الزواج قرار عاطفي أم عقلي - والأسرة
الحقيقة بعد دراستي للواقع الاجتماعي والتغير الخطير
الذي حصل على بنية الاسرة الاسلامية
من الهجوم الغربي الشرس ونقل الفيروسات الاجتماعية الخطيرة
على حياتنا
- أفشل العلاقات الزوجية وأفشل عملية الاختيار
فتفشت الأمراض النفسية والعضوية في المجتمع -
فكثرت العنوسة لدى الفتيات
وأصبحت النسبة مخيفة
وكذلك الانحرافات السلوكية عند رب الاسرة
وأفرادها فأصبح منقسم على نفسه
بين الثقافة الاسلامية التي نشأ عليها
وارتداها ثوباً خارجياً وانتزعها من قلبه وبدأ يبحث
عن الحلول داخل مؤسسات المشكلة فما زاده الأمر الا انقساماً بالأكثر سوءاً فرأى الزوج بالزوجة
عبئاً لا يربطه بها إلا الأولاد وكذلك الزوجة تنظر بالمثل فتراه يهرب من المنزل
ليتسكع يبيع وقته الثمين في شوارع الضياع او منتدياتها
وإن كان في المنزل أصبح هروبه في أماكن التواصل الاجتماعي يشكل عبئاً أثقل على الأسرة
والأطفال مقهورين في متابعتهم لأفلام الكرتون المدسوسة ثقافيا والأخطر في بعض البلدان التي تعتمد على الخدم لتربية
أطفالهم فيدمرون بهم كل القيم
إن المجتمع الغربي
الذي أسقط النظام الاخلاقي من سجل حياته
وهرع بكل طاقته للمتعة وحرصه على كل ساعة من الزمن
فهو يمسك بعقاربها كي لا تدور به
دون ان يتمتع بتلك المساحة الزمنية
فأصبحت العلاقات الاسرية لا قيمة لها عنده
وهو ينظر اليها من خلال ثقافته فلا عنوسة عندهم كما لا يوجد عندهم زواج بما نفهمه نحن فالكل يعيش ضياع
أقول هو ضياع مألوف بالمجتمعات الغربية
ولذلك نجدهم لا يتأثرون في التحصيل العلمي وهذا المكسب الأخير يجعل شبابنا يعيشون في حوار عقيم
كيف أن هؤلاء الناس متقدمين علمياً
ونحن لم نطال متعتهم ولا علمهم
أقول إن الغرب بنيت مؤسساته على هذا النهج فهم لا يستطيعون ان يصلوا الى المتعة وفق رؤيتنا نحن
ومتعتنا لا يستطيعون ان يعيشوها وفق ثقافتهم –
وإن حاولنا ان نتمرد على ثقافتنا لنعيش ثقافتهم
وهو الذي يحصل الان فإننا سنزداد جهلاً في معنى الحياة فنضيع الاخلاق والعلم معاً
وما حصل في مفهوم الزواج
وهو الشغل الشاغل لشبابنا وفتياتنا
وأنا لا أقلل من اهميته ولكن أنظر
بتعجب لما يحصل بقرار الزواج الذي يعتمد على العاطفة ولا يكون للعقل دورا فيه
فالشاب أصبح يقرأ في الفتاة الشكل الخارجي والفتاة تنظر الى الشاب بنفس المقياس وآلية التعارف أصبحت بالمزاد العلني اعلانات زواج فتاة ترغب من الزواج من رجل له المواصفات
وتبدأ تسّطر رغباتها المشبعة بالامراض النفسية
وكذلك الشاب الذي يرغب بالزواج من فتاة عاصرت الخلفاء الراشدين في عفتها
وهو يسّطر أمراضه في مواقع الزواج بالنت أو بوسائل التعارف الكثيرة التي يرفضها ديننا كوسيلة للزواج
–ان هذه المشكلة كبيرة وقد ينظر إليها البعض من زاوية اللامبالاة ويقول ان لدينا مشاكل أهم تحدث لأمتنا من قهر وظلم وتشريد وعهر سياسي واقتصادي
أقول صحيح ولكن ليس بأكبر مما عرضته لأن القيم الاجتماعية
أو السياسية أو الاقتصادية
تنبع من الاسرة فان كانت مفككة
كما هو حاصل الآن فهي تنتج مسؤولين تدمّر لديهم الحس بالمسؤولية فعندما يواجهون المصاعب يتيهون في إيجاد الحلول وتتراكم المتاعب داخل المؤسسات وهكذا نحصد العجز في تحمل أي مسؤولية
وبالعودة الى عنوان الموضوع إن الاختيار الذي يعتمد على العاطفة كما قال احمد شوقي رحمه الله
ثِقَةُ العَاطِفَةِ شَهْر، وثِقَةُ العَقْلِ دَهْر
فالعاطفة تدفن بسرعة كل المعوقات وهذه المعوقات ستكون أكبر عائقاً في مستقبل الحياة الزوجية فنبش الماضي هو العمل المحبب لدى الانسان العاطفي
– بينما الانسان
الذي يكون اختياره وفق الميزان العقلي
الذي يدرس الحياة الزوجية قبل الولوج
بها ويضع أمامه كل الاحتمالات مع علاجها هو الشخص
الذي يحذف من حياته كل سلبي ولا يعود
اليه وينشط كل إيجابي ويتعامل معه
فالإنسان العاطفي عندما يبحث عن زوجة
لا يرى في النساء الا صور تلك الفتيات اللواتي أقام معهن علاقات متنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال دراسته فلا يستطيع أن يخرج من هذه الدائرة
فيهرع الى ابنة عمه او ابنة خاله مبرراً لنفسه انها الأضمن للاستقرار في حياته الزوجية مرددا (الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه) وبذلك يغلق أفضل دائرة اجتماعية وصحية في حياته
من خلال الترابط الاجتماعي والابتعاد عن الامراض
الوراثية السيئة التي سيورثها لأولاده
– أما الانسان العاقل هو الباحث الهادف الى تكوين عائلة لها امتداد اجتماعي موسع يحدث فيها الصلة بين أبناء المجتمع و قد أورث اولاده صفات وراثية مكتسبة لا تكون موجودة في عائلته
واني أختم بنصيحة
أن أفضل طرق الزواج التي تتبعتها ببحثي هو الطريقة الاسلامية
التي اعتمدت على الضوابط الاخلاقية
والخطوات الصحيحة لبناء اسرة صحية
– وبحيادية اقول انني تتبعت الكثير من طرق الزواج الفاشلة
والتي لم تدم طويلاً وتركت الكثير من الآثار السلبية
على المرأة والرجل أو الاطفال –
ومن طرق الزواج الفاشلة الزواج الالكتروني وهو الاسوأ والزواج الذي بني خارج مؤسسات الزواج بما يسمى الحب رغم ان الشاب أو الفتاة يشعرون به حقيقة
ومعاناة حقيقية والهدف الذي يهرولون إليه هو الزواج وما أن يتم إلا ورحل البركان العاطفي
الذي كان يعيشه وهو ينظر الى
زوجته واقعاً وأنه كيف كان يعاني من
أجل الحصول منها على نظرة أو كلمة هي الان مستباحة له يعزف عنها النظر
وربما الكلمة



مواضيع مشابهة: