خليل خميس
طالب دكتوراة وباحث في محصول الكانولا - تخصص: فسيولوجيا النبات والبيولوجية الجزيئية - كندا
Khalil_khamiss[at]yahoo.ca
محصول الكانولا Canola (Brassica napus والذي يعرف عربياً بالسلجم تنتمي نباتاته الي عائلة Crucifers جنس Brassica وهو كندي الآصل أنتج بالتهجين بين نباتات محصولي (B. rapa) و (B. olerasea) وأول محاولة لإنتاجه كانتفي أوائل السبعينات من القرن الماضي، وكلمة Canola جأت مختصرعن . "Canadian oil, low acid" و يعتبرالمحصول حالياً من أهم المحاصيل الزيتية ومصدراً هاماً من مصادر استخلاص الزيوت النباتية بعد زيت النخيل وزيت فول الصويا و أفضل الزيوت النباتية إستخذاماً في تغذية الإنسان في كثير من دول العالم مثل كندا وأوروبا وأمريكا واليابان حيث يمثل في كندا مثلاً 63%من جملة الزيوت النباتية المستخدمة،بينما يمثل فول الصويا 24% وزيت عباد الشمس 4% فقط وذلك نتيجة لآنه أقل الزيوت النباتية احتواء على الآحماض الدهنية المشبعة والتي من أهمها حمض الأيريسيك والذي لا تتعذى نسبته به حوالي 2 % كما يحتوي على 59 % أحماض دهنيةأحادية غير مشبعة و 30% أحماض دهنية متعددة غير مشبعة، ونسب جيدة من أحماض أوميجا3 الدهنية والتي لها تأثيرات صحية مميزة منها، المحافظة على صحة العقل، صحة القلب، صحة الكلى، صحة وسهولة حركة المفاصل، تنشيط الجهاز المناعي في الجسم، زيادة النشاط والقوة عند الرجال، تحافظ على مستويات الكولسترول السليمة و الصحية في الدم وتمنعها من الارتفاع و تحدث توازن ملحوظ وصفاء في الذهن والمزاج والشعور بالنشاط والحيوية.
إضافتاً الي ذلك فإن زيت الكانولا يتميز بتوازن أحماض الأوميجا3، والأوميجا 6 فيه، مما يعطيه ميزة صحية إضافية، إلا أن هناك بعض الدعاوى حول هذا الزيت بأنه يحوي مواد ضارة كونه أنتج من بذرة اللفت ، إلا أن هذه الدعاوى ليست منمصادر طبية أو من جهات علمية معتمدة، وقد أكدت وزارة الزراعة الكندية وهي البلدالمنتج لهذا النوع من الزيوت بأنه تم تهجين اللفت بحيث ينتج هذا الزيت دون احتوائهعلى المواد الضارة التي تتواجد عادة في بذرة اللفت.ورغم ذلك يعتبر هذا الزيت حالياً المحصول الخامس من حيث التجارة العالمية يسبقه في ذلك الأرز - القمح - الذرة - القطنويعتبر ثالث محصول تصديري في كندا بعد القمح والشعير.
تنجح زراعة الكانولا كمحصول شتوي في كثير من المناطق منها المناطق الجافة وشبه الجافة وبالاصناف الخالية من الحمض الدهني الايروسيك في الزيت ومادة الجليكوسينولات في الكسب مثل صنف باكتول الذي يتميز بإرتفاع محتوي البذرة من الزيت حيث تصل نسبته فيها الي 46 %.
كما يمكن زراعة المحصول في جميع انواع الآراضي الزراعية ماعدا الرملية إلا لو أضيف إليها الاسمدة العضوية، و في الاراضي المستصلحة حديثا ويتحمل الظروف البيئية المعاكسه والتي لاتنجح فيها زراعة المحاصيل الشتوية التقليدية ، لذلك فإن التوسع في زراعة الكانولا هدف قومي لزيادة إنتاج الزيوت النباتية.
أفضل فترة لزراعة محصول الكانولا خلال شهر 11 والزراعة خلال النصف الأول من الشهر أفضل ميعاد لزراعة المحصول بأي طريقة من طرق الزراعة المعرفة ، والتأخير عن ذلك يؤدي إلي نقص في المحصول، وايضاً ربما يصادفه سقوط أمطار غزيرة تعوق خدمة الأرض قبل الزراعة. وتعتبر الزراعة الآلية بالتسطير من أفضل طرق زراعة الكانولا،حيث يتم خدمة الأرض جيداً وتسوي تسوية جيدة ، وبعد ضبط آلة الزراعة تتم الزراعة فيسطور علي مسافة 40 سم بين السطرين ، وفي حالة الزراعة بهذه الطريقة يجب ألا يزيدعمق الزراعة عن 2سم من سطح الأرض والالتزام بكمية التقاوي اللازمة وهي 2 كيلو جرام بذور أما في حالة الزراعة اليدوية يستخدم 3 كيلو جرام بذور.
تستجيب نباتات محصول الكانولا لكل أنواع التسميد وبالطرق المعروفة وبمعدلات مختلفة حيث يضاف السماد العضوي أو البلدي في بعض البلدان للأراضي المستصلحة حديثاً علي أن يخلطبالتربة مع السوبر فوسفات أثناء عمليات الخدمة قبل الزراعة ويشترط في السماد العضويأن يكون متحللاً وخالياً من بذور الحشائش أي متحول الي ذبال.
أما في حالة إضافة الآسمدة الكيماوية من العناصر الكبرى الازمة فيضاف السماد الفوسفاتي بنسبة 15% في صورةسوبر فوسفات أحادي أو ما يعادلها من الأسمدة الفوسفاتية الأخري تضاف إلي الأرضدفعة واحدة عند تجهيز الأرض للزراعة وقبل التخطيط أو التزحيف مباشرة .كما يحتاج المحصول الي تسميد نيتروجيني بنسبة 5.33% نترات نشادر تضاف علي ثلاث دفعات متساوية الأولي عند الزراعة والثانية عند تكوين 3 - 4 ورقات أوعند الخف والثالثة عند بداية ظهور البراعم الزهرية. بالنسبة للبوتاسيوم فيضاف في صورة سماد سلفاتالبوتاسيوم بنسبة 48% بو 2 عند تجهيز الأرض للزراعة أو بعد عملية الخف مع الدفعةالأولي من السماد النيتروجيني في الأراضي القديمة والدفعة الثانية في الأراضي الجديد.
كما يمكن أن تحتاج نباتات محصول الكانولا الي تسميد بالعناصر الصغري والتي تضاف عادتاً رشا علي المجموع الخضري للنباتات في الأراضي المستصلحةحديثاً وفي الآراضي التي تعاني نقصاً في العناصر الصغري إما في الصورةالمخلبية أو صورة كبريتات إذا ظهرت أعراض نقص هذه العناصر علي النباتات . ففي حالة الرش علي الصورة المخلبية يضاف مخلوط مخلبي مكون من الحديد والمنجنيزوالزنك والنحاس بنسبة 4 : 2 : 2 : 1 علي التوالي بمعدل 0.5 جم / لتر من المخلوطويتم الرش مرتين الأولي بعد شهر من الزراعة والثانية بعد 50 يوماً من الزراعةويستخدم لذلك 300 لتر ماء ويتم إضافة مادة ناشرة مثل التريتون B بمعدل واحد فيالألف لزيادة ضمان إمتصاص العناصر الصغري أو يتم الرش علي صورة كبريتات بمعدل 3 جم / لتر ويجب ألا يتم الرش عند منتصف النهار وعدم ري المحصول بعد الرش مباشرة.
تروى نباتات محصول الكانولا علي فترات من 15- 21 يوما حسب طبيعة التربة والأحوال الجويةالسائدة وحالة نمو النباتات ، وفي حالة سقوط امطار بكميات كافية يستغني عن الريخلال هذه الفترة، ويجب عدم تعريض النباتات للعطش خلال فترة تكوين البذور الي غاية وصولها الي النضج الفسيولوجي لمساعدتها علي تكوين المواد الغذائية وضمان الحصول علي بذور ممتلئة وغير ضامرة ومحصول وفير بعد النضج.
من أهم علامات نضج المحصول هي جفاف الأوراق واصفرار القرون وتحول لون البذرة إلي اللونالبني في القرون الطرفية واللون الأسود في القرون السفلية والوسطية علي النباتات وهذا يكون دليل علي حين وقت حصاد نباتات المحصول.
يتم الحصاد في الصباح الباكر أما يدوياً وذلك بتقطيع ا لنباتات ووضعها في أكوام لتمام الجفاف مدة 7- 10 أيام مع مراعاة عدم تأخير الحصاد الذي يتسبب في إنفراط البذور، وبعد ذلك يتم فصل البذور عن القرون بدق النباتات بالعصي علي مفرشأو استخدام ماكينة الدراس ثم غربلة البذور وتعبئتها. أو قد يتم الحصاد الياً بعد جفاف النباتات الكامل و فيالصباح الباكر مع مراعاة استخدام الآلة الخاصة بحصاد الكانولا و يتراوح متوسط إنتاج المحصول من 2– 3.5 طن من البذور للهكتار.
مواضيع مشابهة: