليدية وتطورا لها، كما شمل الصناعات الغذائية الحديثة وغير التقليدية مثل الاختراعات الخاصة بمستلزمات تكنولوجيا الصناعات الغذائية وطرق الإعداد والتجهيز والنقل والتخزين والتوزيع وغيرها، وفي المقابل لوحظ أن العديد ممن شمله هذا التطوير في مجال الصناعات الغذائية تحديدا نتجت عنه مخلفات كثيرة أحدثت تأثيرا ضارا بالبيئة التي تعتبر الشغل الشاغل الآن لكثير من العلماء والمتخصصين، بل لا نبالغ إذا قلنا أن تلوث البيئة من أهم المشاكل التي تواجه حكومات العالم بلا استثناء وبالذات في الدول المتقدمة. فالبيئة كما هو معروف هي الوسط المحيط بالإنسان يؤثر فيها ويتأثر بها، وهنا سوف نركز على أهم الصناعات الغذائية، ما حدث لها من تطور وما هو تأثير هذا التطور في البيئة المحيطة مع التركيز على أهم النقاط الواجب اتخاذها من قبل أصحاب القرار لمنع أو التقليل من التأثير الضار في البيئة وبالتالي حماية صحة الإنسان التي تعتبر الهدف الأسمى والتي من أجلها تبذل المحاولات للحفاظ على بيئة نظيفة غير ملوثة.

الصناعات الغذائية والعلاقات الدولية
إن الاعتقاد السائد لدى الإنسان العادي هو أن تلوث البيئة ما هو إلا نتيجة انبعاث أبخرة المصانع ودخان السيارات والقمامة المنزلية وحسب، إلا انه توجد كثير من مصادر التلوث معروفة وغير معروفة. فالإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية العديدة تشكل واحدة من أهم واخطر الصناعات التي عرفها الإنسان في القرن العشرين حيث يمكن القول أنها تتساوى أو تزيد من حيث الأهمية على صناعة السلاح من نواح عدة، اقتصادية وسياسية وحربية. فقد أصبح الإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية تلعب دورا كبيرا في مجالات العلاقات الدولية بين الدول بعضها البعض في مجالات التصدير والاستيراد وأصبح العديد من المنتجات الغذائية (أو ما يطلق عليه المنتجات الغذائية الإستراتيجية) يتحكم في إنتاجها دول بعينها تستطيع من خلالها فرض هيمنتها على الدول الأخرى، والأمثلة عديدة. كما توجد أنواع أخرى حديثة التصنيع جديدة الاكتشاف أيضا أظهرت العديد من الدول تفوقا ملحوظا في إنتاجها وبالتالي في توزيعها. ومن هنا حدث التنافس بين دول العالم في مجال الإنتاج من حيث الزيادة في الإنتاج وبالتالي الاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير أو إدخال أصناف جديدة ومصانع جديدة وزيادة عددها في كل أنحاء المعمورة فالملاحظ وبالذات في الدول النامية أن مصانع ومزارع إنتاج المواد الغذائية ازدادت في عددها ونوعية إنتاجها، وهذا هو الجانب المضيء في العملية. إلا انه ونتيجة لهذا السباق المحموم وكثرة مصانع إنتاج وتصنيع المواد الغذائية أدى إلى خلق مخلفات كثيرة مختلفة في الكم والنوع، تلك المخلفات إن لم تعامل المعاملة السليمة للتخلص منها فإنها سوف تزيد من مشاكل تلوث البيئة، وهذا هو الجانب المظلم في العملية.
إن المخلفات الناتجة عن زيادة الإنتاج الزراعي ومصانع الأغذية عديدة وكثيرة وسوف نحاول رصد وحصر أهم أنواعها المؤثرة في البيئة محاولين تركيز الضوء بعض الشيء على الآثار الصحية لها ومحاولين إيجاد أسلم الطرق وأسهلها للتخلص منها وتجنب مخاطرها، من تلك المخلفات ما يأتي:
1 - مخلفات الإنتاج الزراعي الحقلي.
2 - مخلفات مصانع الخضر والفاكهة.
3 - مخلفات مصانع اللحوم.
4 - مخلفات مصانع الأسماك.
5 - مخلفات صناعة الألبان ومنتجاتها.

وسنأتي على شرح تلك الأنواع من المخلفات بالتفصيل إن شاء الله

خالد خليل
05-04-2007, 09:09 PM
1 - مخلفات الإنتاج الزراعي الحقلي
يلاحظ في العديد من الدول التي تحتاج إلى زيادة مواردها الزراعية لكي تساير المتطلبات الزائدة الناتجة عن الزيادة السكانية أن المشاكل البيئية بها تكون واضحة، وهذا بالطبع يدفع المهتمين بالشأن العام بالبيئة للأخذ بعين الاعتبار حماية البيئة كمفتاح استراتيجي لتطوير الإنتاج الزراعي وذلك للموازنة بين عملية التطوير الزراعي وحماية البيئة.
إن عملية التطوير في الصناعات الغذائية والإنتاج الزراعي أدت إلى نتائج مؤثرة بالبيئة على سبيل المثال استخدام الأسمدة المختلفة والعديد من المبيدات الحشرية وإضافات العلائق ومياه الري تلعب دورا كبيرا في زيادة الإنتاج الزراعي، إلا انه وللأسف الشديد هناك العديد من مصادر مياه الري لها تأثيرات كبيرة في البيئة حيث يمكن الإشارة إلى أن مصادر المياه سواء الأرضية أو السطحية تختلف من منطقة إلى أخرى حيث تلوث تلك المياه بالمبيدات الحشرية وبقايا السماد حيث تؤثر عملية إخراج الأمونيا في نمو النباتات كما يظهر التأثير الواضح في عمليات الأمطار الحمضية المعروفة مما يسبب تراكم المعادن الثقيلة في التربة وبالرغم من ذلك فان الزراعة لها تأثير مفيد في البيئة وهي العملية المعروفة بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وإخراج الأكسجين من خلال عملية التمثيل الخضري للنبات وأيضا تأمين إنتاج وزيادة الرقعة الزراعية أو ما يطلق عليه الأمن الغذائي. ورغم ذلك ومع التطور التكنولوجي الحديث وزيادة الدعم للزراعة على المستوى العالمي لوحظ التباين والتصادم بين التطوير الزراعي وتحقيق الأهداف البيئية السليمة، حيث سجل أن زيادة معدلات الإنتاج الزراعي عن طريق إتباع سياسات زراعية معينة كان لها تأثير سلبي في البيئة.
وقد بدأت العديد من الدول المتقدمة في دراسة العوامل المؤثرة في البيئة والناتجة عن التطور الجاري في مجال الإنتاج الزراعي وذلك باستخدام معدلات قياسية مناسبة للمواد المؤثرة في البيئة مثل التأثيرات الضارة المتوسطة وطويلة الأجل للمواد ذات الصبغة التراكمية في التربة مثل ترسب المعادن الثقيلة، ومع ذلك يمكن القول لكي يمكن تقليل التلوث الناتج عن الزراعة بقدر الإمكان في المستقبل لابد من إتباع العديد من السياسات التالية:
1 - لابد من تطوير واستخدام سياسات زراعية سليمة وذلك بواسطة إدخال مواصفات قياسية للمواد المستخدمة المؤثرة في البيئة وبالذات المبيدات والسماد التي يكثر استخدامها بدون حساب وخصوصا في الدول النامية.
2 - تدعيم السياسات الخاصة بإستراتيجية حماية البيئة وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول بعضها البعض.
3 - استخدام مبيدات حشرية فعالة وغير ضارة بالبيئة.
4 - تطوير الزراعة عن طريق الهندسة الوراثية إذ ثبت عدم إضرارها بصحة الإنسان.

خالد خليل
05-04-2007, 09:13 PM
2 - الفواكه والخضار
في الحقل تنتج كميات كبيرة من مخلفات الفواكه والخضار كما تنتج من مصانع التغليف والتعليب والتجميد والتجفيف وبعد عمليات الغسل والتقشير وعمليات المعالجة بالماء الحار أو التبييض لبعض الخضروات، أو نقل معدات الغسل والتعقيم، تلك المخلفات تتميز بمركبات كيميائية مثل الكربوهيدرات والنشاء والبكتين.. الخ. وهي مركبات قوية في تأثيرها كما تحتوي على الأملاح غير العضوية بكميات عالية في التركيز ومعظم تلك المخلفات يكون قلويا أو متعادلا ولكن بعد فترة قصيرة يتحول إلى حمضي التفاعل.
وللتخلص من البقايا في أسرع وقت يمكن إزالة الأجزاء غير المستخدمة للاستهلاك من المنتج عند الحصاد وتركها في الحقل حيث يمكن استخدامها كسماد طبيعي وهذا أفضل بكثير من إحضارها إلى المصنع حيث تضيف إلى تلوث البيئة الكثير مع عدم الإهمال في التخلص من المخلفات السابق ذكرها بطريقة سليمة آمنة.


3 - صناعة اللحوم ومنتجاتها وتأثيراتها في البيئة
تشمل صناعة اللحوم ومنتجاتها العديد من المجازر (المسالخ) ومصانع اللحوم التي تختلف في الحجم والمساحة من مصنع إلى آخر حيث تعتبر المخلفات الناتجة عن تلك الصناعة متشابهة إلى حد كبير رغم اختلاف حجم المصنع أو المسلخ. فالمياه الناتجة عن تلك المصانع التي تحمل الكثير من المخلفات العضوية تؤدي إلى تلوث كبير في البيئة ويصبح تأثيرها اكبر إذا ما صبت في الأنهار دون معالجة مناسبة، ففي الولايات المتحدة الأميركية وفي دراسة على تأثير تلك المياه لوحظ إن المياه الناجمة عن مصانع اللحوم ومصانع التعليب (مصانع إنتاج اللحوم المعلبة) لها تأثير ضار في البيئة يعادل أضعاف التأثير الناجم عن أي مصنع غذائي آخر وهذا يرجع إلى:
1 - انتشار العديد من المجازر في المدينة الواحدة.
2 - الكميات العالية من المواد العضوية المحملة بها تلك المياه.
3 - التكلفة الاقتصادية العالية في معالجة تلك المياه.
ويمكن تقسيم المخلفات الناتجة عن صناعة اللحوم ومنتجاتها إلى:
1 - مخلفات الماشية والحيوانات المختلفة قبل الذبح (أثناء الأربعة والعشرين ساعة الراحة) في الأحواض المخصصة داخل المجازر. حيث يعرف أن الحيوان يحجز في تلك الأحواض لمدة 24 ساعة للراحة قبل عملية الذبح وذلك لإجراء الكشف الطبي عليه وتقدير مدى ملاءمته لعملية الذبح.
2 - مخلفات المجازر بعد عمليات الذبح وإعداد اللحوم (مثل الدماء الناتجة عن الذبح والسلخ ومخلفات الجهاز الهضمي (الأحشاء وغيرها) واللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي وتعدم.
كل تلك المخلفات لها خاصية تعفنية ورائحة كريهة وإذا صرفت بدون معاملة إلى أي مصدر مائي كالأنهار فإنها تؤدي إلى نفاد واستنفاد الأكسجين الذائب ومن ثم إلى إلحاق إضرار شديدة بالكائنات البحرية كما تؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وترسبات طينية ووجود رغاوى أو زبد بشع الشكل يطفو على سطح المياه وتعتبر المصادر الآتية هي أهم المصادر المؤثرة في المياه المستخدمة في المجازر:
1 - براز الحيوانات والبول.
2 - غسل الذبائح والأراضي والأواني.
3 - الدم والدهون.
4 - المياه المستخدمة في طهي أو تمليح اللحوم.
5 - مخلفات الحيوانات مثل الجلود والكبد والكروش.. الخ حيث اعداد كل ذلك يؤدي الى تلوث المياه.
ولتقليل التلوث يجب إنشاء مسالخ ملحق بها مصانع اللحوم في مكان واحد بعيدا عن المناطق الآهلة بالسكان وتطوير عمليات صناعة اللحوم عن طريق إدخال طرق الذبح والتجهيز الصحي السليم أيضا ومن أهم الطرق الواجب إتباعها معالجة تلك المياه وإدخال الحديث في مجال معالجة المياه المستخدمة كما يجب التعاون المستمر والدائم بين البيطريين والبلدية والهيئات المسؤولة عن البيئة والجهات المسؤولة عن صحة الإنسان.

