فى رحاب الميدان الجزء الاول
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فى رحاب الميدان الجزء الاول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المهنة
    صاحب شركة استصلاح اراضى
    الجنس
    ذكر
    العمر
    49
    المشاركات
    386

    فى رحاب الميدان الجزء الاول



    البداية ... ( الخامس والعشرون وما قبله ببضع ساعات )

    اليوم الرابع والعشرون من يناير وانا متواجد بمكتبى

    الهاتف الداخلى يرن ..

    والدى المتواجد بالغرفة المجاورة هو الذى على الخط يذكرنى ان غدا عطلة عامة بالقطاعين العام والخاص وان الموظفين لن يأتوا غدا

    اسأله ....
    ولما ؟؟؟؟

    يخبرنى ...
    أن غدا هو الخامس والعشرين من يناير

    أسأله ....
    وما المشكلة ...

    يخبرنى ضاحكا ...
    غدا هو عيد الشرطة ..
    .
    اضحك واسأل متعجبا ....
    ولما لا يكون عيد الفلاح اجازة عامة ايضا

    هو ...
    المهم فلتأت انت واولادك للغداء معنا غدا ..

    أنا ضاحكا...
    وهل الوليمة بسبب تلك المناسبة المباركة

    هو ضاحكا هيا ولا تعطلنى ...





    اليوم الخامس والعشرون من يناير ...

    الساعة الثامنة صباحا ...

    وقد تناولت افطارى ومتهيئ للخروج لعملى

    يا الله .... لقد نسيت!!

    هكذا صحت مخاطبا زوجتى ...

    هى متلهفة ....

    ما الامر ...

    أنا ...

    نسيت ان اليوم اجازة عامة بمناسبة عيد الشرطة

    هى ..

    سامحك الله وجعلتنى استيقظ باكرة بالرغم ان حازم لا زال فى اجازة نصف العام

    ( نسيت ان اخبركم ان حازم هذا هو ضوء الشمس المشرق على عتمة عمرى )

    أنا ...

    حصل خير ..

    المهم سأنزل الان

    هى ..

    لأين ..؟؟؟

    أنا مجيبا ...

    للشركة سامكث بها بضع ساعات ثم اتى لاخذك حيث سنتناول الغداء اليوم عندى والدى

    هى ضاحكة ....

    بمناسبة عيد الشرطة

    اعقب ضاحكا ...

    نعم ...حفظ الله رئيسنا وشرطته ...



    اخرج الى عملى .... وبالطريق الاحظ اعداد غير طبيعية من جهاز الشرطة بعضهم بلباس مدنى .

    ولا تسألونى كيف اعرفهم وهم بلباس مدنى فلفرد الشرطة فى وطنى هيئة لا يمكن ان يخطأها المرء حتى وان

    كان مرتديا ( طاقية الاخفاء ) .

    المهم تعجبت لهذا الامر وخاصة ان اليوم هو يوم عيدهم .

    وزال تعجبى وضحكت فى نفس اللحظة حين تذكرت الدعوات التى قد وجهت لى عبر ( الفيس بوك )

    من حركات ( السادس من ابريل وكفاية وغيرهما ) أن يوم الخامس والعشرين سيكون يوما لاندلاع

    بعض المظاهرات السلمية والداعية الى ( الحرية والعدالة الاجتماعية ) بالاضافة الى العكننة وقلة راحة الشرطة يوم

    عيدهم .

    فهذا هو سبب نزولهم اذن....

    حسنا عيد سعيد لنا ..... وشقاء مديد لهم هكذا قلت لنفسى

    وصلت الى مكتبى وشغلت الحاسوب وقمت ببعض الاعمال الادارية ثم قمت بالتواصل مع بعض

    الاصدقاء وتطرقنا الى موضوع المظاهرات والتى كان من المفترض ان تبدأ بالثالثة عصرا وادلى كل

    منا دلوه فى الامر وعندما باغتنى احد الاصدقاء بالسؤال عن امكانية مشاركتى بتلك المظاهرات كانت

    اجابتى قاطعه ..

    بالطبع لا ....

    هكذا اجبت ... وعندما سالنى ولما ؟؟؟

    كانت اجابتى ..

    انى لا انتمى لاى من الحركات او القطاعات الداعية للتظاهر كما انها ليست المرة الاولى التى يتم بها

    الدعوة للتظاهر ولا يزيد العدد باى حال من الاحوال عن الخمسمائة شخص .

    ثم اردفت ..

    كما اعتقد انى قد اخذت نصيبى من التظاهرات من ايام الجامعة وحتى بضع سنوات قليلة مضت وقد

    ارتسخت لدى قناعات ان التظاهرات الفئوية لن تغنى ولن تسمن من جوع وانما الحل هو فى هبه لكل

    اطياف الشعب بكافة طوائفه حتى يتغير النظام ككل والى ان يحدث هذا اخرج انت للتظاهر ودعنى انا

    لاذهب لكى اتمتع بوليمة ابى والتى صنعت على عين ويد أمى .

    اغلق حاسوبى واغلقباب مكتبى خلفى واتوجه صوب البيت الكبير

    وهناك اجد اختاى بأبنائهما وقد حضروا ايضا وجلسنا سويا فى حضرة ابى وامى وبرفقة اخى الذى لم يتزوج بعد

    واختى الصغرى وقُدم الينا الطعام وبالانتهاء منه انصرف كل منا لبعض الاحاديث الجانبية

    اما أنا وكعادتى انزويت بجوار والدتى احادثها واسامرها واتذكر معها ايام الطفولة والمراهقة الغضة

    كان الجو بعمومه يشع مرحا الى ان خرج علينا اخى من غرفته مهرولا تجاهى صائحا ... ( شريف سقط الان اثنين

    من الشهداء بالسويس )

    اى سويس تقصد ....!!!!

    السويس يا شريف السويس سقط بها الان شهيدان فى التظاهرات

    ارد .. يا محمد انا اعلم ان التظاهرات ستكون بوسط العاصمة فكيف يسقط شهداء فى محافظات بعيدة

    فاجاب .... استيقظ أخى ....!!!!

    إن التظاهرات قد عمت ارجاء مصر !!!!!!!!!!!!

    اسرعنا جميعا نحو التلفاز لنفاجئ بهول المشهد ...

    شرفاء من هذا الوطن قد نزلوا الى الشارع تلاحقهم زبانية الشيطان بالهروات والقنابل المسيلة للدموع واثناء

    المشاهدة يخرج خبر عاجل بسقوط الشهيد الثالث بالسويس .

    يا الهى ....

    الصورة اختلطت بذهنى المشاعر تداخلت اصبت بصدمة اوقفت حواسى عن العمل

    هكذا كان حالى بتلك اللحظات ...

    ولم اشعر الا وانا اعتذر من الموجودين بضرورة رحيلى الان وبالفعل ههممت واسرتى بالخروج وعند الباب واجهتنى

    امى بنظرات منها اعرفها يقينا كانت تقول لى فى صمت ( أياك أن تحرق قلبى عليك )

    فقبلت يديها واغلقت الباب ورحلت ....

    يتبع بأمر الله وحوله ....


    مواضيع مشابهة:

  2.    روابط المنتدى



  3. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المهنة
    مستورد
    الجنس
    ذكر
    العمر
    68
    المشاركات
    2,178

    جميل هو اسلوبك فى السرد اخى العزيز
    وهذا هو الوقت المناسب لظهور موهبتك الى سطح القاهره بعد ان كانت فى المنتدى فقط
    اخى العزيز
    لقد عشت معك كل لحظه فى روايتك متخيلا كل كلمه ورد فعل كأننى فى بيتى اشاركك بيتك حفظك الله من كل عين واولهم عينى
    صديقى ان يوم 25 يناير مر بنا ايضا مثلما مر بك ولكن كان هناك شباب يبدأ الفعل الفصل يراقبهم ويدفعهم رب العالمين
    ولم يكن فى مخيلتهم او مخيلتنا ان تتطور الاحداث بتلك السرعه وأن كنت اظن ان أمن الدوله ذلك الجهاز الغبى هو من اجج تلك الثوره واشعل نار الثوره بالقبض على هؤلاء الشباب ثم معامله الشرطه فى موضوع السويس واعلان الحرب على المتظاهرين ثم دخول الاعلام الغير مصرى( مع كل اسف عليه) ليوضح الصوره الحقيقيه لاحداث السويس ثم دخول قناه الجزيره العملاقه داخل الاحداث كل ذلك ساعد الشعب على رؤيه ما يجرى مباشر ه
    وبما ان الشعب لديه الاحتقان على كل شئ فى مصر فقد كانت اللحظه مواتيه
    وبكل صدق تخطيط ربانى وتحرك شعبى على مستوى محافظات كبرى مثل القاهره والسويس والاسكندريه ثم انضمت المنصوره
    وكانت بدايه كلمه ثوره
    ومعك فى الاجزاء المقبله من رحاب الميدان
    شكرا