هل يمكن العيش على مساحة فدان؟ - الصفحة 2
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 19 من 19

الموضوع: هل يمكن العيش على مساحة فدان؟

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    مصر
    المهنة
    student
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    34

    معك الكثير من الحق فىما يخص الزراعيين
    وأضم صوتى اليكم فى مخاطبة أخصائيى الزراعه بتقديم المساعده الفنيه ودراسات الجدوى
    وما بدأت مناقشتى معكم الا لذلك السبب وهو العمل على انجاح التجربه وتقييمها ولا مانع من تعديل بعض النقاط فيما بعد طالما اتفقنا على ضوابط معينه
    أخى الفاضل جارى الفلاح البسيط يمتلك ثلاثة أفدنه يحتفظ لنفسه بالقمح الذى يكفيه فى موسم القمح ثم يذهب به الى المكان المختص لطحنه وتجهيز الدقيق
    الذى تستخدمه زوجته فى تحضير الخبز فى عمل أسبوعى .. وتقوم بالخبيز فى فرن بلدى وقوده قش الأرز وحطب القطن ... ونفس الفلاح البسيط وغيره الملايين من
    سكان القرى فى مصر يقومون بنفس العمل .. من الاكتفاء الذاتى بالقمح وبالأرز وزراعة بعض الخضراوات على الجسور فى مواسمها وبالتالى معظم فلاحين القرى بالفعل
    يقومون بكل ما تريد سيادتكم القيام به .... يقومون به فى يسر وسهوله وتناغم مع كل ما أنجزته الحضاره الانسانيه
    فاذا انقطعت أسباب الحضاره لسبب ما " الحروب مثلا " فالأمر ليس بالعسير على من اعتاده
    لكن فكرتكم تقوم على الاتجاه العكسى كما ذكرت من المدينه الى القريه ...
    وأضم صوتى اليكم بالعوده الى القريه وحياتها مع تنميتها ..... حتى تكون موطن جذب لا موطن طرد
    وفى انتظار رأى الخبراء وتشجيعهم
    ولنعمل جميعا على انجاح التجربه
    وتقبل تحياتى


  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    محاسب
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    9

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيبا مشاهدة المشاركة
    معك الكثير من الحق فىما يخص الزراعيين
    وأضم صوتى اليكم فى مخاطبة أخصائيى الزراعه بتقديم المساعده الفنيه ودراسات الجدوى
    وما بدأت مناقشتى معكم الا لذلك السبب وهو العمل على انجاح التجربه وتقييمها ولا مانع من تعديل بعض النقاط فيما بعد طالما اتفقنا على ضوابط معينه
    أخى الفاضل جارى الفلاح البسيط يمتلك ثلاثة أفدنه يحتفظ لنفسه بالقمح الذى يكفيه فى موسم القمح ثم يذهب به الى المكان المختص لطحنه وتجهيز الدقيق
    الذى تستخدمه زوجته فى تحضير الخبز فى عمل أسبوعى .. وتقوم بالخبيز فى فرن بلدى وقوده قش الأرز وحطب القطن ... ونفس الفلاح البسيط وغيره الملايين من
    سكان القرى فى مصر يقومون بنفس العمل .. من الاكتفاء الذاتى بالقمح وبالأرز وزراعة بعض الخضراوات على الجسور فى مواسمها وبالتالى معظم فلاحين القرى بالفعل
    يقومون بكل ما تريد سيادتكم القيام به .... يقومون به فى يسر وسهوله وتناغم مع كل ما أنجزته الحضاره الانسانيه
    فاذا انقطعت أسباب الحضاره لسبب ما " الحروب مثلا " فالأمر ليس بالعسير على من اعتاده
    لكن فكرتكم تقوم على الاتجاه العكسى كما ذكرت من المدينه الى القريه ...
    وأضم صوتى اليكم بالعوده الى القريه وحياتها مع تنميتها ..... حتى تكون موطن جذب لا موطن طرد
    وفى انتظار رأى الخبراء وتشجيعهم
    ولنعمل جميعا على انجاح التجربه
    وتقبل تحياتى
    أخي الفاضل، كثير ممن تحدثت إليه بخصوص مشروعي هذا أول ما تبادر لذهنه أني أرفض ما توصلت إليه الحضارة الغربية الحديثة (وأنا أسميها الغربية وليس الإنسانية لأننا متفرجون مستهلكون فقط)، أو أكثر تطرفاً من ذلك، أني رجل متخلف يريد العيش متخلفاً. ولعلك أشرت لذلك في ثنايا كلامك وفي نفسك أني كذلك. هذا ليس صحيحاً. أنا رجل متعلم تعليماً عالياً، ولا أرفض ما توصلت إليه الحضارة الغربية على الإطلاق، أنا أرفض ما جلبته علينا الحضارة الغربية من مفاسد ومهالك في ديننا وأنفسنا. مثال واحد من بين آلاف الأمثلة: التلفزيون، جهاز عظيم، أدرس من خلاله على يدي الشيخ القرآن أو الحديث، وأرى الشيخ وأستمع لدروسه وهو في بلاد وأنا في بلاد. كان طلبة العلم قبل ذلك يضربون أكباد الإبل شهوراً سعياً لأخذ العلم عن شيخ عُرف علمه وفضله. هذا شيء عظيم وفائدة عظيمة. لكن التلفزيون مفاسده أكبر وأعظم. هذا الجهاز (والأجهزة المرتبطة به كالموبايل والإنترنت) دمر أجيالاً وهدم دولاً وأسقط حكومات وأدخل بلادنا في دوامة لا يعلم إلا الله متى ستنتهي. قنوات فضائية إخبارية دجالة تضخ ليل نهار سيلاً هائلاً من الأكاذيب فتسقط هذا عن كرسيه وتضع هذا على كرسيه. ولشدة ما أصبح الناس يؤمنون بكل ما ييبثه التلفزيون أصبح التلفزيون هو الحقيقة، وأصبحنا نحن هم الوهم. هذا عدا الفواحش والأفلام والمسلسلات المثيرة والزندقة والبدع ونشر ثقافة التغريب والقمار والميسر التي يسمونها مسابقات وغيرها الكثير من أشباهها والتي أصبحت في نظر الناس عادية. كنت فيما سبق أقول لنفسي: التلفزيون جهاز، حلاله حلال وحرامه حرام، ولن يجبرني أحد أن أتابع مفاسده. لكني اليوم لم تعد تنطلي علي هذه الأكذوبة. التلفزيون بشقيه المفيد والمفسد في البيت كالمسجد والخمارة في الشارع، من شاء دخل المسجد ومن شاء دخل الخمارة (يقول البعض). هذه هي المفسدة بعينها. رب العزة يقول: "وخلق الإنسان ضعيفا". والشيطان شاطر، أشطر مما تتخيل بكثير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه". هذا ليس لقلة الإيمان، لكن يا أخي لا تضع لي امرأة فاتنة في بيتي في الغرفة المجاورة ليس معنا أحد ثم تقول لي املك نفسك وامتحن إيمانك وصبرك، لا، رسول الله يقول: لا ترعى حول الحمى توشك أن ترتع فيه!!! لأجل هذا أنا ليس عندي تلفزيون في البيت والحمد لله رغم أن بمقدوري أن أشتري عشرة. تبقى فقط الإنترنت، وهذه أحتاجها بشدة لأبحث عن أجوبة عن أسئلتي، وأتعلم وأبحث عن كل ما يخص مشروعي. وحالما أحصل على ما أريد فستنقطع السبل بيني وبينها.

    بالنسبة لجارك الفلاح الطيب، فهنيئاً له حياته ومعيشته، نعم الحياة والمعيشة. لكنه إن كان عمله يتناغم مع ما توصلت إليه الحضارة الغربية فقل له فاليحذر فأن هذه الحضارة لن تدوم له، لن يدوم له إلا الماء الذي ينزل من السماء والحبة التي تخرج من الأرض. لماذا؟ لأن هذه في يد الله وحده، أما الحضارة الغربية فحضارة دجالة شيطانية، في يد عدو الله وعدونا، متى غضب الشيطان قائدها ومؤسسها غضبته الموعودة قطع عنا سبلها فيصاب كل ما نعتمد عليه بالشلل ونصبح عبيداً له، نستجدي رغيف الخبز وليأخذ مقابله ما يريد: شرفنا كرامتنا أوطاننا، ما يشاء!

    أخيراً، لا يتبادر لذهنك أني متشدد متزمت، أو أن خطتي هذه لا تقبل التغيير والتطوير. بالعكس، كل شيء وارد عندي. الخط الأحمر الوحيد عندي هو: ألا ينجرح ديني فأقع في الفتن وأسفك الدماء، وألا تكون حاجتي في يد عدوي، أو من يعتمد بدوره على عدوي. عدا ذلك فكل الاحتمالات واردة. وأنا أولاً وأخيراً منطلقي في مشروعي هذا هو ديني. أريد أن أفر بديني يا أخي. وفراري بديني يستوجب قيامي بشؤون أهل بيتي، وإلا لو كنت بلا زوجة ولا أطقال لفررت من زمااااااان إلى شعف الجبال ومواضع القطر، ولست بأفضل من فتية الكهف الذين فروا من المدينة الآثمة، ولم يكن لهم من خطة سوى الفرار بدينهم، فلما عرف الله صدق نيتهم هيأ لهم من أمرهم رشداً. فاللهم يسر لي ولك ولسائر المسلمين الفرار بالدين والنفس.


  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    مصر
    المهنة
    student
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    34

    السلام عليكم
    أخى الفاضل والعزيز جدا
    يشهد الله أننى من البدايه الى جانبك بالدعاء وبالتفكير عسى أن يفتح الله لى بابا لمساعدتكم فىما ذهبتم اليه
    أحييك على ردودك الواعيه وأحييك على صبرك أيضا على النقاش ... ولا تتحرج أبدا أن تطلب منى التوقف عن التعليق
    متى شئت فذلك حقك
    واسمح لى ببعض الايضاح
    أولا النقاش الموضوعى يثرى الفكره ويغذيها ويفتح مجالات للأفكار ويحفز البعض على التفكير فى اعادة ترتيب حياتهم وأولياتهم
    كما يزيل اللغط وسوء الفهم لبعض النقاط التى لم يتسع المقال لشرحها
    ويشهد الله أننى لم أتهمك بشىء مما ذهب اليه تفكيركم
    ربما كان الايجاز سببا فى عدم ايضاح المعنى أو اظهار الصوره الكليه
    ولتعلم أخى الفاضل أننى أعنى كل كلمه أكتبها والسرائر عندى لا تختلف عن الظاهر وأسأل الله أن يتوفانى على ذلك
    ولم أعتاد المشاركه أبدا من أجل المشاركه أو الكلام المرسل
    ولأننى وجدتك تتحدث يجديه وعندك كل مقومات الشخصيه السويه من أجل ذلك دخلت نقاشا معكم
    دخلت نقاشا معكم لايضاح بعض الأمور لنفسى ولكم وللأصدقاء
    وسبب آخر يهمنى جدا جدا جدا
    هو حرصى عليكم و حرصى على ايضاح بعض الأمور من أجل العمل على انجاحكم
    نجاحك فى تجربتك يهمنى جدا ومن المؤكد يهم أناسا آخرين
    قد نختلف فى بعض النقاط لكن لن أفقد احترامى وتقديرى لكم أبدا
    ومعكم حق المغريات كثيره وتجنبها هو السبيل
    لكن الى جانب اجتناب الموبقات يجب مجاهدة النفس بازالة التعلقات
    عندى فى منزلى عدة تليفزيونات ولا أتذكر آخر مره شاهدت فيها التليفزيون ..
    لسببين أحدهما ذكرته سيادتكم والثانى
    الوقت أهم من أن أهدره فى مشاهدة التلفاز حيث يأخذ عملى جُل وقتى وما تبقى من وقت أسرتى أولى به
    فى وقت سابق يسر الله لى تجربة الحياه بأعلى مستوى من الرفاهيه بما لم أكن أتخيل وجوده ويصعب وصفه وليس مجاله الآن
    تجربه وفرها لى صديق كان يتعجب لعدم اكتراثى بالكثير من التفاصيل وزهدى فى الكثير من الملذات ... كنت أتناول كل ذلك البذخ
    بنفس مطمئنه أن ما عند الله خير وأبقى والفضل لوالدى أطال الله فى عمره الذى أحسن تربيتى وقام بتقوية الفطره السليمه لدى
    فأصبح من السهل التنعم بكل ما أحل الله والاحتفاظ بكل ذلك على أطراف أناملى ألفظه متى وكيف شئت غير قلق على نفاذ شىء
    أو زوال نعمه لأننى لم أتعلق بالأشياء أو الأسباب انما التعلق الحقيقى بالمعطى الرحيم الذى تسبق رحمته غضبه
    أسأل الله لكم التوفيق وأعدكم بعدم التعليق مستقبلا الا باضافة فكره أو توجيه قد ينفعكم من الناحيه العمليه
    والله من وراء القصد


  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    الدولة
    مصر
    المهنة
    محاسب
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    9

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيبا مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    أخى الفاضل والعزيز جدا
    يشهد الله أننى من البدايه الى جانبك بالدعاء وبالتفكير عسى أن يفتح الله لى بابا لمساعدتكم فىما ذهبتم اليه
    أحييك على ردودك الواعيه وأحييك على صبرك أيضا على النقاش ... ولا تتحرج أبدا أن تطلب منى التوقف عن التعليق
    متى شئت فذلك حقك
    واسمح لى ببعض الايضاح
    أولا النقاش الموضوعى يثرى الفكره ويغذيها ويفتح مجالات للأفكار ويحفز البعض على التفكير فى اعادة ترتيب حياتهم وأولياتهم
    كما يزيل اللغط وسوء الفهم لبعض النقاط التى لم يتسع المقال لشرحها
    ويشهد الله أننى لم أتهمك بشىء مما ذهب اليه تفكيركم
    ربما كان الايجاز سببا فى عدم ايضاح المعنى أو اظهار الصوره الكليه
    ولتعلم أخى الفاضل أننى أعنى كل كلمه أكتبها والسرائر عندى لا تختلف عن الظاهر وأسأل الله أن يتوفانى على ذلك
    ولم أعتاد المشاركه أبدا من أجل المشاركه أو الكلام المرسل
    ولأننى وجدتك تتحدث يجديه وعندك كل مقومات الشخصيه السويه من أجل ذلك دخلت نقاشا معكم
    دخلت نقاشا معكم لايضاح بعض الأمور لنفسى ولكم وللأصدقاء
    وسبب آخر يهمنى جدا جدا جدا
    هو حرصى عليكم و حرصى على ايضاح بعض الأمور من أجل العمل على انجاحكم
    نجاحك فى تجربتك يهمنى جدا ومن المؤكد يهم أناسا آخرين
    قد نختلف فى بعض النقاط لكن لن أفقد احترامى وتقديرى لكم أبدا
    ومعكم حق المغريات كثيره وتجنبها هو السبيل
    لكن الى جانب اجتناب الموبقات يجب مجاهدة النفس بازالة التعلقات
    عندى فى منزلى عدة تليفزيونات ولا أتذكر آخر مره شاهدت فيها التليفزيون ..
    لسببين أحدهما ذكرته سيادتكم والثانى
    الوقت أهم من أن أهدره فى مشاهدة التلفاز حيث يأخذ عملى جُل وقتى وما تبقى من وقت أسرتى أولى به
    فى وقت سابق يسر الله لى تجربة الحياه بأعلى مستوى من الرفاهيه بما لم أكن أتخيل وجوده ويصعب وصفه وليس مجاله الآن
    تجربه وفرها لى صديق كان يتعجب لعدم اكتراثى بالكثير من التفاصيل وزهدى فى الكثير من الملذات ... كنت أتناول كل ذلك البذخ
    بنفس مطمئنه أن ما عند الله خير وأبقى والفضل لوالدى أطال الله فى عمره الذى أحسن تربيتى وقام بتقوية الفطره السليمه لدى
    فأصبح من السهل التنعم بكل ما أحل الله والاحتفاظ بكل ذلك على أطراف أناملى ألفظه متى وكيف شئت غير قلق على نفاذ شىء
    أو زوال نعمه لأننى لم أتعلق بالأشياء أو الأسباب انما التعلق الحقيقى بالمعطى الرحيم الذى تسبق رحمته غضبه
    أسأل الله لكم التوفيق وأعدكم بعدم التعليق مستقبلا الا باضافة فكره أو توجيه قد ينفعكم من الناحيه العمليه
    والله من وراء القصد
    أخي العزيز، لا أنهاك عن التعليق أبداً، بل يسعدني تفاعلك معي وتشجيعك لي لكثرة ما لاقيت ممن يشهقون دهشة وعجباً من مجرد الفكرة، أحسبك على خير ولا أزكيك على الله فهو حسبك وحسيبك، ولا أظنك تكن لي ولا لتجربتي في صدرك شيئاً. إنما هو خاطر خطر لي وأردت أن أبين لغيرك من خلالك أني لست كذلك. أنا عاتب فقط على المتخصصين من رواد هذا المنتدى الطيب ألا يمدوا إلينا من علمهم حبلاً. هذا هو مصدر تبرمي وانزعاجي، وإلا فالحوار الدائر بيننا هو كما وصفته أنت بالذات في مطلع حديثك وقد أجدت الوصف والله، ولا أزيد على كلامك بل أستفيد من كل كلمة تقولها.

    أنا معك قلباً وقالباً بضرورة إزالة التعلق بالباطل وأن هذا هو الأساس والركيزة. إنما لست معك في ترك الباطل حراً طليقاً والاعتماد فقط على الجلَد والتحمل والصبر. فكما أسلفت لك، لا يمكنني أن أترك تلفزيوناً في بيتي وفيه كل هذا الكم الهائل من الباطل ثم أترك ذلك لقوة صبري على الحق أو لانشغالي عنه بالعمل أو بغيره. أكون بذلك قد حِمتُ حول الحمى وأنا واقع فيه عاجلاً أم آجلاً. ليس هذا فحسب، بل أكون قد حمت بأهل بيتي كلهم حول الحمى، فزوجتي وأطفالي هم مسؤوليتي، وأنا راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته. لكن المصيبة التي دعتني لترك المدينة الآثمة ليست هنا فقط يا أخي، المصيبة هي حتى مع خلو بيتي من هذا الجهاز المشبوه، فإن بيوت أهلي وأصحابي وأحبابي لا تخلو منه. أبعث أهلي وأطفالي لبيت جدهم في زيارة لصلة الرحم والتواد والتراحم فيعود إلي ابني الصغير ذي الست سنين فيقول لي: "بابا خالتو تتفرج على أغاني لماذا لا نتفرج عليها نحن أيضاً؟"، أو يقول لي: "بابا جدي يتفرج على مسلسل تركي لماذا لا نتفرج عليه نحن أيضاً؟" فأقع حينها بين صلة رحمي وبين ديني ودين طفلي. لكن طفلي أهم عندي منهم جميعاً، لن أسمح لمجتمع المدينة الآثمة أن يهلكوه كما هلكوا، صلة رحم كهذه أقطعها إن كانت ستفسد علي طفلي، وأصحاب الكهف حين فروا بدينهم لم يكون "مقطوعين من شجرة"، كان لهم أرحام في المدينة، فقطعوها وتركوها فراراً بدينهم، فالدين عندي أولاً ثم من بعده كل شيء.

    ثم يقول لي قائل: إلبث في بيتك يا رجل، وتجنب الفتن والباطل الذي تسبح فيه المدينة الآثمة إلى الأذقان. أقول: إن تركتهم ولزمت بيتي فمن أين أعيل أهل بيتي؟ كل ما في المدينة من مصادر الرزق يتحكم فيها أعداؤنا في الدم والعقيدة. يلزمني عمل لا يتحكم فيه إلا الله سبحانه، كما أن العمل في المدينة في عصرنا العاثر هذا مهما بلغ بك درجة حرصك فيه فإنك واقع في الحرام شئت أم أبيت. كان أحد السلف يقول: "أتجرت في سوق كذا وليس درهمٌ كسبته فيها إلا وساورتني نفسي أنه حرام". هذا من شدة تورعه وتحريه للحلال وهو ما هو من الصلاح والخيرية. هذا حال السلف في العصور المفضلة، فكيف حالنا نحن في عصرنا اللعين هذا؟ لقد جربت كل الطرق يا أخي وليس كلامي من مخيلتي، أصبح تحري الحلال في المدينة شيئاً يقارب المستحيل، حتى المصارف الإسلامية ليس لها إلا الاسم. المعاملات المحرمة شرعاً أصبحت عند الناس شيئاً عادياً بل ومشروعاً، ومفتو الضلالة يصدرون الفتاوى بالمتر وتحت الطلب، والناس أصبحت ككلاب الدم حاشاكم، تلهث وراء الدنيا وكسب المال غير آبهة بمشروعية هذا الكسب، وأكثرهم ورعاً يرمي حمله على الشيخ الفلاني، فما دام الشيخ فلان قال هذا حلال فهو حلال، وإن كان حراماً.

    لأجل هذا وغيره كثير، لم يعد مقامي في المدينة من الدين ولا من العقل. ولأجل هذا قررت تركها والعودة إلى الأصل: الأرض والأنعام. لن يدخل الحرام في حبة أزرعها وماء أنتظر نزوله من السماء، أو أخرجه من جوف الأرض. لن يدخل الحرام في بهيمة أسقيها وأرعاها وأحلبها. لن يدخل الحرام في أطفال أربيهم على طاعة الله وإقرئهم القرآن وأحدثهم بالسنن. إن كان أهلي وأصحابي وأحبابي ما زالوا يريدونني فاليتبعوني، أما أن أن يجبروني أن ألبث معهم في ذلك المستنقع الذي أصبحت رائحته تزكم أنفي فلا، فلن نحاسب سوية، بل كل منا سيأتي الله فرداً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12