خالد خليل
05-04-2007, 09:14 PM
4 - مصانع الأسماك ومنتجاتها
في العقود الأخيرة من الألفية الثانية حدثت عدة ظواهر وتغيرات اقتصادية واجتماعية وغذائية ظهرت جليا في العالم الثالث وبالذات في الوطن العربي حيث شملت تلك الظواهر ارتفاعا في معدلات النمو السكاني وزيادة الدخول خاصة في الدول العربية المصدرة للنفط كل ذلك أدى إلى زيادة الطلب على الغذاء. ولما كان الغذاء ذو الأصل الحيواني يشكل واحدا من أهم المواد الغذائية الضرورية اللازمة للإنسان (من أهمها اللحوم الحمراء) فان عدم زيادة الإنتاج المحلي في دولنا العربية بما يقابل الزيادة في الطلب على الغذاء أدى إلى الاتجاه نحو استغلال الثروة السمكية صيدا وصناعة.
ومن هنا برزت صناعة الأسماك ومنتجاتها محليا حيث يعتبر تصنيع الأسماك أفضل طريقة لاستغلال الموارد السمكية والحفاظ عليها بعد الصيد ألا أن الإحصائيات تبرز أن ما يصنع عالميا (اسماك معلبة ومجمدة ومعالجة مسحوق السمك) يشكل حوالي 80% من إجمالي الصيد العالمي بينما لا يتجاوز نسبة 20% من إجمالي الصيد الكلي في الوطن العربي، 6% من إمكانية الصيد مما يجعل نصيب الفرد من استهلاك الأسماك في الوطن العربي منخفضا. (من دراسة لسميرة كاظم الشماع في المؤتمر الأول حول تطوير الصناعات الغذائية في الوطن العربي - الكويت 13 - 16 أكتوبر 1986. في تلك الدراسة تم إبراز أهمية صناعة الأسماك ومنتجاتها وذلك بهدف توفير البروتين الحيواني بصورة مباشرة عن طريق الصناعات السمكية المعدة للاستهلاك الآدمي المباشر أو عن طريق صناعة مسحوق السمك الذي يدخل في العلف الحيواني).
ما يهمنا هنا سواء كانت تلك الصناعة متقدمة في عالمنا العربي أو في طور التقدم هو مدى تأثير تلك الصناعة في البيئة وكيف نخطط للحفاظ على البيئة عند تنفيذ أي من المشاريع المتعلقة بهذا الموضوع.
وأهم المخلفات الناتجة عن صناعة الأسماك هي المخلفات الصلبة والمياه بعد الاستخدام وفيما يتعلق بالمخلفات الصلبة فهي تتكون من لحوم الأسماك والقشور والعظم والغضاريف والجهاز الهضمي أما المخلفات المائية فهي تحتوي على المواد العضوية الذائبة وبعض المخلفات الصلبة. ويمكن إزالة المخلفات الصلبة عن طريق الترشيح على الرغم من انه بعد الترشيح فان المياه يمكن ان تحتوي بروتينات وزيوتا بكميات متفاوتة ولقد اتبعت العديد من الدول طرقا مختلفة للتقليل من التلوث وذلك عن طريق التنظيف الجاف، وحفظ المياه المستخدمة وإعادة تأهيلها مع التخلص من المخلفات الصلبة كل ذلك يؤدي الى نقص في عملية التلوث للبيئة.

خالد خليل
05-04-2007, 09:16 PM
5 - مصانع الألبان
من المعروف أن القيمة الغذائية المرتفعة للحليب الذي يشكل المكون الرئيسي في صناعة الألبان ومنتجاتها يجعله يتبوأ أهمية خاصة بين السلع الغذائية حيث يحتوي على الكالسيوم والبروتين وسكر اللاكتوز والدهن والفيتامينات والأملاح، لذا فان توفير مستوى معقول من متوسط نصيب الفرد من الألبان ومنتجاتها كان ومازال موضع اهتمام سائر الأمم، حيث تشمل السياسات الغذائية وبرنامج الدعم لهذه الدول على اعتمادات خاصة لتلك المجموعة الغذائية الهامة حيث تقام العديد من المصانع في معظم دول العالم لذات الغرض من هنا برزت مشكلة تلوث البيئة الناجمة عن تلك الصناعة.
وهناك أربعة أنواع من المخلفات تنتج عن مصانع الألبان ومنتجاتها وهي:
1 - الألبان الناتجة عن الغليان أو الفوران أو اللبن المسكوب.
2 - منتجات الألبان الناتجة عن المعدات والآلات في حالة الأعطال ولا يمكن إعادتها.
3 - الشرش الناتج عن إنتاج الأجبان والكازيئين حيث يعتبر الأخير ذا قوة عضوية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة.
4 - المياه الناتجة عن مخلفات تلك المصانع لها تأثير ضار في البيئة وبالذات المدن الصغيرة حيث يظهر التأثير الضار في حالة صرف تلك المياه في مياه المجاري مما يسبب أضرارا جسيمة في مواسير الصرف الصحي.
مما سبق يتضح أن مخلفات مصانع الألبان ومنتجاتها عديدة ومتنوعة وذات تأثير ضار بالبيئة واهم تلك المخلفات هي الماء الناتج عن عمليات التصنيع لما يحتويه من بروتينات ودهون وسكريات وأملاح ولذا يجب التركيز على التخلص من تلك المخلفات بطريقة سليمة حتى لا تصل إلى مياه الصرف الصحي أو غيرها مما يجعلها تسبب الكثير من المشاكل البيئية.
لذلك فان استخدام طرق التبخير أو الطرد المركزي أو الترشيح الفوقي أو التناضح العكسي والتخمر أو التحويلات البيولوجية كلها وسائل وطرق يمكن استخدامها للتقليل من عمليات صرف الدهون والبروتينات والسكريات الموجودة في المياه الناتجة عن عمليات التصنيع لمنتجات الألبان كما توجد فائدة أخرى يمكن باستخدام الطرق السابقة وهي تصلح في منع عمليات تلوث البيئة وهي تدوير وإعادة استخدام المياه مرة أخرى بعد عمليات التخلص من تلوثها.
مما سبق يمكن القول أن المخلفات الناتجة عن الإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية في معظمها تكون مختلفة في التراكيب الكيميائية الطبيعية مما يؤدي إلى تأثيرات ملوثة للبيئة المحيطة، إلا انه ولحسن الحظ فان العلماء والباحثين في مجالات الصناعات الغذائية المحدثين لتلك الثورات العلمية المتقدمة يقابلهم علماء ومتخصصون في مجال حماية البيئة وبتعاون كلا الجانبين يمكن الحد أو التقليل من تلوث البيئة.
يبرز مجال التعاون بين العلماء من خلال الدراسات العملية (المعملية والحقلية) في مجال الزراعة والصناعة عن طريق:
1 - تعريف وتطوير وإدخال النظم الحديثة والمفيدة للإنتاج ذي الكفاءة العالية وبالذات للمواد الغذائية ذات المردود الاقتصادي العالي مع الأخذ بعين الاعتبار التقليل من التأثيرات العكسية في البيئة.
2 - الاستخدام الأمثل للمواد الخام.
3 - فيما يتعلق بالبيئة لابد من بذل الجهود لحل مشكلة تلوث الهواء والمخلفات في المصارف المختلفة.
4 - تطبيق التكنولوجيا الحديثة للخطوات المختلفة أثناء الإنتاج.
5 - تعريف المكونات المختلفة لمخلفات مصانع الأغذية والتركيب الكيميائي ومدى تأثير كل منها في البيئة.
6 - الدراسة البيئية التفصيلية لأماكن حمل تلك المخلفات المختلفة.
7 - التأثير المباشر وغير المباشر في البيئة من جراء تلك المخلفات.
أخيرا لابد من توجيه نظر المستهلكين والصناع وأصحاب القرار في الدول المختلفة لأهمية التقليل من تلك المخلفات بواسطة التدوير أو التطوير. ومن ثم فانه يمكن التقليل من تلك التأثيرات السابق ذكرها عن طريق سن القوانين اللازمة وعمل الدراسات العلمية وتبادل المعلومات ونتائج الأبحاث بين دول العالم المختلفة مما يؤدي في النهاية إلى الغرض المرجو وهو صناعات غذائية متطورة مع بيئة صحية سليمة ونظيفة.



المصدر: آراء علمية


(مصر, جامعة أسيوط)


منقول للفائدة

amonaa
04-05-2007, 03:18 AM
شكرا اخى للموضوع القيم ...........................بارك الله فيكم

خالد خليل
09-05-2007, 01:24 AM
مشكورة أختي على مرورك

ننتظرمنك مواضيع أكثر إفادة ومتعة

بارك الله فيك

ahmedkamel2
21-05-2007, 03:07 PM
شكرا اخى لمواضيعك الشيقة

خالد خليل
22-05-2007, 12:53 AM
نص مقتبص:
شكرا اخى لمواضيعك الشيقة

مشكور أخي على مرورك الطيب, ومبروك عليك الإشراف على قسم مواضيع من الشارع, ويسر الله لك أمرك, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

prof.rana
01-12-2007, 04:59 PM
بجد ماشاء الله موضوع رائع

هيما
14-12-2007, 07:15 PM
مشكور اخى على هذا الموضوع الاكثر من رائع
بارك الله فيك
وننتظر المزيد
تقبل تحياتى

ALais
14-12-2007, 10:23 PM
تسلم اخى خالد على الموضوع الرائع ده
كمان اخى كان لى رأى
من الممكن أ دخال هذه المخلفات كنوع من المواد العضويه ف الزراعه للتسميد
او اعاده تدوير المخلفات مره اخرى للاستفاده منها
وجزاك الله خيرا اخى الفاضل

خالد خليل
18-12-2007, 08:14 PM
بجد ماشاء الله موضوع رائع
أشكرك أختي على هذه المشاركة وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم بي, والله ولي التوفيق.

muhammad
30-11-2011, 03:25 AM
موضوع غني بالمعلومات التي كانت خافية علينا بارك الله فيك ووفقك وجعله في ميزان حسناتك ورجائي اذا امكن طرح بعض اساليب التخلص من النفايات العضوية جزاكم الله خيراً