خرزة زرقاء





لست غيرك تماثلين

لا كنوز سليمان

و لا تمائم الأقدمين

تعلقت و تربعت

و حول رقبتي

تتعشقين

**********************

اما كنت تعلمين


إنك لا تزالين إياي تخنقين

ثم تردي روحي

و تعودي تبعثين

و داخل نفسي

تكبرين و تتخلقين


**********************



أي عين عني ستبعدين

من سيرميني بشر الحاسدين

أخبريني انت

متى أحيا من موت النائمين

لست شيخاً

يرتل فوق رأسي

او يُرقيني بأنفاس الساجدين

أي عين

يا زرقاء عني ستبعدين


**********************


غُيب عالمي يوم تعلقتُ بها و تعلقتْ بي

و كأي حبة خرز

فرطت من سُبحة الصائمين

بعثرتُك

توهتك

خلطتك مع الملايين



و لا تزال

عيني عليك

عيني عليك

و انت تبحرين



أراك أثمن جواهري

و الله أراك

صرت من الغالين


**********************


ليست سلسلتك ذهباً أصفراً

هي لا تبرق

لا تسر الناظرين



و ليست شريطاً من قماش أنيق

كذاك الذي يلف رقاب المعتوهين

بل من الفضة المزركشة

بماسات من حنين



تمركزت ضمن مثلث

ذاب من تقبيل الشفاه

على كل زواياه و أضلاعه

و تعتق معدنه ُ بخمرة

أسكرت ليالي الحالمين


**********************


خرزتي أنزوت في مكانها

تصدرت كرسي العرش

هو كرسي منيع

لا يزاح

لا بالضغائن و لا بالحقد

لا يشابه يا قوم

كرسي المسؤولين



**********************

اغرسي جذورك

يا اغلى الخرز

توطني أرضك

يا نادرة

ارتاحي بعد عناء الرحلة الطويلة

قري عيناً

يا مستبدة بوجه كل العيون

وصلت أخيراً

بلاد الشآم


تلك أرضي

ميراث الطيبين


**********************


من خلالك يحملني الشوق

فأدخل عبر متاهات الشيطان

كلما لف مثلثك مئة و ثمانين درجة

أرجع لأبحث عنك

و انت بنفسي لا تزالين

تلعبين و تلعبين



و حول عنقي تشدين

أضناني لمس الفضة

دون طقطقة او رنين


**********************


لا بأس ان ترتفعي يا يدّ

باردة أنت كما قال

ثلجية بآخر ذيول الخريف

ارتفعي نحو الغموض

أخبريني يا بعضاً منه

إلى أين؟

إلى أين المصير؟



أهو قدرٌ مكتوب

يحتمهُ لي رب العالمين



استمدي الدفء منها

سيتدفق الدم

و يرتعش جسدي

ليس كمثل الخائفين


**********************


خرزة زرقاء

لست غيرك تماثلين

لا كنوز سليمان

و لا تمائم الأقدمين



توسطي صدري

فأنا لن أتركك يوما

مالم ترغبين



**********************


من يحميك من حسدي

أنت يا عزيزتي

أنت التي تُحسدين

حملك بكلتا يديه

ووضعك في كيسك الأحمر

و وحدك كنت له تحدقين

ثم كُبل الكيسُ بشريط

كأصفاد

أدمّت معصم المساجين

و لأني يجب ان أحميك

سأرمي مفتاح سجنك

فخلدي

يا زرقاء في قلبي

في روحي

ستبقى

عيني عليك

إلى أبد الآبدين




وردة دمشقية





مواضيع مشابهة: